هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "المواجهة الإيرانية الإسرائيلية المستمرة منذ عهد الخميني وحتى قاسم سليماني تشير إلى وجود مصلحة إيرانية لاستمرار هذه المواجهة معنا، ما يطرح أسئلة حول مآلات الحوادث الأخيرة بين البلدين، وإمكانية أن تتدحرج إلى حرب شاملة".
وأضاف
آساف غولان في سلسلة حوارات أجراها مع كبار الجنرالات الإسرائيليين، نشرتها بصحيفة "إسرائيل اليوم"، ترجمتها "عربي21"، أن
"استمرار الضربات الإسرائيلية على الحدود الإيرانية العراقية ضد المليشيات
الشيعية، وإسقاط الطائرة المسيرة الإسرائيلية من قبل حزب الله في لبنان، يشير إلى
نوع جديد من المواجهة الجارية في شمال البلاد في السنوات الأخيرة".
ونقل
عن الجنرال غرشون هكوهين أن "المواجهة الإسرائيلية الإيرانية ستبقى مستمرة
على المدى القريب؛ نظرا لأسباب عميقة مختلفة، فإيران معنية باستمرار الوضع على
هيئته الحالية؛ لأن لديها تطلعات توسعية بالعودة إلى أيام الامبراطور كورش، صحيح
أنهم اليوم شيعة، لكنهم ما زالوا يرون في أنفسهم امتدادا للإمبراطورية الفارسية،
ولذلك لديهم مصالح للتواجد في سوريا والعراق وبلدان أخرى".
وأضاف
الجنرال الذي ترأس الكليات العسكرية وقيادة التجنيد، أن "استمرار المواجهة مع
إسرائيل يخدم المصالح الإيرانية، ما يتطلب منا التجهز لإمكانية اندلاع مواجهة في
مستويات عدة، في ظل قناعة إسرائيلية بأن الولايات المتحدة لا تريد المساس بإيران،
وهي تواصل تثبيت نفسها كقوة إقليمية".
الجنرال
يوسي كوبرفاسر قال إن "تعاظم العمليات الإيرانية في العراق وسوريا ولبنان
وجبهات أخرى هدفها إيصال رسالة للأمريكان بتحسين شروط طهران في المفاوضات حول المشروع
النووي، هدف طهران هو واشنطن، والقول لها إن أي محاولة لمهاجمتها فإن الإيرانيين
سيستهدفون حلفاءهم في المنطقة، ولذلك من الأفضل الدخول في مفاوضات معها".
وأضاف
كوبرفاسر، رئيس شعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، أن
"هذا سبب زيادة عمليات حزب الله والمليشيات الشيعية في العراق وسوريا، الإيرانيون
ليس لديهم مصلحة كبيرة للدخول بمواجهة واسعة مع إسرائيل، هذا ليس جيدا لمصالحهم، لذلك
تسير إيران مع الولايات المتحدة وفق سياسة شفا الهاوية، لكن إسرائيل تجد نفسها تعمل
ضد المحاولات الإيرانية للمس بها واستهدافها، ولذلك فإن المواجهة الحالية ستستمر
في مستواها المنخفض الحالي، فليس لديها مصلحة في حرب شاملة".
البروفيسور
آيال زيسر قال إن "ما يحصل حاليا بين إسرائيل وإيران وحزب الله هو استمرار
لاستخلاص الدروس والعبر من كل الأطراف، إيران لديها هدف أسمى، وهو السيطرة على
سوريا، حتى لو تخلل ذلك فتح جبهة عسكرية أمام إسرائيل، لأن ذلك ينطلق من أسباب استراتيجية
واسعة، في حين أن إسرائيل تعمل كل ما بوسعها لإحباط هذه التطلعات".
وأضاف
زيسر، أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في الجامعات الإسرائيلية، أننا "أمضينا خمس
سنوات من المواجهة منخفضة الوتيرة، وحين رأى الإيرانيون أن إسرائيل تهاجم سوريا، نقلوا
مصانع الصواريخ إلى لبنان، وحين تمت مهاجمته قاموا بتفعيل وسائلهم الدفاعية، ومن
ذلك إسقاط الطائرة الإسرائيلية المسيرة".
وختم
بالقول إن "كلا الطرفين لا يريد مواجهة واسعة، وليس معنيا بها، ولذلك نرى
ردودا محدودة، على اعتبار أن الحرب لا تخدم أحدا، وفي حال أضفنا عنصرا ثالثا للمواجهة
الدائرة متمثلا ببشار الأسد، فهو لا يمتلك تأثيرا يذكر على الأوضاع الدائرة".
الجنرال
عاموس غلعاد قال إن "المواجهة دائرة مع إيران طيلة الوقت؛ لأن لديها هدفا واحدا، وهو تدمير إسرائيل، بغض النظر عن الوقت الذي سيستغرقه تحقيق هذا الهدف، وهم يسعون
للإحاطة بنا من سوريا ولبنان وغزة والعراق، ومن أجل ذلك يبنون مفاعلهم النووي، فلديهم
تاريخ ونفس طويل".
وأضاف
غلعاد، رئيس الدائرة السياسية والأمنية بوزارة الحرب السابق، أن "التاريخ سيحاكمنا
على أننا تركنا خلفنا 140 ألف صاروخ بيد حزب الله، واليوم في سوريا نحاول منع تكرار
ذلك، وبالتالي ففي حالة وجود مصلحتين متناقضتين، فإن المواجهة حتمية، لكن ذلك سوف
يستغرق سنوات طويلة".