هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدثت باحثة ومسؤولة إسرائيلية، عن الدور الروسي المتزايد في البحث عن تسوية لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي في مقابل الدور الأمريكي، في الوقت الذي يعارض الجانب الفلسطيني "صفقة القرن" الأمريكية.
وذكرت الباحثة الإسرائيلية في "معهد القدس للدراسات الاستراتيجية" الإسرائيلي، ميكي أهرونسون، أنه في إحدى التصريحات لرئيس الوزراء الفلسطيني المرشح محمد اشتيه، أشار إلى أن مزيدا من الدول وعلى رأسها روسيا ستدعم المعارضة الفلسطينية لصفقة القرن التي تقوم على إعدادها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معتبرة أنه "ليس صدفة أن ذكر اشتيه روسيا قبل كل شيء".
وأشارت في مقال لها بصحيفة "إسرائيل اليوم"، إلى أن "روسيا وعلى مدى السنين، عادت وأعربت عن اهتمامها بالمشاركة في تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي انطلاقا من اعتبارات إقليمية وعالمية، بما فيها رغبتها في العودة لمكانتها كقوة عظمى".
ورأت أهرونسون وهي مسؤولة السياسة الخارجية في مجال الأمن القومي الإسرائيلي سابقا، أن هذا هو "السبب الذي دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن يطرح مؤخرا مرة أخرى فكرة المحادثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في موسكو"، موضحة أن "روسيا على مدى السنين اقترحت العمل على التسوية من خلال مؤتمر في موسكو، ولكن تل أبيب فضلت إبقاء الريادة في المسيرة في يد واشنطن".
وأكدت أن "الاهتمام الروسي الحالي في النزاع يعكس سعي موسكو إثبات وجودها في الشرق الأوسط كوسيط، انطلاقا من رؤية "مباراة مجموعها الصفر" حيال الأمريكان، وعلى خلفية رؤية مكانة الولايات المتحدة في الشارع العربي، وهذا النشاط هو بمثابة ربح مؤكد لروسيا؛ فكلفته صفرية، أما النتائج المتوقعة منه في تقدم مكانة روسيا في العالم العربي والإسلامي فواضحة للكرملين".
ولفتت إلى أن "تطلع روسيا لتحقيق مكانة وسيط دولي، وجد تعبيره بمبادرات وأقوال جاءت لتضعها كجهة حيوية في كل مسيرة للتسوية، ويظهر الأمر على الدوام بالتوازي أو فور نشر مبادرات أمريكية".
اقرأ أيضا: هذا هو عرض إسرائيل لغزة الذي نقلته مصر وفق موقع إسرائيلي
ففي 2017 مثلا، مع تقدم المداولات على نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، أعلنت روسيا عن رغبتها، بصفتها عضو في الرباعية، "في العمل على اتفاق، وفاجأت موسكو بتصريح يفيد بأنها تعترف بالقدس الغربية عاصمة رسمية لإسرائيل، دون الاشتراط بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها شرقي القدس".
وترافق مع هذا، بحسب الباحثة، "تأييد للمفاوضات المباشرة وإعراب عن الاهتمام بالمساعدة في تحقيق الاتفاق، كما شدد الإعلان على عضوية روسيا في نادي الدول التي تقود الموضوع بحكم عضويتها في الرباعية ومجلس الأمن".
ونبهت أن لافروف، "عاد وتحدث ضد صفقة القرن، وشدد على التزام روسيا بالحل وفقا لقرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية. وفي الأشهر الأخيرة، ومع تزايد الحديث عن صفقة القرن الأمريكية، تعمل موسكو بقوة أكبر على مصالحة فلسطينية داخلية، ضمن أمور أخرى من خلال تزايد الدعوات للفصائل الفلسطينية لمحادثات في موسكو".
وأشارت أهرونسون، إلى أن "روسيا معنية بأن تطلق إشارة بأنها تدير حوارا سواء مع السلطة الفلسطينية أو مع من يحكم غزة، رغم أن حماس منبوذة في نظر وسطاء مثل الولايات المتحدة".
ففي الشهر الماضي، "تلقت حماس فرصة في موسكو لعرض خطة بديلة لحل النزاع، من مبادئها معارضة صفقة القرن ورفض كل تطبيع مع إسرائيل"، بحسب المسؤولية الإسرائيلية التي قدرت أن طرح مثل هذه المبادئ في روسيا "يعزز الرواية بأن موسكو تتصدر المشهد كوسيط وحيد يعمل انطلاقا من الحوار مع عموم الفصائل الفلسطينية، ولاسيما حين تكون الفصائل المختلفة متحدة في معارضتها لصفقة القرن".
أشارت إلى أنه كلما اقترب موعد عرض "صفقة القرن"، فإن تجاهل روسيا سيجر محاولة روسية لتجنيد لوبي عربي ودولي ضد الخطة الأمريكية، وإضافة إلى ذلك، ستعمل موسكو على بدائل لحل النزاع يمكن أن يرى الجانب الفلسطيني فيها أساسا للمفاوضات، مثل؛ مؤتمر موسكو، مسار الرباعية أو منصة أخرى تدرج روسيا كعضو في النادي الدولي".
وفي مثل هذا الوضع، "ترتفع احتمالية سيناريو عرض إسرائيل، كرافضة لتحقيق التسوية، ولاسيما في ضوء حقيقة أن خطة كالتي عرضتها حماس في موسكو عديمة كل احتمال من ناحية إسرائيلية"، وفق الباحثة.
وبينت أنه "في أغلب الظن، لو كان ممكنا إقامة إطار دولي للتسوية يضم روسيا، مثل الرباعية، لكان معقولا أن ينجح التقدم فيه، وذلك لأن لدى روسيا في هذه اللحظة وضمن أمور أخرى، روافع تتزايد مع الشارع العربي، وسترغب جدا في المشاركة في نادٍ دولي محترم".