هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تقريرا أعده مراسلها في لندن أندرو إنغلاند، ومراسلها في دبي سايمون كير، تحت عنوان "ضربات الإمارات العربية المتحدة في اليمن تكشف عن تمزق التحالف الذي تقوده السعودية"، يقولان فيه إن الغارات الجوية أدت إلى توتر العلاقات بين الرياض وأبو ظبي.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الإمارات قالت إنها شنت غارات جوية ضد "مليشيا إرهابية"، بعد ساعات من اتهام الحكومة اليمنية الدولة الخليجية بقتل أعداد من جنودها في الغارات الجوية.
ويجد الكاتبان أن المواجهات العسكرية تعد تصعيدا دراميا في النزاع بين الحليفين في التحالف الذي تقوده السعودية، ويخوض حربا منذ أربعة أعوام، ما سيؤدي إلى توتر في العلاقات بين الرياض وأبو ظبي، اللتين تعدان حليفتين مهمتين للغرب في الشرق الأوسط.
وتلفت الصحيفة إلى أن الغارات جاءت في الوقت الذي كانت فيه القوات الموالية لحكومة عبد ربه منصور هادي، تواجه الانفصاليين الداعين لانفصال الجنوب عن الشمال للسيطرة على عدن.
وينوه التقرير إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي يقود القوات الانفصالية، التي دربتها وسلحتها الإمارات العربية المتحدة، شريكة السعودية في حرب اليمن، مشيرا إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي يشكل جزءا مهما من التحالف العربي، إلا أن المقاتلين الانفصاليين قاموا هذا الشهر بالسيطرة على القصر الرئاسي والمباني الحكومية والقواعد العسكرية في عدن، التي كانت مقر الحكومة الشرعية لعبد ربه منصور هادي.
ويستدرك الكاتبان بأنه رغم محاولات قوات هادي السيطرة على الميناء الجنوبي، إلا أن المجلس الانتقالي الجنوبي زعم يوم الخميس أنه أحكم السيطرة على عدن، لافتا إلى أنه في الوقت الذي اتهمت فيه الحكومة اليمنية بداية الإمارات بقتل 30 من جنودها، فإن وزارة الدفاع اليمنية قالت لاحقا إن الهجمات الإماراتية خلفت 300 قتيل وجريح.
وتورد الصحيفة نقلا عن حكومة اليمن، قولها إنها "حملت الإمارات المسؤولية الكاملة لهذا الاستهداف الصارخ وغير الشرعي والخارج عن الأعراف الدولية"، فيما دعت السعودية لوقف التصعيد العسكري غير الشرعي وغير المبرر، ودعت المجتمع الدولي لشجب هذا الحادث.
وينقل التقرير عن بيان أصدرته الإمارات، قوله إنها استهدفت مليشيا إرهابية كانت تخطط للقيام بهجمات ضد قوات التحالف، وأكدت في البيان أنها قامت بعمل ضروري، ونفذت غارات يومي 28 و29 آب/ أغسطس 2019 ضد المليشيات الإرهابية، مشيرا إلى أن الإمارات والسعودية أصدرتا بيانا مشتركا، دعتا فيه الأطراف اليمنية للحوار، إلا أن القتال استمر.
ويفيد الكاتبان بأن السعودية والإمارات تدخلتا في اليمن عام 2015؛ لدعم حكومة هادي بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، واتهمتا إيران بدعم المتمردين، إلا أن الإمارات لم تثق بحكومة هادي منذ الأيام الأولى؛ نظرا لتعاونه مع حزب الإصلاح الإسلامي، مشيرين إلى أن علاقتها مع هادي وصلت إلى أدنى مستوياتها هذا الشهر، عندما اندلعت اشتباكات في عدن والمحافظات المحيطة بها.
وتشير الصحيفة إلى أن التوتر في الجنوب أدى إلى زيادة الضغوط على التحالف السعودي الإماراتي، بشكل كشف عن تباين مصالح الدولتين الخليجيتين، لافتة إلى أنهما تعاونتا معا منذ الربيع العربي عام 2011 لمواجهة الحركات الإسلامية في الشرق الأوسط، وتأثير إيران، وذلك من خلال تبني سياسات التدخل الخارجي، إلا أن قرار الإمارات في بدء الانسحاب من اليمن الشهر الماضي، غير من دينامية التحالف العربي.
ويذهب التقرير إلى أن النزاع اليمني المنسي سيترك إرثا قاتلا، ففي الوقت الذي عبر فيه مجلس الأمن الدولي عن قلقه حول الاشتباكات الجنوبية، ودعا الجميع لضبط النفس، إلا أن الحرب في اليمن أدت إلى ما وصفتها الأمم المتحدة بأكبر كارثة إنسانية في العالم، فيما يواجه 10 ملايين شخص خطر المجاعة، مشيرا إلى أن جماعات الإغاثة وصفت مشاهد الفوضى في عدن بعد الاشتباكات الأخيرة.
وينقل الكاتبان عن القائم بأعمال مدير عمليات "سيف ذا تشلدردن" في اليمن جيسون لي، قوله إن "الموظفين الميدانيين يخبروننا بأن السكان خائفون"، وأضاف: "لقد تطور الوضع سريعا، ولم تكن لديهم فرصة للخروج من بيوتهم والحصول على المواد الأساسية، مثل الطعام والمياه، فيما كانت المحلات مغلقة".
وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول لي، إن "الوضع متوتر، والناس خائفون مما سيحدث بعد ذلك، وسمعت أصوات الطائرات وهي تقصف وتفجر، وقنابل تقتل وتشوه وتدمر بشكل عشوائي".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)