هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال خبراء إسرائيليون إن "الفكرة الإسرائيلية الخاصة بتهجير سكان قطاع غزة جيدة، لكن تنفيذها الإسرائيلي فاشل؛ لأن الأمر يتطلب تنسيقا مع الدول الأخرى، رغم أن الحل النموذجي لمعاناة غزة أن نمنح سكانها مستقبلا أفضل في مكان آخر".
وأضاف الكاتب الإسرائيلي شالوم يروشاليمي أن "عناوين الأخبار في الأيام الماضية تحدثت عن دعم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لفكرة تهجير الفلسطينيين من غزة، من حيث استعداد مطار النقب، وتحويله لخدمة المهاجرين الفلسطينيين، لكن هذه الفكرة بهذا النص من شأنه أن يوصلها في نهاية الأمر إلى الفشل الذريع؛ لأنه لا يمكن أخذ الفلسطينيين من غزة، ونقلهم عبر طائرات لأوروبا ودول في الشرق الأوسط".
وأشار يروشاليمي في مقاله بصحيفة مكور ريشون، وترجمته "عربي21"، إلى أن "هذا السيناريو ليس جديا، أشك كثيرا بأن الكابينت الإسرائيلي ناقش هذه الخطة بهذه الكيفية التافهة خلال خمس جلسات طويلة، لأن الأمر لا يمكن أن يتم بهذه السهولة، بل يحب التنسيق الوثيق له مع دول كبرى مثل الولايات المتحدة، وروسيا، والاتحاد الأوروبي، وصولا إلى مصر التي تسيطر على معبر رفح".
وأوضح أنه "لا بد من عملية إنقاذ دولية بمليارات الدولارات، لإيواء مئات آلاف الفلسطينيين ممن يحملون بطاقة لاجئ الخاصة بالأونروا، ويجب على نتنياهو أن يستغل شبكة علاقاته مع: دونالد ترامب وفلاديمير بوتين ونارندا مودي وجوستين ترودو ورؤساء دول أخرى، ويجب على إسرائيل ألّا تقف في صدارة هذا المشروع، لأنها انسحبت من غزة في 2005، وأخرجت منها 8 آلاف مستوطن، وفكفكت 21 مستوطنة".
وأكد أنه "يمكن لإسرائيل المشاركة في عملية الإنقاذ هذه من خلال استعدادها لاستيعاب آلاف اللاجئين الفلسطينيين لديها على أساس إنساني، لم لا؟ أنا على ثقة أن العديد منهم على استعداد للانخراط في سوق العمل الإسرائيلي، مثل نظرائهم في سخنين وأم الفحم، دون البحث عن مصطلحات الترانسفير المزعجة".
وختم بالقول إن "مشاريع السلام أو الترتيبات السياسية مع الفلسطينيين لن تتحقق أبدا في هذه المنطقة، وفي العديد من المرات بسببنا نحن الإسرائيليين؛ لأن الواقع الذي أوجدناه لا يسمح بأي اختراق سياسي، كما أن السلام مع حماس التي تسيطر على غزة مستحيل، لأنها حركة دينية متطرفة قائمة على تصفية إسرائيل".
كارني إلداد الكاتبة اليمينية الإسرائيلية قالت إن "ما سربته الصحافة الإسرائيلية عن توفر نوايا إسرائيلية لتهجير سكان غزة يعيد للأذهان خطط الوزير السابق رحبعام زئيفي، الذي تحدث في السبعينات عن الترانسفير الطوعي بالاتفاق، فيما نادى الحاخام مائير كهانا بتهجير الفلسطينيين، وها هي إسرائيل تعيد طرح هذه الخطط بعد سنوات طويلة على نسيانها، مع أن الأول اشترط موافقة الفلسطينيين، والثاني لم يضعها شرطا لتنفيذ الخطة".
وأضافت في مقال نشرته صحيفة مكور ريشون، وترجمته "عربي21"، أن "خطة إسرائيل الجديدة ليست جزءا من حل سياسي، وإنما مبادرة إنسانية، ولذلك توجهت إسرائيل لعدد من الدول الغربية حول إمكانية استيعاب الفلسطينيين داخل حدودها، لكنها جميعا رفضت، وتكرر الأمر مع عدد من الدول العربية، التي رفضت؛ لأنها تقف بجانب الفلسطينيين في صراعهم ومعاناتهم".
وأوضحت أن "الدول الغربية لديها ما يكفيها من مشاكل المهاجرين القادمين من سوريا وأفريقيا هربا من الموت، ولتحسين ظروف حياتهم، فلا تريد زيادة معاناتها، لأن المهاجرين باتوا يتحولون عبئا اقتصاديا واجتماعيا ودينيا وثقافيا على الدول التي تستوعبهم، وعلى حساب سكانها الأصليين، إذن ما الذي يدفعها للقبول باللاجئين الفلسطينيين ضمن الخطة الإسرائيلية الجديدة؟".