هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أربع سيدات تقدميات في "الكونغرس" الأمريكي في مواجهة "رئيس عنصري متعصب نرجسي ومعادي للمرأة"، وفق تعبيرهن، أجمع "الكونغرس" على إدانته بشكل رسمي على خلفية تصريحاته ضدهن، لأنه يخرق أكثر من مادة في الدستور والقانون المدني الأمريكي.
أربع سيدات أمريكيات يقفن على يسار "الحزب الديمقراطي" يرغب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برحيلهن إلى بلدانهن الأصلية.
اثنتان من أصول عربية (فلسطينية وصومالية)، والثالثة من بورتوريكو والرابعة من أصول أفريقية، بعضهن ولدن في أمريكا، وأصبحن مواطنات أمريكيات قبل ميلانيا ترامب التي تشغل منصب السيدة الأولى في البيت الأبيض.
السيدات الأربع يناصرن المهاجرين الذين يسعى الرئيس دونالد ترامب إلى تقييد وجودهم في أمريكا، ويقفن ضد سياسات ترامب و"الحزب الجمهوري" الذي يميل إلى اليمين بشكل متطرف، وهن من كبار الناقدين والمعارضين لدعم "إسرائيل" .
اقرأ أيضا: تغريدات عنصرية لترامب ضد عضوات بالكونغرس.. وردود ساخطة
ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، وإلهان عمر، ورشيدة طليب، وأيانا بريسلي، أربع سيدات يواجهن رئيسا "مستفزا وغاضبا"، ومن خلفه حشد من المتطرفين البيض العنصريين.
في لغة الأرقام، فإن رشيدة طليب، المولودة عام 1976 في ديترويت في الولايات المتحدة، هي أول امرأة عربية ومسلمة تدخل "الكونغرس".
وهي كبرى أخواتها الـ13، وكان والدها يعمل في مصانع سيارات "فورد" في ديترويت، وهو من مواليد بلدة "بيت حنينا" شرقي مدينة القدس المحتلة، بينما تنحدر والدتها من قرية "بيت عور الفوقا" قرب رام الله.
نالت طليب الشهادة الجامعية في العلوم السياسية عام 1998، ثم حصلت على شهادة في القانون عام 2004.
وتعد ناشطة في العمل الاجتماعي والبيئي في ولايتها، وتمكنت عام 2008 من الفوز بمقعد في مجلس نواب ولاية ميتشيغان.
وتنتمي طليب إلى جناح بيرني ساندرز في "الحزب الديمقراطي"، وتدعو إلى إصلاحات مثل الرعاية الصحية الشاملة، وتحديد الحد الأدنى للأجور، ورسوم مقبولة للتعليم الجامعي وتركز خطابها على برامج المرأة والطفل والرعاية الصحية.
وانضمت إلى حركة "أمهات ضد ترامب" عندما كان ترامب مرشحا للانتخابات الرئاسية، واتهمته بتشويه صورة المسلمين.
اقرأ أيضا: بعد هجومه "العنصري".. ترامب يحتمي بـ"معاداة السامية"
واشتهرت لدى اعتراضها على ترامب خلال تجمع انتخابي عام 2016 واحتجزت يومها برفقة 11 امرأة أخرى وصرخت في وجهه: "هل قرأت الدستور؟".
طليب فازت بمقعد "تاريخي" في "الكونغرس" ظل حكرا على النائب "الديمقراطي" جون كونيرز منذ عام 1965.
وفي تصريحات صحفية، قالت طليب إنها "ستعارض تقديم المساعدات لإسرائيل ما لم تعمل من أجل السلام وتنهي الظلم الواقع على الفلسطينيين".
زميلتها الأخرى إلهان عمر أخذت مقعد الأمريكي المسلم كيث إليسون في "الكونغرس".
أتت عمر، المولودة في عام 1981، في مدينة مقديشو، إلى الولايات المتحدة منذ أكثر من عقدين كلاجئة من منطقة بيدوا بدولة الصومال، وهي فرد من عائلة مكونة من سبعة أفراد.
ومع بدء الحرب الأهلية الصومالية في عام 1991؛ فرت إلهان وعائلتها من البلاد، ثم قضوا أربع سنوات في مخيم للاجئين في كينيا، وبحلول عام 1995 هاجرت العائلة إلى الولايات المتحدة.
تخرجت إلهان من جامعة "نورث داكوتا" في العلوم السياسية والدراسات الدولية في عام 2011.
وفي مينيسوتا الصناعية التي تعيش فيها جالية صومالية كبيرة، دخلت عالم السياسة، وفازت قبل عامين بمقعد في المجلس التشريعي المحلي، وكانت حينها ناشطة ضمن منظمة للدفاع عن الحقوق المدنية.
وعلى مدى سنوات، بنت إلهان صورة السياسية التقدمية، فهي تؤيد مجانية التعليم الجامعي وتوفير مساكن للجميع وإصلاح القضاء الجنائي.
بدأت حياتها المهنية بوصفها ناشطة في الجامعة، وبحلول عام 2012، شغلت منصب مديرة حملة لأكثر من مرشح لعضوية "مجلس الشيوخ" الأمريكي وللانتخابات البلدية، ثم شغلت منصب منسقة عامة في وزارة التعليم.
