هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "كاوس إن لا ريد" الإسباني، مقال رأي للكاتب ميغيل أنخيل باروس، تحدث فيه عن الاستراتيجية اليائسة للولايات المتحدة التي من شأنها أن تحولها إلى طرف مزعزع للسلام العالمي.
وقال الكاتب، في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، إن الجيوسياسي الإنجليزي هالفورد ماكيندر، في محاضرته الشهيرة "المحور الجغرافي للتاريخ" لسنة 1904، قسّم العالم إلى نظام يشمل الجزيرة العالمية أوراسيا حيث توجد روسيا في المنطقة الحاسمة للقوة العالمية، والجزر القارية مثل إفريقيا وأمريكا التي لا تتمتع بوصول مباشر إلى الجزيرة العالمية.
وذكر الكاتب أن الولايات المتحدة تعاني من ارتباك استراتيجي كبير في فترة ما بعد الحرب الباردة، في مواجهة ظهور عالم متعدد الأقطاب منذ هزيمة تنظيم الدولة في سوريا على يد القوات السورية وروسيا وإيران، والدبلوماسية النشطة للبابا فرانسيس الذي فتح إمكانية ملموسة لإرساء نظام عالمي متعدد الأقطاب.
ومن شأن ذلك أن يجعل الإمبراطورية الأمريكية أسدا جريحا ولكنه في الوقت نفسه خطير، حيث تتظاهر صقورها بجعل النظام العالمي مجلسا عسكريا، وتهدد بتحويله إلى مزعزع للاستقرار الأمني الدولي بينما تلعب دور مروج للإرهاب العالمي.
وأشار الكاتب إلى أن الولايات المتحدة ساهمت في خلق تصعيد خطير في الجزيرة العالمية وتحديدا في منطقة بحر العرب ومضيق هرمز، اللذين يكتسبان أهمية جيوسياسية لا مثيل لها باعتبارهما معبر النفط الرئيسي، حيث تعزز إيران من قوتها من خلال تحالفها مع روسيا والصين.
ويمكن أن يؤدي قِصر النظر السياسي لصقور السياسة الخارجية الأمريكية، في وقت قصير، إلى هزيمة الولايات المتحدة في الجزيرة العالمية.
وذكر الكاتب أنه تتطور في فنزويلا أول حرب هجينة في التاريخ في أمريكا اللاتينية، التي تتضمن أشكالا جديدة من الحرب حيث يتم الجمع بين الحرب التقليدية وغير التقليدية والإرهاب والحرب النفسية والحرب الاقتصادية المضللة، والأعمال شبه العسكرية، فضلا عن البحث عن تغيير النظام الحكومي.
وتكمن المفاجأة الاستراتيجية العالمية، رغم صمت العديد من الخبراء المحليين، في أن فنزويلا مع الجهات الفاعلة الأخرى المتحالفة معها تخطط لتوجيه ضربة للولايات المتحدة في الجزيرة القارية.
اقرا أيضا : صحافة: عنصرية ترامب قد تكون عامل نجاحه في الانتخابات المقبلة
وهنا تتمثل الحقيقة المركزية في إعلان القوات المسلحة البرازيلية لعدم تدخلها ضد دعم الولايات المتحدة لرئيسها بولسونارو.
بعد خمسة أشهر من إطلاق مذهب خوان غوايدو في سياق عقيدة "مونرو الجديدة"، فشل كل شيء في فنزويلا سواء على الصعيد الدبلوماسي أو العسكري.
وأفاد الكاتب بأن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، اتهم في مؤتمر وزاري خاص بمكافحة الإرهاب في الأرجنتين، إيران بتنفيذ هجمات ارهابية، مشيرا إلى أن أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار لا تقتصر فقط على منطقة الشرق الأوسط، بل تمتد إلى النصف الغربي من الكرة الأرضية.
وقبل يومين من عقد المؤتمر، أشار الرئيس ماكري، في سجل أنشأه تحت ضغط من الولايات المتحدة وإسرائيل، إلى جماعة حزب الله في لبنان كمنظمة إرهابية.
ولكن هذا الموقف يشكل خطورة كبيرة لأنه بمثابة إعلان حرب حقيقي ضد لبنان، ذلك أن حزب الله هو حزب معترف به رسميا وله مشرعون ووزارات في لبنان، ناهيك عن أنه يمثل جزءا من الحكومة.
وأوضح الكاتب أنه لا يوجد توافق بالإجماع على قانون الإرهاب الدولي، كما أن الإرهاب ليس سوى تكتيك عنيف يخدم أغراضا سياسية، وقد يجسده فرد أو مجموعة شبه عسكرية أو جماعة شبه عسكرية أو دولة.
أما في ما يتعلق بالجريمة المنظمة، فهي مجموعة منظمة تجمع بين أكثر من 23 جريمة. ومع اكتسابها للأراضي، تصبح هذه المجموعات طرفا فاعلا سياسيا واقتصاديا.
وتجدر الإشارة إلى أنه لا توجد جريمة منظمة دون تواطؤ القطاعات السياسية والقضائية وقطاع الأعمال، وخاصة القطاع المالي العالمي، أي الملاذات الضريبية التي تجعل أموال الاتجار بالمخدرات "تدخل" في الدائرة القانونية.
وفي الختام، نوه الكاتب بأن الترويج للحروب الهجينة من شأنه أن يجعل الولايات المتحدة راعيا للإرهاب، وقد تصبح أخطر من ذلك عندما تخسر في الجزيرة العالمية والجزيرة القارية.