سياسة عربية

الملك سلمان يتسلم "وثيقة مكة".. ما قصتها ومضمونها؟

1200 عالم وشخصية إسلامية من مختلف المذاهب والأطياف أقروا وثيقة مكة- واس
1200 عالم وشخصية إسلامية من مختلف المذاهب والأطياف أقروا وثيقة مكة- واس

أقر 1200 عالم وشخصية إسلامية من مختلف المذاهب والأطياف، الأربعاء، وثيقة للتعايش ومناهضة الإسلاموفوبيا ورفض التدخل في شؤون الدول، عرفت بـ"وثيقة مكة المكرمة".

 

وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس"، إن الملك سلمان بن عبد العزيز تسلم الوثيقة، الصادرة عن المؤتمر الدولي حول قيم الوسطية والاعتدال الذي نظمته رابطة العالم الاسلامي، وأقرها 1200 عالم من 139 دولة يمثلون 27 مكونا إسلاميا من مختلف المذاهب والطوائف.

 

وقال العاهل السعودي، خلال حفل تسلم الوثيقة بقصر الصفا بمكة المكرمة: "يسرنا أن نرى علماء الأمة الإسلامية على هذا التعاون، لتوحيد آرائهم في القضايا المهمة، وخاصة ما يتعلق بمواجهة أفكار التطرف والإرهاب ".

 

وأضاف: "سنكون دوماً على أمل بإذن الله في تماسك الأمة الإسلامية، واجتماع كلمة علمائها، وتجاوز مخاطر التحزبات والانتماءات التي تفرق ولا تجمع".

 

وأوضحت "واس" أن إقرار الوثيقة جاء لتكون "دستورا تاريخيا لإرساء قيم التعايش بين أتباع الأديان والثقافات والأعراق والمذاهب في البلدان الإسلامية من جهة، وتحقيق السلم والوئام بين مكونات المجتمع الإنساني كافة من جهة ثانية". 

 

وأوصت الوثيقة بعدم التدخل في شؤون الدول مهما تكن ذرائعه المحمودة، معتبرة إياه "اختراقا مرفوضا، لا سيما أساليب الهيمنة السياسية بمطامعها الاقتصادية وغيرها، أو تسويق الأفكار الطائفية، أو محاولة فرض الفتاوى على ظرفيتها المكانية، وأحوالها، وأعرافها الخاصة، إلا بمسوّغ رسمي لمصلحة راجحة".

 

وشددت الوثيقة على أن "التنوع الديني والثقافي في المجتمعات الإنسانية لا يُبرر الصراع والصدام"، وشددت على "رفض الربط بين الدين والممارسات السياسية الخاطئة لأي من المنتسبين إليه".


وتشمل الوثيقة "الدعوة إلى الحوار الحضاري بصفته أفضل السبل"، و"سنّ التشريعات الرادعة لمروجي الكراهية".


وأكدت أن "التعرف الحقيقي على الإسلام يستدعي الرؤية الموضوعية التي تتخلص من الأفكار المسبقة، لتفهمه بتدبر أصوله ومبادئه، لا بالتشبث بشذوذات يرتكبها المنتحلون لاسمه، ومجازفات ينسبونها زوراً إلى شرائعه".

 

اقرأ أيضا: التحضيرات بجدة لقمة التعاون الإسلامي.. بحضور قطر

وفي ما يأتي أبرز ما أجمع عليه العلماء والشخصيات الإسلامية وجاء في هذه الوثيقة:


1- أجمع المسلمون في وثيقتهم التي أصدروها ـ مُمَثَّلِين في مرجعيتهم الدينية ـ أنهم جزء من هذا العالم بتفاعله الحضاري، يسعَون للتواصل مع مكوناته كافة لتحقيق صالح البشرية، وتعزيز قيمها النبيلة، وبناء جسور المحبة والوئام الإنساني، والتصدي لممارسات الظلم والصدام الحضاري وسلبيات الكراهية.

