كتاب عربي 21

منتدى عربي- أفريقي في بغداد: عالم بلا إرهاب!

قاسم قصير
1300x600
1300x600
انعقد في العاصمة العراقية، بغداد، يومي 23 و24 آ ذار/ مارس الحالي، "المنتدى العربي الأفريقي"، تحت عنوان: "عالم بلا إرهاب"، بدعوة من جامعة الدول العربية والمعهد العربي الأفريقي، ومؤسسة الإمام الحكيم الدولية. وشارك في أعمال المؤتمر عدد كبير من القيادات العراقية، والشخصيات العربية والأفريقية، وممثلون من جامعة الدول العربية، والمعهد الأفروآسيوي، والمعهد العربي الأفريقي.

وتقدم الحضور رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، ورئيس تحالف الإصلاح والبناء السيد عمار الحكيم، ورئيس الحكومة العراقية السابق الدكتور حيدر العبادي، وحشد من الدبلوماسيين العرب والأجانب، والنواب العرب والأفارقة، وأكاديميون وإعلاميون وباحثون في شوؤن الإرهاب والعنف، وعلماء دين مسلمون ومسيحيون، ورئيس المخابرات العسكرية العراقية الفريق الركن سعد العلاق.

وكان المنتدى فرصة مهمة للاطلاع على التجربة العراقية، السياسية والعسكرية والأمنية، في مواجهة تنظيم داعش، بالإضافة لمتابعة ما يجري في عدد من الدول العربية والأفريقية من مواجهة للإرهاب والعنف.

كما زار المشاركون مقر المخابرات العسكرية العراقية، وجالوا في معرض خاص تضمن وثائق وأسلحة وصورا عن نشاطات تنظيم داعش، وكانت المرة الأولى التي يدخل فيها وفد مدني مقر المخابرات العسكرية.

ورغم أن عنوان المنتدى: "عالم بلا إرهاب"، هو عنوان غير واقعي لأنه من الصعب تخيل خلو العالم من الإرهاب والعنف منذ بدء الخليقة حتى اليوم، فإن هذا العنوان كان عاملا استفزازيا للمشاركين والحضور للبحث عن أفضل الوسائل والسبل لمواجهة الإرهاب والعنف، وكيفية استئصاله وإحلال السلام في العالم.

وقد تنوعت الأفكار والمداخلات التي قدّمت، والتي ركزت على معالجة الإرهاب عبر العمل على الأسباب والظروف السياسية والاجتماعية والفكرية والثقافية، وإقامة دولة المواطن والقانون، وعدم الاكتفاء بالمعالجات الأمنية والعسكرية، إضافة إلى عدد من الطروحات الجريئة حول مشكلات الفكر الديني، والأفكار الدينية التي تساعد على انتشار الإرهاب، وخصوصا التكفير وعدم الفهم الصحيح للنصوص الدينية، مع أنه جرى التأكيد على أن الإرهاب لا دين له، وأنه قد ينتشر في كل البيئات، وما جرى مؤخرا في نيوزيلندا أبرز نموذج على ذلك.

والنقطة الأهم التي جرى نقاش موسع حولها؛ التمييز بين الإرهاب والمقاومة، وحرص الوفد اللبناني، بدعم من عدد من الوفود العربية والأفريقية، على تضمين البيان الختامي هذه النقطة، وتمت الاستجابة لذلك بعد تدخل مباشر من رئيس تيار الحكمة السيد عمار الحكيم. ولقد عمل الحاضرون على مدار أربع جلسات متواصلة؛ على بحث ومناقشة أهم عوامل تقوية الإرهاب وانتشاره، وقدموا رؤى مختلفة وافكارا متعددة في سبيل القضاءعلى ظاهرة الإرهاب.

ومن أبرز نتائج المنتدى:

أولا: الدعوة إلى معالجة الاختلافات في تفسير مفاهيم التطرف والإرهاب بين الدول الأعضاء في المنتدى (العربية والأفريقية) وبين المجتمع الدولي، وبما يعزز التعاون الدولي في التصدي لهذه الظاهرة ومكافحتها.

