ملفات وتقارير

بعد خسارتها انتخابات مجالس الطلبة.. هل تراجعت شعبية حماس؟

تتحدث حماس أنها تتعرض لحملة مزدوجة من المضايقات تشنها الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة بالتعاون مع السلطات الإسرائيلية
تتحدث حماس أنها تتعرض لحملة مزدوجة من المضايقات تشنها الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة بالتعاون مع السلطات الإسرائيلية

قررت الكتلة الإسلامية للعام الثاني على التوالي مقاطعة انتخابات مجالس الطلبة في جامعة بوليتكنك فلسطين؛ احتجاجا على ما وصفته بتنصل إدارة الجامعة من أداء مسؤولياتها بتوفير الأجواء المناسبة لإجراء الانتخابات.


يأتي ذلك بعد أيام من فوز قائمة حركة فتح بانتخابات مجالس الطلبة في جامعة بيرزيت، بعد أربع سنوات من سيطرة متتالية لقائمة حركة حماس على هذه الانتخابات.

 

كما شهد هذا العام تراجعا واضحا للكتلة الإسلامية في جامعة الخليل، بخسارتها لانتخابات مجالس

الطلبة أمام منافستها الشبيبة الفتحاوية، وهو ما شكل خيبة أمل لمناصريها، خصوصا بعد خسارتها كليات كانت محسوبة عليها مثل كلية الشريعة.

 

وفي 6 أبريل/ نيسان الجاري، أعلنت الكتلة الإسلامية بجامعة القدس-أبو ديس، مقاطعتها لانتخابات مجلس الطلبة عشية قيام اللجنة التحضيرية بإقصائها من الانتخابات، بعد ضغوط مارستها فتح على الجامعة، ما حرم الكتلة من المشاركة في الاستحقاق الانتخابي.

 

مضايقات واعتقالات

 

تتحدث حركة حماس أنها تتعرض لحملة مزدوجة من المضايقات تشنها الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة بالتعاون مع السلطات الإسرائيلية، الأمر الذي انعكس على نتائجها في هذه الانتخابات.


إلى ذلك، يشير رئيس الكتلة الإسلامية في فلسطين، محمد فروانة، إلى أن "نتائج انتخابات مجالس الطلبة التي جرت مؤخرا في الضفة الغربية لا تعبر بالضرورة عن تراجع في شعبية حركة حماس؛ وذلك لأن المئات من كوادر الحركة ومناصريها ما زالوا قيد الاعتقال لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية والإسرائيلية".

 

وعن أشكال المضايقات التي تتعرض لها الكتلة الإسلامية في الضفة، يشير فروانة لـ"عربي21" إلى أن "هنالك حالات اعتقال بشكل يومي للعشرات من كوادر الحركة تتم بالتنسيق بين أجهزة أمن السلطة والجانب الإسرائيلي، إضافة إلى اقتحام السكن الجامعي ومصادرة ممتلكات الطلبة، بما فيها أجهزة الهاتف والكمبيوتر، ووصل الأمر إلى تهديد المكاتب التي تقوم بطباعة البوسترات بإغلاق مقراتها إذا ثبت أنها قامت بالتعاون مع الكتلة الإسلامية".

 

من الأحداث اللافتة التي شهدتها الضفة الغربية مؤخرا، اعتقال الأجهزة الأمنية الفلسطينية ممثل الكتلة الإسلامية بجامعة النجاح، إبراهيم شلهوب، وتلاها إعلان الشبيبة الفتحاوية في الجامعة حظر الكتلة الإسلامية، وإغلاق مقراتها؛ بزعم أنها لن تسمح بأن تكون الجامعة امتدادا لحركة حماس.

 

اقرأ أيضا: صراع انتخابي بين فتح وحماس في جامعة بيرزيت.. ما سر الاهتمام؟
 

تغييب للحريات

 

ويشير النائب عن حركة حماس من مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، فتحي قرعاوي، إلى أن "السلطة الفلسطينية تحظر أي نشاط لحركة حماس في الضفة الغربية من منطلق سياسية الإقصاء ورفض الاعتراف بشرعية الطرف الآخر، ومحاولة الهيمنة عليه، وهذا الأمر انعكس بشكل كبير على نتائج الحركة في الدورة الحالية لانتخابات مجالس الطلبة في جامعات الضفة".

 

ويؤكد القرعاوي لـ"عربي21": "وثقنا كل الانتهاكات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية بحق كوادر الحركة لمؤسسات المجتمع المدني؛ للطعن في نتائج الانتخابات، وأنها جرت في أجواء غير ديمقراطية".

 

تعول حركة حماس على جامعات الضفة الغربية باعتبارها المنبر الوحيد الذي تمارس به نشاطاتها وفعالياتها، وتوظف بذلك وسائل الإعلام التابعة لها؛ لحشد المناصرين، بما يدعم حظوظها بالفوز بهذه الانتخابات لقياس شعبيتها.

 

ومن الأمثلة على ذلك، الاهتمام الذي أبدته الحركة في انتخابات جامعة بيرزيت، عبر تخصيص صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس كلمة خاصة في مهرجان مصغر دعت إليه الكتلة قبل أيام من بدء عملية الاقتراع.

 

من جانبه، يؤكد رئيس التحرير السابق لصحيفة فلسطين، مصطفى الصواف، أن "السلطة الفلسطينية تدرك مدى وعي الشارع وتأثره بخطاب المقاومة الذي تتبناه حركة حماس، وهي بذلك تحاول أن تخفي جزءا من الحقيقية عن الشارع بأن شعبية حماس في الضفة تفوق حركة فتح، لذلك فهي تشن حملة الاعتقالات لهدفين، يتمثل الأول في قلب الموازين الانتخابية لصالح حركة فتح".

 

أما الهدف الثاني، وفق ما أشار إليه الصواف لـ"عربي21" فيتمثل في "بث الرعب في صفوف الطلبة والمواطنين؛ لعدم إظهار التعاطف مع الكتلة الإسلامية، وتهديدهم باستخدام العقاب ذاته في حال قرروا الانضمام إليهم أو حتى دعم برنامجهم الانتخابي".

التعليقات (1)
مراقب
الثلاثاء، 23-04-2019 08:48 ص
لو كانت شعبية حماس تراجعت لما شنت السلطة حملة شعواء ضد طلاب الكتلة في كل الضفة ولما تهلاربت من انتخابات جامعة النجاح -نابلس اكبر جامعات الضفة.. الذي تراجع في الحقيقة التأييد الشعبي لفتح وللسلطة ولو جرت انتخابات حرة ونزيهة في كل المجالات لما فازت فيها فتح اطلاقا .. بل ربما لو حصلت انتخابات داخل حركة فتح نفسها لخسرت فتح