2- لا يُبْرِمُ شــأنَ الأمة الإسلامية، ويتحدَّثُ باسمها في أمرها الدينيّ، وكل ذي صلة به إلا علماؤها الراسخون في جمع كجمع مؤتمر هذه الوثيقة، وما امتازت به من بركة رحاب قبلتهم الجامعة، فالعمل الديني والإنساني المشترك الهادف لمصلحة الجميع يلزم تشارك الجميع دون إقصاء أو عنصرية أو تمييز لأتباع دين أو عرق أو لون.

3- البشر على اختلاف مكوناتهم ينتمون إلى أصل واحد، وهم متساوون في إنسانيتهم، رافضين العبارات والشعارات العنصرية، والتنديد بدعاوى الاستعلاء البغيضة؛ إذ الاختلاف بين الأمم في معتقداتهم وثقافاتهم وطبائعهم وطرائق تفكيرهم قَدَرٌ إلهي قضت به حكمة الله البالغة؛ والإقرارُ بهذه السُّنَّة الكونية والتعامل معها بمنطق العقل والحكمة بما يوصل إلى الوئام والسلام الإنساني خيرٌ من مكابرتها ومصادمتها.

4- التنوع الديني والثقافي في المجتمعات الإنسانية لا يُبرر الصراع والصدام، بل يستدعي إقامة شراكة حضارية إيجابية، وتواصلاً فاعلاً يجعل من التنوع جسراً للحوار، والتفاهم، والتعاون لمصلحة الجميع، ويحفز على التنافس في خدمة الإنسان وإسعاده، والبحث عن المشتركات الجامعة، واستثمارها في بناء دولة المواطنة الشاملة، المبنية على القيم والعدل والحريات المشروعة، وتبادل الاحترام، ومحبة الخير للجميع، مع احترام تعدد الشرائع والمناهج، ورفض الربط بين الدين والممارسات السياسية الخاطئة لأي من المنتسبين إليه.

5- دعوة إلى الحوار الحضاري بصفته أفضل السبل إلى التفاهم السوي مع الآخر، والتعرف على المشتركات معه، وتجاوز معوقات التعايش، والتغلب على المشكلات ذات الصلة، إضافة إلى تجاوز الأحكام المسبقة المحمّلة بعداوات التاريخ التي صعدت من مجازفات الكراهية ونظرية المؤامرة، والتعميم الخاطئ لشذوذات المواقف والتصرفات، مع التأكيد على أن التاريخ في ذمة أصحابه، وبراءة الأديان والفلسفات من مجازفات معتنقيها ومدعيها.

6- مطالبة بسن التشريعات الرادعة لمروجي الكراهية، والمحرضين على العنف والإرهاب والصدام الحضاري، مؤكدة أن ذلك كفيل بتجفيف مسببات الصراع الديني والإثني، كما دانت الاعتداء على دور العبادة، معتبرة أنه عمل إجرامي يتطلب الوقوف إزاءه بحزم تشريعي، وضمانات سياسية وأمنية قوية، مع التصدي اللازم للأفكار المتطرفة المحفزة عليه.

 

اقرأ أيضا: ترحيب بوسائل التواصل بدعوة الرياض لقطر لحضور قمة مكة

7- دعت إلى مكافحة الإرهاب والظلم والقهر، ورفض استغلال مقدرات الشعوب وانتهاك حقوق الإنسان، مشددة على أن ذلك واجب الجميع من دون تمييز أو محاباة، إلى جانب حفظ الطبيعة التي سخرها الخالق العظيم للإنسان، إذ الاعتداءُ على موارد الطبيعة وإهدارها وتلويثها تجاوز للحق، واعتداء على حق الأجيال القادمة.

8- اعتبار أطروحة الصراع الحضاري والدعوة للصدام والتخويف من الآخر؛ مظهرا من مظاهر العزلة، والاستعلاء المتولد عن النزعة العنصرية، والهيمنة الثقافية السلبية. والانغلاق على الذات يعمل على تجذير الكراهية، واستنبات العداء بين الأمم والشعوب، ويحول دون تحقيق مطلب العيش المشترك، والاندماج الوطني الإيجابي، وبخاصة في دول التنوع الديني والإثني، كما أنه في عداد المواد الأولية لصناعة العنف والإرهاب.