ثانيا: العمل على تعزيز وإيجاد مبادرات للمصالحة الوطنية والمجتمعية والحوار بين مختلف مكونات مجتمعات الدول العربية والأفريقية الأعضاء في المنتدى، وبكافة أطيافها الدينية والإثنية.

ثالثا: حث جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي على تنظيم فعاليات ومؤتمرات إعلامية؛ تساهم في توحيد الخطاب الإعلامي العربي والأفريقي ضد التطرف.

رابعا: الدعوة إلى تبني مشروع عربي أفريقي موحد لمكافحة تمويل الإرهاب وتجفيف منابع التمويل، مع التشديد على مراقبة حركة الأموال المرتبطة بدعم الأنشطة الإرهابية.

خامسا: بحث إنشاء مكتبة الكترونية متخصصة في دراسة ومعالجة ظاهرتي الإرهاب والتطرف، وتنقية الفكر والتراث، والحث على تجديد الخطاب الديني، على أن تنظم آلية محددة للاستفادة من محتويات هذه المكتبة الالكترونية؛ طبقا لعضوية الأعضاء في المنتدى.

سادسا: المتابعة الدقيقة، ورفع الوعي بصعود وتنامي ما يعرف بظاهرة "إرهاب الاستعلاء الأبيض"، لما لها من تأثير سلبي على المجتمعات الآمنة، وتقوية دوافع ومبررات التنظيمات الإرهابية المتطرفة كردة فعل لهذه الظاهرة المستنكرة.

كما يتوجه المنتدى بالثناء والتقدير على ردة الفعل الإيجابية لحكومة وشعب نيوزيلندا؛ على أثر الحادث الإرهابي الإجرامي الذي تعرض له المصلون في مسجد مدينة كرايست تشيرش.

سابعا: إنشاء مراكز تأهيل لضحايا العنف والتطرف، وإعادة تأهيل الأطفال المجندين في صفوف التنظيمات الإرهابية، وإخضاعهم لبرامج الدمج المجتمعي، مع الدعوة إلى وضع استراتيجية وبرامج وطنية عربية وأفريقية لمكافحة تجنيد الأطفال واستغلالهم في النزاعات والتطرف.

وجاء في البند 12: "رفض تصنيف حركات المقاومة بالإرهاب".

ويمكن القول إن هذا المنتدى يشكل نموذجا مهما للبحث والتفكير بظاهرة الإرهاب والعنف، وإن كان التحدي الأهم هو في كيفية تحويل هذه الأفكار والقرارات إلى خطوات عملية، وأن لا تبقى في الملفات والغرف المغلقة.
التعليقات (2)
صحوة الضمير
الخميس، 28-03-2019 05:21 ص
الشيعة، دين سفك دماء الأبرياء، يعتمد الإرهاب حتى ضمن الشيعة أنفسهم حيث تعاليمهم الدينية تقضي بلجم أو جلد الشيعي لنفسه. عالم بدون إرهاب يعني إذن وبالضرورة عالم بدون الشيعة الدموية الهمجية القاتلة وبدون حفيدتها النصيرية الخبيثة..
مُواكب
الأربعاء، 27-03-2019 07:16 م
عالم بدون إرهاب! ينطق بهذه الجملة هذا المثقف الشيعي، كاتب المقال، وهو يعلم أنه ينتمي إلى "ديانة إرهابية " هي ديانة الشيعة الدموية الهمجية القاتلة وحفيدتها النصيرية الخبيثة. لا تحتوي قلوب هؤلاء الأشرار على ذرة رحمة أو إنسانية. كانوا يُفجرون مواكب أهل السنة، كموكب المرحوم رفيق الحريري، حيث كان يُقْتل العشرات، اليوم يقتلون من المسلمين السنة مئات الألوف! ويستعينوا بالصليب الروسي لِإرضاء شهوتهم في سفك الدماء. يتحدث الكاتب عن الجامعة العربية، التي هي بالأحرى جامعة أبو الغيظ ولا تجمع سوى أمير المنشار والمُتصهينين ابن زايد والسيسي بشكل أساسي، أنا نصحت الكاتب في تعليقات سابقة أن يلزم الصمت بدلاً من هذه المقالات بطعم النفاق، لكني أعذره على الإسترزاق بكتاباته هذه.