هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدثت صحيفة إسرائيلية الأحد، عن فرص تفعيل الولايات المتحدة لعقوباتها ضد أنقرة، مع اقتراب الأخيرة من إتمام شراء منظومة الصواريخ الروسية الدفاعية "أس400".
واستبعدت صحيفة "غلوبس"
العبرية في تقرير ترجمته "عربي21"، أن يصادق الرئيس دونالد ترامب على
فرض العقوبات وفقا للقانون الأمريكي، رغم معارضة العديد من المشرعين بالكونغرس
للصفقة، ودعمهم لفرض عقوبات على الأتراك إذا تم تنفيذ صفقتهم مع الروس.
وقالت الصحيفة إن "الرئيس
التركي رجب طيب أردوغان لا يشعر بالقلق من تصريحات وزارة الخارجية الأمريكية
والمشرعين"، مؤكدة أنه "يراهن على أن حكومة ترامب في نهاية المطاف لن
تدرك التهديد، رغم أن صفقة الصواريخ مع روسيا تتعارض بشكل صريح مع القانون
الأمريكي".
وأضافت أن "المحللين يقدرون
أن أردوغان يبني نزاعا مفتوحا بين ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو بشأن صفقة
الصواريخ"، لافتة إلى أن "بومبيو حذر علانية القيادة التركية من أن بيع
الصفقة مع روسيا يخالف قانون عام 2017، الذي يحظر المساعدات أو بيع الأسلحة إلى
الدول التي تتعاون مع المنافسات الأمريكية".
ورأت الصحيفة الإسرائيلية أن
"أردوغان يعتقد أنه في النزاعات الداخلية بين ترامب ووزرائه وكبار مساعديه،
تفوز يد الرئيس دائما"، مشيرة إلى أن "تصريحات ترامب العلنية تظهر أنه
لا يميل إلى التراجع عن هذه القضية، رغم أن متحدثا باسم وزارة الخارجية الأمريكية
أعلن الجمعة عن عواقب حقيقية وسلبية للغاية، ستنتج عن الصفقة مع روسيا".
اقرأ أيضا: هل جرى التفاهم بين أنقرة وواشنطن على ملف "S400"؟
ولفتت إلى أن "بومبيو تحدث عن
هذه العواقب، والمتمثلة في
إلغاء بيع طائرات F35 إلى تركيا، ووقف تدريب الطيارين الأتراك، وهو ما بدأ بالفعل حتى إشعار آخر"،
منوهة إلى أن "المشرعين لا يرون أن هناك خطأ في تفسير القانون الذي يستند
إليه بومبيو".
وتابعت: "حتى السيناتور
الجمهوري ليندسي غراهام أحد أقوى حلفاء ترامب في الكونغرس والعضو في المجموعة
التشريعية التي تعمل لصالح تركيا، يؤكد أن أنقرة لا يمكنها الهروب من العقوبات
الأمريكية إذا تلقت الصواريخ الروسية".
وأوضحت أن القانون ينص على جملة
من العقوبات في حال عقدت أي دولة صفقة مع القطاع العسكري أو الاستخباراتي الروسي،
معتقدة أن "تنفيذ جزء من هذه العقوبات سيقلل إلى حد كبير من العلاقة بين
الولايات المتحدة وتركيا، وسيؤدي بلا شك إلى تعطيل اتصالاتهم بشأن القضايا المهمة،
بما في ذلك الاستراتيجية العسكرية في سوريا والمشكلة الكردية".
واستدركت "غلوبس" بقولها
إن "علاقة ترامب وأردوغان نمت وهما أفضل أصدقاء، ولذلك يخشى الأول من فرض
عقوبات جديدة على أنقرة، ما قد يغرق علاقات البلدين في دوامة عميقة"، متوقعة
أن تنقذ هذه العلاقات الشخصية تركيا من العقوبات الأمريكية، حتى بعد إتمام صفقة
"أس400" الروسية.
وذكرت أن ذلك كان واضحا من تصريحات
ترامب الأخيرة التي أعلن فيها "تفهمه لقرار أردوغان بالحصول على نظام الدفاع
الجوي الروسي"، مشيدا بالعلاقات الشخصية "الدافئة" بينه وبين أردوغان،
والتي ساعدت في تأمين إطلاق سراح القس الأمريكي.
وبرر ترامب لجوء تركيا لشراء
المنظومة الروسية بالقول إن "أردوغان طلب أولا شراء صواريخ باتريوت من
الولايات المتحدة خلال إدارة أوباما، لكن الأخير عامل بشكل غير عادل".
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن
"تعليقات ترامب هي أساس تقييم أردوغان بأنه سيتهرب من العقوبات الأمريكية بعد
تلقي بطاريات صواريخ روسية، بصرف النظر عما يقوله بومبيو ومسؤولون حكوميون
آخرون"، وفق تقديرها.