الصراعات الداخلية بإيران تفتح ملف فساد عائلة لاريجاني

تعتبر عائلة لاريجاني أو الإخوان لاريجاني وهم خمسة إخوة (علي، صادق، فاضل، محمد جواد، باقر لاريجاني) من كبار الشخصيات والعوائل النافذة سياسيا واقتصاديا في إيران، وأصبحوا يمثلون تيارا سياسياً يطلق عليه تيار لاريجاني من رجال الدين والسياسة ورجال الأعمال، وتربطهم علاقة وثيقة مع خامنئي وبتيار المحافظين.

وكان الرئيس الإيراني أحمدي نجاد من أشد أعداء عائلة لاريجاني ونشر عدة مقاطع فيديو مصورة يتحدث فيها عن مشروع عائلة لاريجاني وهيمنتهم على مفاصل النظام في البلاد.

ولكن خلال الأيام الماضية تفاجأ الإيرانيون بالهجوم الممنهج الذي تتعرض له عائلة لاريجاني على وسائل الإعلام، وخاصة التلفزيون الرسمي الإيراني الذي يشرف عليه المرشد الإيراني خامنئي مباشرة.

ونشر التلفزيون الإيراني عدة لقاءات مع شخصيات سياسية ورجال دين إيرانيين يوجهون أصابع الإتهمام في ملفات الفساد العملاقة التي تعاني منها إيران إلى عائلة لاريجاني ومنهم علي لاريجاني الذي يشغل منصب رئيس البرلمان الحالي.

وكشف موقع سحام نيوز التابع للتيار الإصلاحي في إيران عن هروب فاضل لاريجاني شقيق رئيس البرلمان الإيراني الحالي إلى خارج البلاد.

اقرأ أيضا: لاريجاني رئيسا للبرلمان الإيراني للمرة الثالثة

وذكر الموقع، أنه خلال الأيام الماضية تم اعتقال "أكبر طبري" مساعد رئيس السلطة القضائية السابق صادق لاريجاني، في شبهات تتعلق بملفات فساد عملاقة ترتبط بـ"صادق لاريجاني" وأفراد من عائلته ومقربين منهم.

ونقل الموقع عن مصادر خاصة، بأن فاضل لاريجاني الشقيق الأصغر لرئيس البرلمان الحالي، يتواجد الأن خارج البلاد وتم إبلاغه هو وبعض من أفراد عائلته أن لا يعودوا إلى إيران في الوقت الحاضر.

وكشف موقع زمانة الإيراني عن تهديد صادق لاريجاني رئيس السلطة القضائية السابق، بترك إيران والإقامة بمدينة النجف في العراق، بسبب الخلافات السياسية التي تشهدها البلاد بين عائلة لاريجاني النافذة سياسياً واقتصادياً، وتيار خامنئي المهيمن على مفاصل الحكم في البلاد.

ونشرت خلال الأيام الماضية، رسالة سرية مسربة، بعثها صادق لاريجاني إلى المرشد الإيراني خامنئي، طرح فيها تحقيق بعض مطالبه من بينها إطلاق سراح مساعده المعتقل، مهددا بمغادرة إيران.

وهاجم عضو مجلس خبراء القيادة محمد يزدي، صادق لاريجاني بشدة بسبب تهديده بمغادرة إيران قائلا: فلان يقول، إذا لم تحقق تلك المطالب، سأذهب إلى النجف! 

وتابع يزدي المقرب من خامنئي مخاطباً لاريجاني: اذهب إلى النجف، وهل بذهابك إلى النجف، ستفقد مدينة قم مكانتها؟ أنت أصلاً لم تكن مؤثراً في قم ناهيك عن مدينة النجف.

واتهم يزدي لاريجاني بالفساد قائلا: "يتم إلقاء القبض على رئيس المكتب الذي كنت تترأسه لمدة عشر سنوات، ثم تحتج على اعتقاله وتقول لماذا يعتقل؟ وباسم الحوزة الشيعية شيدت لك قصراً، من أين لك هذا؟".

وكشف موقع سحام نيوز الإصلاحي، عن عدم دعوة علي لاريجاني رئيس البرلمان الحالي في اجتماعات تيار المحافظين في طهران، ضمن الحملة الممنهجة التي تتعرض لها عائلة لاريجاني داخل النظام الإيراني.

اقرأ أيضا: بأمر من خامنئي.. اعتقال ابنة رئيس السلطة القضائية بإيران

وهاجم القيادي في تيار المحافظين علي رضا زاكاني، على التلفزيون الإيراني عائلة لاريجاني، واتهم صادق لاريجاني بأنه يقف وراء ملفات الفساد العملاقة التي تشهدها إيران على المستوى القضائي والاقتصادي.

ويقول المراقبون بالشأن الإيراني، بأن الدولة العميقة في البلاد تريد إنهاء طموح عائلة لاريجاني من الوصول إلى منصب الرئاسة أو منصب المرشد خلفا لخامنئي.

وتداولت العديد من وسائل الإعلام، أنباء عن نية علي لاريجاني رئيس البرلمان الحالي الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، وما أثار غضب تيار المحافظين هو أن لاريجاني سيكون مرشح الإصلاحيين في هذه الانتخابات.

وكشفت أوساط مطلعة في داخل إيران لـ"عربي21"، عن معارضة بعض المراجع الشيعية في قم إعطاء درجة المرجعية صادق لاريجاني، حتى لا يكون مؤهلا للوصول إلى منصب المرشد في إيران مستقبلا.