وفيما بعد تعرضت إلهان للضرب من 7- 8 أشخاص في تجمع حزبي في عام 2014، بسبب حجابها وبشرتها السمراء. ومنذ عام 2015، تدير قسم السياسات والمبادرات في مؤسسة "النساء ينظمن النساء" التي تقوم بالدفاع عن النساء المنحدرات من شرق أفريقيا.
ولطالما انتقدت عمر سياسات دولة الاحتلال، مشيرة إلى أنها عبارة عن "نظام فصل عنصري"، ومؤكدة كذلك "أن إسرائيل هي منوّمة العالم". وكانت تتهم بـ"معاداة السامية" من بعض اليمينيين لكنها كانت ترد بالقول: "إن انتقاد الحكومة الإسرائيلية لا يعني بأي حال كراهية الشعب اليهودي".
أما ألكساندريا أوكاسيو، المولودة عام 1989 في برونكس إحدى ضواحي نيويورك، فهي ناشطة اشتراكية ديمقراطية..
تنحدر من عائلة بورتوريكية عاملة، عملت سابقا في مكتب السيناتور تيد كينيدي للهجرة، وحصلت على درجة البكالوريوس في اختصاص الاقتصاد والعلاقات الدولية عام 2011.
بعد تخرجها عادت إلى المنزل ودخلت في صراع طويل لتسوية ممتلكات والدها الذي توفي بالسرطان، كونه لم يترك وصية، وفي هذه الفترة عملت منظمة اجتماعية كما أنها عملت معلمة في أحد المعاهد.
بسبب الركود الاقتصادي وقضايا والدها المالية العالقة، تدهورت أوضاع العائلة المادية كثيرا، ما دفعها إلى إيجاد أي عمل، فاضطرت للعمل في المطاعم وبأجور منخفضة للمساعدة على تسديد ديون عائلتها.
اقرأ أيضا: تصاعد رد "الديمقراطيين" على ترامب بعد تصريحه "العنصري"
في 2018، فازت كورتيز في الانتخابات التمهيدية للحزب "الديمقراطي" بدائرة البرونكس في نيويورك، بعدما هزمت جوسف كراولي في ما وصف بأنه أكبر انتصار مربك في موسم الانتخابات النصفية للكونغرس الأمريكي.
تصف كورتيز نفسها بأنها "اشتراكية ديمقراطية" وتدعم سياسات الرعاية الطبية لكل المواطنين، وضمان الوظيفة، وإزالة الرسوم للكليات العامة، وإنهاء خصخصة السجون، وسن سياسات تحد من نشر السلاح.
شاركت في الحملة الانتخابية لدعم المرشح الرئاسي الديمقراطي بيرني ساندرز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، وتبدو مواقفها المناهضة لترامب من خلال تصريحاتها الدائمة الواعدة بمقاضاته بسبب عنصريته.
السيدة الرابعة هي أيانا بريسلي، هي أول أمريكية من أصل أفريقي تنتخب في "الكونغرس" عن ولاية ماساتشوستس.
ولدت ونشأت في أوهايو، وبعد التحاقها بجامعة بوسطن، عملت كبيرة مساعدين لعضو "الكونغرس" جوزيف كينيدي الثاني، كما أنها عملت مساعدة للسيناتور جون كيري طيلة 13 عاما.
بدأت مشوارها السياسي الخاص في عام 2009، عندما انتخبت لعضوية مجلس مدينة بوسطن، لتصبح أول امرأة من أصول أفريقية تنتخب لعضوية المجلس طيلة تاريخه الذي يبلغ مئة عام.
ومثلها مثل طليب وعمر وكورتيز تضمن انتخابها مفاجأة، إذ هزمت عضوا مخضرما بـ"الكونغرس" خدم لعشر فترات برلمانية، وهو الديمقراطي مايكل كابوانو.
ومنذ توليها منصبها، كانت بريسلي مدافعة عن حق النساء في الإجهاض، ودعت بريسلي، إلى حماية أفضل لضحايا الاعتداءات الجنسية.
في مواجهة ذلك، لم يكن مفاجئا الاستماع للرئيس ترامب وهو يخبر النائبات الأربع اللاتي بتن يُعرفن بـ"الفرقة" أو "The Squad"، بـ"العودة إلى بلادهن التي جئن منها"، متهما إياهن بقوله: "هؤلاء أشخاص يكرهون بلدنا، يكرهونها"، مشيرا أيضا إلى أنهن "يكرهن إسرائيل ولديهن مشاعر حب لأعداء الولايات المتحدة على غرار القاعدة".
وأضاف ترامب: "المجموعة المكونة من أربعة أشخاص؛ يتذمرن باستمرار".
ويهدف ترامب من تصريحاته، بحسب وسائل إعلام غربية من بينها "الغارديان" إلى حرف الناخب الأمريكي عن نواياه الحقيقية، وأيضا إشعال حماس قاعدته الانتخابية قبل انتخابات الرئاسة عام 2020، وقاعدته الأساسية معادية للأقليات الجنسية والعرقية وللمرأة، وهي في مجملها عنصرية إنجيلية متعصبة تؤمن بإشعال الحرائق في الشرق الأوسط.