هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طرح تسليم الأمير خالد بن سلمان، نجل ملك السعودية، ملف اليمن من شقيقه محمد، ولي العهد، تساؤلات عدة حول دلالة، وأبعاد ذلك، ومدى قدرته على إدارة ملف حرب دخلت عامها الخامس، حيث يتفق يمنيون على فشل أخ له من قبل في مهمة كهذه.
والشهر الماضي، تم إسناد إدارة ملف اليمن إلى الأمير خالد، الذي يشغل منصب نائب وزير الدفاع حاليا، في توجه يبقي التحكم بمجريات المعركة وتداعياتها في ظل حالة الوهن لدور المملكة أمام ضربات التنافس والنفوذ الإماراتي، كما يقول معلقون يمنيون.
لقاءات وزيارة
ومنذ تسلم نجل الملك سلمان "خالد" لهذه المهمة، عملت "عربي21" من مصدر قريب من الدوائر الرسمية عن لقاءات أجراها الأمير خالد بن سلمان، نائب وزير الدفاع السعودي، مع قيادات عسكرية وسياسية يمنية تقيم في العاصمة الرياض.
وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، لـ"عربي21"، إن خالد بن سلمان، السفير السابق في واشنطن، تسلم من شقيقه ولي العهد، بعد تعيينه نائبا له في منصبه كوزير للدفاع، إدارة الملف اليمني، في وقت سابق من شهر أذار/مارس المنصرم.
وأضاف المصدر أنه منذ إسناد هذه المهمة للأمير، أجرى لقاء مع مسؤول رفيع في الجيش اليمني، وقيادات عسكرية وسياسية أخرى.
كما قام بزيارة قواته في مناطق الحد الجنوبي من المملكة التي تشترك بها مع اليمن، حيث تشهد مواجهات متواصلة مع مسلحي جماعة الحوثي. حسبما ذكره المصدر.
اقرأ أيضا: ديلي بيست: كيف أصبحت السعودية أسوأ أصدقاء أمريكا؟
تحكم وتركيز
وتعليقا على هذا الموضوع، يرى الكاتب والسياسي اليمني، ياسين التميمي، أن إعادة الملف اليمني إلى أحد أفراد الأسرة المالكة الأقوياء يشير إلى أن ولي العهد حريص على التحكم بمجريات المعركة وبتداعياتها بعد أن جرى إضعاف الدور السعودي لحساب أبوظبي، وجرى إغلاق كافة القنوات السعودية والنشطة التي كانت ترتبط بعلاقات قوية مع الفاعلين على الساحة اليمنية.
وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21": لا شك أن هذا التعيين يشير إلى التوجه الذي يتبناه محمد بن سلمان نحو تركيز السلطة والملفات الأساسية بيد عائلته الصغيرة، بالنظر إلى ما يمثله اليمن من عامل أساسي في بقاء السعودية مستقرة أخذا بالاعتبار التهديدات التي يمثلها استمرار الحرب في هذا البلد فترة طويلة.
وأشار التميمي إلى أن هذا الملف بقي لعقود بيد وزير الدفاع السعودي وولي العهد الراحل الأمير سلطان بن عبد العزيز، وها هو يعود إلى من يتحكم اليوم بوزارة الدفاع، في دلالة تشير إلى البعد العسكري والأمني في علاقة المملكة باليمن.
وأكد أن ما يجري اليوم أكثر صلة بهذا البعد بسبب الحرب عديمة الأفق التي تخوضها السعودية في اليمن منذ أربعة أعوام.
وبحسب السياسي التميمي أن هذا التعيين دلالته خصوصا، أنه يتزامن مع حلول الذكرى الرابعة لهذه الحرب، في ظل خيبة أمل من نتائجها وأمدها الذي طال.
كما يعتقد الكاتب اليمني أن تسلم الأمير خالد للملف اليمني يعبر عن وجود مخاوف من إمكانية أن تستمر فوضى الحرب هذه بما لها من انعكاسات خطيرة على الداخل السعودي.
هروب وتغطية
من جانبه، قال الكاتب والباحث السياسي، أنور الخضري إن إسناد ملف اليمن إلى الأمير خالد بن سلمان عوضا عن ولي العهد ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان نوع من الهروب عن تبعات الحرب وتحمل فشلها، بعد أن طال أمدها دون أن تحقق أيّ من أهدافها التي أعلن عنها التحالف بقيادة المملكة منذ انطلاق عاصفة الحزم في العام 2015.
وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21" أن ذلك يعني أن الحرب ما زالت مستمرة، في وقت يخيم العجز على التحالف لحسمها، لأسباب تعود للمجتمع الدولي وأخرى تعود لنظرة التحالف ذاته. مشيرا إلى أن هذا الأمر، سيجر السعودية إلى عواقب وخيمة اقتصادية وأمنية وإن لم تبد هذه العواقب ظاهرة اليوم.
وأكد الخضري أن هناك حديثا عن فساد كبير في إدارة الحرب، وفي اللجنة الخاصة -لجنة سعودية مسؤولة عن إدارة ملف اليمن- يستفيد من ورائه من بيده قرار الحرب استمرارا ووقوفا.
كما أوضح الباحث السياسي اليمني أن الإمساك بملفات الحرب في البيت "السلماني" يعني أنه يراد قصر عوائد الحرب على طرف محدد فقط، مع تغطية أي بوادر فضيحة قد تظهر.
وبحسب الكاتب الخضري، فإنه لن يتغير شيء، فما عجز عنه ولي العهد لن يحققه شقيقه الأصغر سوى متابعة ما يتم متابعته.
وذكر أن السعودية بإمكانها تحقيق نصر كبير لو بنت تحالفها مع القوى الوطنية الفاعلة دون غدر أو خيانة.
واستدرك قائلا: لكنها تأبى ذلك، وتعتقد أنها قادرة على تجاوزهم، ومن ثم فهي تغفل التحالفات الاستراتيجية، وتعمل على شراء الذمم والمحسوبيات والولاءات المؤقتة والعمالة المستأجرة.. وهذا لن يعطيها نصرا حقيقيا، على حد قوله.
ودخلت الحرب الذي تقودها الرياض ضد الحوثيين المدعومين من إيران، عامها الخامس، وسط مطالبات من مسؤولين في الحكومة الشرعية بإعادة النظر في العلاقة بينها وبين الدول الذي تقود التحالف الداعم لها.