هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلطت صحيفة إسرائيلية الأحد، الضوء على عملية عزل الرئيس السوداني عمر البشير، وتأثير ذلك على التوجهات المستقبلية في استقرار السودان، التي تعصف بها أزمة اقتصادية.
وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية في مقال للكاتب تسفي برئيل، أنه "بعد إسقاط البشير، يمكن تخيل قضم أظافر رؤساء أجهزة الاستخبارات في أمريكا وروسيا والصين والسعودية ومصر وإسرائيل، فجميعهم يعرفون جيدا النخبة العسكرية في السودان، وكثير منهم التقوا برئيس المخابرات السوداني صلاح كوش ووزير الدفاع عوض بن عوف".
وأضافت: "عدد منهم ولفترة طويلة عمل مع البشير، وإلى جانب قيادة جيشه ومخابراته كان الرئيس المعزول، دعامة قوية من خلالها أدارت هذه الدول مصالحها الأمنية في شرق أفريقيا"، منوهة أن "هذا الدعامة لم تكن دائما ثابتة؛ فعلاقة الولايات المتحدة مع الخرطوم كمثال؛ سارت مثل قطار الجبال".
ونوهت إلى أن "الغرب خشي أن يتحول السودان لإيران ثانية، فلم تتأخر العقوبات عليه، لكنه هذه العقوبات رفعت قبل سنتين وسارعت CIA بفتح أحد أكبر قواعدها في الخرطوم"، موضحة أن "انقطاع الخرطوم عن طهران، وانضمامها للتحالف العربي في اليمن، غذى خزينة الدولة بـ 2.2 مليار دولار، دفعتها السعودية والإمارات، وقربها أكثر من الدول العربية المؤيدة للغرب".
وأشارت الصحيفة، إلى أن "البشير بدأ يتجول في الدول العربية والإسلامية رغم وجود قرار ضده من محكمة الجنايات الدولية منذ 2009"، منوهة أنه "أول رئيس عربي بدفع من روسيا زار سوريا، مقابل مساعدة سياسية واقتصادية، لأن موسكو أرادت إعادة بناء شرعية بشار الأسد، وبعدها ظهرت في دمشق شخصيات إماراتية وبحرينية".
اقرأ أيضا: المجلس العسكري السوداني يعلن حزمة قرارات جديدة.. تفاصيل
وفي المقابل، "تعاملت مصر مع البشير بشك وعداء، واتهم البشير القاهرة بسرقة حصة السودان من المياه، إضافة للصراع على منطقة حلايب، في حين زعمت مصر أنه اعطى ملجأ لنشطاء الاخوان المسلمين الذين هربوا من مصر، ورغم هذه الخلافات، فقد أجبر تحالفه السودان مع السعودية مصر على التعامل مع البشير كحليف".
وأشارت إلى خشية عبد الفتاح السيسي من الاحتجاجات الجماهيرية، وقالت: "السيسي مثل قيادة السعودية، يعتبر كل احتجاج مدني تهديد لاستقرار الدولة، ورغم ذلك أوضح أنه يؤيد إرادة الشعب..، وهنا من المهم معرفة موقفه إذا منح "الشعب" تأييده لحزب المؤتمر الإسلامي".
وزعمت "هآرتس"، أن "إسرائيل هي لاعبة ثانوية في الساحة السودانية، وبحسب مصادر أجنبية بينت، أنه إلى جانب هجماتها ضد قوافل السلاح التي جاءت من إيران لغزة عبر السودان، أقامت "تل أبيب" علاقة وثيقة مع منظمات سودانية، منها حركة تحرير السودان وحتى نظام البشير؛ عندما أرادت المساعدة في إحضار يهود أوروبا لإسرائيل".
كما ورد في السابق، أن "مبعوث إسرائيلي أجرى اتصالات مع نظام البشير، لفحص إمكانية إقامة علاقات مع إسرائيل، في حين أكد المتحدث بلسان حزب السلطة، إبراهيم الصديق؛ بأنه ليس هناك ما يتم الحديث عنه بشأن التطبيع مع إسرائيل، كما أنه لا يوجد لإسرائيل مكان في السودان".
وذكر الصديق، أنه "يوجد لإسرائيل 38 منظمة عاملة في دارفور، وزعيم جبهة تحرير السودان زار "تل أبيب" عدة مرات، وإسرائيل هي أثارت مسألة دارفور"، لكنه لم يفسر ماذا يقصد بهذا الحديث.
ونبهت الصحيفة، أن موقع "ميدل ايست آي"، كشف أن "رئيس الموساد كوهين، التقى في ميونيخ مع رئيس المخابرات السوداني وبحث معه إمكانية تغيير النظام في السودان".
وأكدت "هآرتس"، أن "شبكة المصالح الدولية، تمر بهزة قوية في أعقاب عدم اليقين حول مستقبل القيادة العسكرية والسياسية في السودان، في الوقت الذي لا يوجد تناغم مدهش بين الضباط الذين قاموا بعزل البشير".
ورأت أن استقالة وزير الدفاع عوف، وتكليف الجنرال عبد الفتاح برهان، المراقب العام للجيش بإدارة شؤون الدولة، "لم تنجح في تهدئة الشعب السوداني الذي يسعى لاستغلال نجاحه في عزل البشير وعوف".
وقدرت أن استقالة الجنرالين كوش وحمدان من المجلس العسكري، يظهر أن "التوتر بين أعضاء المجلس، هو فقط خلاف من الخلافات التي تميز قوات الأمن في السودان؛ بين الشرطة وحرس الرئاسة، وبين القوات النظامية والقوات المحلية.
اقرأ أيضا: المعتصمون في الخرطوم: مطالبنا لم تتحقق حتى الآن
وأفادت الصحيفة، أنه في "هذا الوضع الصعب، إذا لم يحصل السودان على دعم السعودية، فمن شأنه أن يعيد تغيير حلفائه والتوجه لإيران لطلب المساعدة، وهنا لا يوجد أي ضمانة بأن تقوم طهران التي تعاني من أزمة اقتصادية، بالموافقة على دعم السودان أو يمكنها القيام بذلك، ولكن هذا بالنسبة لإيران سيكون فرصة للحصول على رافعة تأثير بثمن رخيص نسبيا".
ونبهت إلى أن على من "يخشى انجرار السودان نحو أماكن نفوذ إيران، أن يفتح المحفظة من أجل استقرار الدولة، ولكن هذه دائرة شيطانية لأن استقرار السودان عندما يكون الجيش هو المسيطر، يعني فقدان احتمالية الديمقراطية، وبالتالي من سينتظر كي تثمر العملية الديمقراطية يمكن أن يفقد السودان".