سياسة عربية

ما هو مصير المعارضة المصرية بالسودان بعد الإطاحة بالبشير؟

ردود فعل متباينة حول أوضاع المصريين المعارضين في السودان بعد عزل البشير- تويتر
ردود فعل متباينة حول أوضاع المصريين المعارضين في السودان بعد عزل البشير- تويتر

أثارت إطاحة وزير الدفاع السوداني بالرئيس عمر البشير، تساؤلات كثيرة حول مصير عدد كبير من المعارضين المصريين، وعلى رأسهم المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين الذين لجأوا إلى السودان في أعقاب الانقلاب العسكري بمصر.

وأدى وزير الدفاع، عوض بن عوف، القسم رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي الذي سيحكم البلاد خلال الفترة المقبلة.

وكان ابن عوف أعلن، الخميس، عبر بيان رسمي، اعتقال الرئيس عمر البشير، وتعطيل العمل بالدستور، والبدء بمرحلة انتقالية، لمدة عامين، عبر مجلس عسكري انتقالي.

وتباينت ردو الفعل حول أوضاع المصريين المعارضين ما بين متفائل ومتخوف في ظل التطورات السياسية الأخيرة، ولكنها أكدت على ضرورة الحيطة والحذر، والنأي عن أي تدخلات.

 

اقرأ أيضا: انقسام بجيش السودان بعد الانقلاب.. جنرال يفجر مفاجأة

إخوان السودان ومصر

وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين في السودان، رفضها لبيان وزير الدفاع عوض بن عوف، الذي أعلن فيه عزل الرئيس عمر حسن البشير واعتقاله وإعلان حالة الطوارئ.

وفي بيان نشره المراقب العام عوض الله حسن سيد أحمد على صفحته في فيسبوك، اعتبرت الجماعة بيان وزير الدفاع السوداني "استمرارا لسياسات النظام الفاشلة".

ولم تصدر جماعة الإخوان المسلمين في مصر أي بيان بشأن التطورات الأخيرة التي جرت في السودان، توضح فيها موقفها الرسمي.

وقال مصدر لـ"عربي21": "إن سبب عدم إصدار أي بيان هو أن الصورة غير واضحة حتى اللحظة، وربما يصدر بيانا في وقت لاحق".

فيما قالت قوات التدخل السريع السودانية، في تعليق على بيان وزير الدفاع، إنها ترفض "أي حلول لا ترضي الشعب".

ولا يُعرف على وجه التحديد عدد المصريين المعارضين الذين فروا إلى السودان منذ الانقلاب العسكري المصري في مصر، إلا أن النظام السوداني السابق، استقبل أعدادا كبيرة منهم، ولكنها لم ترق لموجات هجرة، وكانت تتسم بالفردية، وفق أحد المصريين المعارضين المقيمين بالسودان.

 

اقرأ أيضا: التايمز: ما هو السيناريو المحتمل في السودان بعد البشير؟

مخاوف وتطمينات


وقال الأمين السياسي لجماعة الإخوان المسلمين بالسودان، ووزير الرعاية والتضامن السابق، سامي عبدالدايم، في تعليق لـ"عربي21": "إن جماعة الإخوان المسلمين المصريين الموجودين على أرض السودان، لن يصيبهم سوء بإذن الله"، مبررا ذلك بالقول "إن القيادات العسكرية الجديدة من الإسلاميين".

بدوره، قال الإعلامي السوداني، التوم أحمد التوام، إن "السودانيين أكثر الشعوب تسامحا، والسياسة في السودان تختلف عن كل بلدان العالم نتيجة التعددية العرقية والدينية".

وأضاف لـ"عربي21": "لا نخشى على الإخوان المصريين في السودان في ظل الوضع البديل الآن من الجيش، لكن ارتفعت نبرة العداء للإسلاميين من قبل الجماعات اليسارية في الآونة الأخيرة؛ نتيجة الصورة الشائعة عن الإسلام التي قدمتها الحركة الإسلامية في السودان ممثلة في المؤتمر الوطني".

وأكد أن "السودان بلد مضياف، وأعتقد أنه أكرم كل من جاء إليه من كل الدول التي تشكو ظلم حكامهم، ونصيحتي إليهم بأن يأخذوا حذرهم حتى يستبين الوضع السياسي الراهن".

أما النائب المصري السابق، والمحاضر بجامعة اليرموك بالسودان سابقا، محمود عطية، فأعرب عن مخاوفه من "الانقلاب العسكري" في السودان وتوابعه على المعارضة المصرية هناك، قائلا: "في الحقيقة إذا نجح الانقلاب واستمر سيكون له عواقب على الجميع هناك".

وبشأن طبيعة هذه المخاوف أكد لـ"عربي21" أن "أسوأ شيء يمكن أن يتعرض له هؤلاء المعارضون المصريون في السودان، هو التفكير في تسليمهم لمصر".

 

اقرأ أيضا: مواقف عربية جديدة تدعو لـ"تلبية طموح السودانيين بالاستقرار"

خيارات المصريين بالسودان

من جهته، قال رئيس مركز العلاقات المصرية – الأمريكية، صفي الدين حامد، إن "المعارضة المصرية في السودان بخير ما لم يكن هناك تناغم بين القيادة الجديدة في السودان، والنظام الانقلابي في مصر؛ لأن من شأن ذلك أن تكون تداعياته خطيرة ليس أقل من تسليمهم".


وأضاف لـ"عربي21": "إن جماعة الإخوان المصريين وغيرهم من المعارضة المصرية في السودان ضيوف على دولة السودان، وقطعا هم يفهمون هذا، ولا بد أن يعلنوا ويكرروا أنهم ضيوف مؤقتون"، مطالبا "كل المهاجرين المصريين بالوضوح وعدم المراوغة حتى لا تتأزم الأمور".

وأردف: "كما نعلم أن المعارضة المصرية ملاحقة، وتم عمل دعاية لها مغرضة نمطية مضادة، ويجب أن يحذروا من السرية فالعلانية والوضوح هو أفضل طريق لهم"، مشيرا إلى أنهم "في موقف دقيق وحساس وليس أمامهم إلا الخروج في حال سارت الأمور على غير ما كانت عليه".

وتابع: "ولكن نثق في السودان قيادة وشعبا في إكرام ضيوفهم، وأعتقد أن الزمرة الحالية الحاكمة مشغولة بالهم السوداني، ولن يكون لهم الوقت الكافي للانتباه للمعارضة المصرية ما لم يكن هناك تعاون بينهم وبين حكومة الانقلاب في مصر".

التعليقات (1)
مصري
الجمعة، 12-04-2019 07:46 م
علي كل المعارضين بالخارج ان يحتاطوا فجميع الإحتمالات قائمة و في أي دولة فالشيطان و زبانيته موجودين في كل مكان .