9- حذرت من أن ظاهرة "الإسلاموفوبيا" وليدة عدم المعرفة بحقيقة الإسلام وإبداعه الحضاري وغاياته السامية. وأن التعرف الحقيقي على الإسلام يستدعي الرؤية الموضوعية التي تتخلص من الأفكار المسبقة، لتفهمه بتدبر أصوله ومبادئه، لا بالتشبث بشذوذات يرتكبها المنتحلون لاسمه، ومجازفات ينسبونها زوراً إلى شرائعه.

10- أوصت بعدم التدخل في شؤون الدول مهما تكن ذرائعه المحمودة؛ فهو اختراق مرفوض، ولا سيما أساليب الهيمنة السياسية بمطامعها الاقتصادية وغيرها، أو تسويق الأفكار الطائفية، أو محاولة فرض الفتاوى على ظرفيتها المكانية، وأحوالها، وأعرافها الخاصة، إلا بمسوّغ رسمي لمصلحة راجحة.

11- أقرت مبادئ التمكين المشروع للمرأة ورفض تهميش دورها، أو امتهان كرامتها، أو التقليل من شأنها، أو إعاقة فرصها في الشؤون الدينية أو العلمية أو السياسية أو الاجتماعية أو غيرها، وفي تقلدها المراتب المستحقة من دون تمييز، والمساواة في الأجور والفرص، إضافة إلى العناية بالطفل صحياً وتربوياً وتعليمياً، وتعزيز هوية الشباب المسلم بركائزها الخمس: الدين، والوطن، والثقافة، والتاريخ، واللغة، وحمايتها من محاولات الإقصاء أو الذوبان المتعمد وغير المتعمد، وحماية الشباب من أفكار الصدام الحضاري والتعبئة السلبية ضد المخالف، والتطرف الفكري بتشدده أو عنفه أو إرهابه، وتسليحه بقيم التسامح والتعايش بسلام ووئام يتفهم وجود الآخر، ويحفظ كرامته وحقوقه، ويرعى أنظمة الدول التي يقيم على أرضها، مع التعاون والتبادل النافع معه، وفق مفاهيم الأسرة الإنسانية التي رسخ الإسلام مبادئها الرفيعة.

 

التعليقات (16)
عبد الله
الأحد، 02-06-2019 04:13 ص
لايوجد ابشع عنف كجريمة خاشقجي ،
ظافر
الجمعة، 31-05-2019 09:42 ص
وثيقة مكة تسلم الى ابي جهل ولكن المؤسف ان الذي قدمها هو الشيخ الموريطاني عبد الله بن بية مفتي الامارات
مصري
الخميس، 30-05-2019 05:44 م
ما دامت تلك الوريقة قد تسلمها هذا الطاغية فلابد أن من يكتبها هم من أتباعة و ارذاله ممن يطلق عليهم بعلماء السلطان و شيوخ الفته ألا لعنة الله علي سلمان و كل من والاه .
س.المغرب
الخميس، 30-05-2019 05:06 م
نحن لا نعترف برابطة العالم الاسلامي، الممثل الشرعي لنا نحن المسلمين هو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أما ما سواه هو مجرد مرافق تابع للحكام المجرمين القتلة و الخونة
hamasa
الخميس، 30-05-2019 03:42 م
قرأتها على مضض ولكن قرأتها . تباً لكم ولعلماء بلاطكم نحن الشعوب العربية خاصة والإسلامية عامة برءاء منكم إلى يوم القيامة . أى وثيقة تكتبونها وهى لا تسواى المداد التى كتبت به . عليكم بالحفاظ على دينكم قوياً " فإنه لا يفل الحديد إلا الحديد " هذه وثيقة ذل وخضوع لترامب وإيفانكا والصهاينة يا حكام العار . بدل هذه البنود المائعة مكنوا لشعوبكم واحفظوا ثرواتهم من التبديد والتبذير والانفاق على ما حرم الله . ابنوا المصانع للقضاء على البطالة التى استشرت فى جميع الدول الاسلامية . عيدوا أموالكم التى يستثمرها الغرب ويرد لكم الفتات والغالب منها يذهب إلى بناء اسرائيل . لا سلام من ضعيف أو خاضع أو خانع أو ذليل . السلام من القوة والعين بالعين هذه الوثيقة يرجى إرسالها إلى المراحيض لاستخدامها وتوفير المياه