ملفات وتقارير

ما أهداف واشنطن من تحالف أمن الملاحة في الخليج العربي؟

حطيط قال إن أمريكا تريد إضافة حلقة جديدة لسلسلة انتشارها العملاني بالمنطقة- جيتي
حطيط قال إن أمريكا تريد إضافة حلقة جديدة لسلسلة انتشارها العملاني بالمنطقة- جيتي

تواصلت المساعي الأمريكي من أجل تشكيل تحالف عسكري موسع، لضمان أمن الملاحة في منطقة الخليج العربي، وفقا للعديد من التصريحات الصادرة عن مسؤولين أمريكيين، خلال الأيام القليلة الماضية.

وقال الجنرال مارك ميلي المرشح لتولي رئاسة هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، إن الولايات المتحدة تؤدي "دورا حاسما" في ضمان حرية الملاحة في الخليج، وإن واشنطن تسعى لتشكيل تحالف "لتأمين مواكبة عسكرية وبحرية للشحن التجاري".

وأضاف خلال جلسة للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ: "أعتقد أن ذلك سيتبلور في الأسبوعين المقبلين"، في إشارة إلى تشكيل تحالف دولي لتأمين أمن الملاحة البحرية بعد تصاعد التوتر مع طهران، المتهمة بالوقوف وراء حادثتي ناقلات نفط قبالة السواحل الإماراتية وفي بحر عمّان.

 

إقرأ أيضا: واشنطن تعتزم تشكيل ائتلاف لحماية الملاحة في الخليج

وجاءت هذه التصريحات عقب حديث رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال جوزيف دانفورد، عن عزم الولايات المتحدة تشكيل تحالف أمن الملاحة في الخليج.

وقال دانفورد عقب اجتماعين لبحث شكل التحالف وأهدافه، عقد أحدهما مع القائم بأعمال وزير الدفاع مارك إسبر والآخر مع وزير الخارجية مايك بومبيو، إن الولايات المتحدة ستوفر سفن قيادة للتحالف العسكري، وستقود جهود المراقبة والاستطلاع.

وأشار إلى أنه يتم "التواصل الآن مع عدد من الدول لتحديد ما إذا كان بإمكاننا تشكيل تحالف، يضمن حرية الملاحة في كل من مضيق هرمز ومضيق باب المندب".

وتطرح فكرة التحالف تساؤلات بشأن أهداف واشنطن من حشد العديد من الدول، للمشاركة في مراقبة الخليج العربي، خاصة أنها توجد في المنطقة بقطع عسكرية منذ عقود.

 

غطاء دولي

المحلل السياسي الدكتور يحيى الكبيسي قال، إن توجه الولايات المتحدة الجديد في هذا الشأن، هو لإشراك الأوروبيين ودول عربية في تشكيل غطاء لعملها في الخليج، وهو أمر جديد على إدارة ترامب التي لا تؤمن بالعمل الجماعي.

وأوضح الكبيسي لـ"عربي21" أن القطع الأمريكية موجودة في المنطقة منذ سنوات، وتعمل في الخليج العربي وبحر عمان والبحر الأحمر لحماية حركة نقل البترول والحقول، لكن واشنطن تريد غطاء جماعيا أمام إيران، لأي عمل تقوم به ولا تريد البقاء منفردة.

وأعرب عن اعتقاده أن الاستجابة لتشكيل هذا التحالف،"لن تكون كبيرة وربما تكتفي واشنطن ببعض دول المنطقة، عبر توفير غطاء جوي لها، خاصة أن تلك الدول ومنها الخليجية لا تمتلك الإمكانيات الكافية لمثل مهمة كهذه، وسيصبح العمل باسم تحالف دولي وليس باسم الولايات المتحدة وحدها، كما حصل في تحالف الحرب على الإرهاب في سوريا والعراق".

وشدد على أن الانقسامات الداخلية في أمريكا والاختلافات حتى داخل البيت الأبيض، بشأن التعاطي مع إيران، عززت من فكرة إنشاء التحالف، وكان واضحا خلال الأسابيع الأخيرة حاجة واشنطن لهذا الغطاء، بدلا من الانفراد في الضغط على طهران.


وعلى صعيد تغطية كلفة التحالف، قال الكبيسي: "بعض دول المنطقة ستتحمل التكاليف لأنها ستحمي أساطيل نفطها بشكل مباشر، وهذا حدث في الثمانينيات حين قدمت البحرية الأمريكية الحماية لناقلات نفط كويتية".

 

ابتزاز للمنطقة

من جانبه قال المحلل العسكري العميد أمين حطيط، إن السؤال الأبرز الذي يطرح أمام فكرة إنشاء التحالف هو "حماية الخليج ممن؟".

وقال حطيط لـ"عربي21": هل تريد واشنطن حماية الخليج من أهله؟ وأضاف: "الخليج بحاجة إلى منظومة حماية داخلية من الدول المطلة عليه، أما حين تأتي الحماية من الخارج فهي هيمنة وسيطرة، والقرار الأمريكي ليس له تفسير سوى الحشد والتصعيد ضد إيران".

ورأى أن فكرة التحالف "لن تأتي" بجديد على صعيد المنطقة، وشبهها بـ"الهيكلية الجديدة" لتحريك القطع العسكرية وتحديد مصادر التمويل وخاصة دول الخليج.

وقال حطيط: "ترامب ينظر للخليج على أنها بقرة حلوب، ينبغي الحصول على كل ما لديها، قبل التخلص منها".

 

اقرأ أيضا: الجبير: مشاورات دولية لإجراءات عسكرية تؤمّن الملاحة بالخليج

ولفت إلى أن واشنطن تسعى لخطوة جديدة مسنودة جوا وبرا، لتشكيل حلقة ضمن سلسلة انتشارها العملاني في المنطقة، لقطع الطريق على أي وجود لأي طرف عسكري في المنطقة سواها.

وأوضح حطيط أن الانتشار العسكري في الخليج تم على مراحل "الأولى عام 1988 عبر قوة تدخل سريع، ثم توسع في مرحلة حرب الكويت، وكان التوسع الأخير عقب الاحتجاجات التي عمت الدول العربية".

وشدد في الوقت ذاته على أن هذا التوسع في ظل إدارة ترامب "ليس مجانيا، بل هو تحرك مدفوع الثمن للقوات، وهو ما تفاخر به ترامب مرارا في حديثه مع زعماء دول الخليج، وابتزاز مالي وصل حتى الآن إلى قرابة 780 مليار دولار".

التعليقات (0)