كتاب عربي 21

الشعب الجمهوري و"إخوانه الإرهابيون"

إسماعيل ياشا
1300x600
1300x600

فتحت النيابة العامة في العاصمة التركية أنقرة، الثلاثاء، تحقيقا بحق برلمانية منتمية إلى حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، بتهمة "الدعاية لصالح منظمة إرهابية" و"الثناء على مجرم وجريمة". وقالت النيابة العامة في بيان إن التحقيق فُتح بحق البرلمانية "آيسو بانكوغلو" بعد تصريحات أدلت بها في 11 مارس / آذار الجاري، وتم بثها على الهواء مباشرة في برنامج "ثقافة السياسة" على قناة "خلق تي في"، وقالت فيها إنهم يطلبون من إخوانهم المنتمين إلى حزب العمال الكردستاني أن يدلوا بأصواتهم لمرشحي حزب الشعب الجمهوري.

حزب الشعب الجمهوري برئاسة كمال كيلتشدار أوغلو، تحالف مع الحزب الصالح الذي ترأسه ميرال آكشنير بشكل معلن في الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في نهاية هذا الشهر، إلا أنه تحالف أيضا مع حزب الشعوب الديمقراطي، الموالي لحزب العمال الكردستاني، بشكل غير معلن. ومهما سعى قادة حزب الشعب الجمهوري إلى إخفاء هذا التحالف الأخير، فإن تصريحاتهم تكشف عنه.

الأوساط السياسية والإعلامية في تركيا تناقش هذه الأيام تحالف حزب الشعب الجمهوري مع حزب الشعوب الديمقراطي، وسعيه إلى الحصول على أصوات الناخبين المؤيدين لحزب العمال الكردستاني في الانتخابات المحلية. وقد يرى بعض المحللين أن الحزب بحاجة ماسة إلى هذا التحالف من أجل منافسة تحالف الجمهور الانتخابي الذي أقامه حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، ولكن هذا التبرير تبسيط لما يجري في حزب الشعب الجمهوري، كما أن هناك آخرين يرون أن الحزب برئاسة كيلتشدار أوغلو انحرف عن خطه السياسي التقليدي، ويسير نحو التطرف، ليسيطر عليه في نهاية المطاف الأكراد الانفصاليون واليساريون المتطرفون والعلويون الطائفيون.

 

الأوساط السياسية والإعلامية في تركيا تناقش هذه الأيام تحالف حزب الشعب الجمهوري مع حزب الشعوب الديمقراطي، وسعيه إلى الحصول على أصوات الناخبين المؤيدين لحزب العمال الكردستاني في الانتخابات المحلية

 قادة حزب الشعب الجمهوري سبق أن أعلنوا تضامنهم مع حزب الشعوب الديمقراطي في أكثر من مناسبة. وكان كيلتشدار أوغلو خلال زيارته لمدينة ديار بكر في كانون الأول/ ديسمبر 2015؛ قد ناشد أنصار حزب العمال الكردستاني الذين وصفهم بــ"الأصدقاء"، وطلب منهم أن يرفعوا الحواجز الترابية التي يتسترون وراءها خلال اشتباكاتهم مع قوات الأمن التركية.

مرشح حزب الشعب الجمهوري للانتخابات المحلية في مدينة إزمير، تونتش صويار، سبق أن أعلن تضامنه مع حزب الشعوب الديمقراطي، وقال إنهم "إخوة"، في إشارة إلى الموالين لحزب الشعب الجمهوري والموالين لحزب الشعوب الديمقراطي.

ويرى مراقبون أن حزب الشعب الجمهوري قام بترشيح صويار لرئاسة بلدية إزمير استجابة لطلب حزب الشعوب الديمقراطي. وهناك آخرون تم ترشيحهم للانتخابات المحلية في أماكن مختلفة، على الرغم من إعلان تعاطفهم مع حزب العمال الكردستاني، مثل مرشح حزب الشعب الجمهوري في قضاء كاديكوي بمحافظة إسطنبول.

 

على الرغم من هذا الاستياء، يتوقع أن تصوت نسبة كبيرة من هؤلاء لصالح مرشحي حزب الشعب الجمهوري، لأسباب أيديولوجية

حزب الشعب الجمهوري أعلن معارضته للعمليات العسكرية التي قام بها الجيش التركي في الشمال السوري لتطهير المناطق الحدودية من الإرهابيين، والحيلولة دون سيطرة وحدات حماية الشعب الكردي، الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني، على الشريط الحدودي الممتد من شمال العراق إلى البحر الأبيض المتوسط. بل قال كيلتشدار أوغلو في تشرين الأول/ أكتوبر إن "وحدات حماية الشعب الكردي ليست منظمة إرهابية، بل تنظيم تم تشكيله من أجل حماية وطنهم"، كما دافع قبل أيام عن وحدات حماية الشعب الكردي، وصرح في حوار؛ بأنها لا تستهدف تركيا.

تحالف حزب الشعب الجمهوري مع حزب الشعوب الديمقراطي وترشيح متعاطفين مع المنظمة الإرهابية الانفصالية للانتخابات المحلية؛ أثار استياء في صفوف الحزب والشارع التركي. وقال رئيس حزب الوطن، دوغو برينتشك، إن الحزب المتحالف مع حزب الشعوب الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني سيكون أكبر خاسر في 31 آذار/ مارس الجاري، مضيفا أن الشعب التركي لن يغفر لمن يدعم الإرهابيين الذين يقاتلون ضد الجيش التركي. كما أكد رئيس مركز جينار للدراسات، إحسان آكتاش، أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن 60 في المئة من أنصار حزب الشعب الجمهوري يعارضون تحالف حزبهم مع حزب الشعوب الديمقراطي. وعلى الرغم من هذا الاستياء، يتوقع أن تصوت نسبة كبيرة من هؤلاء لصالح مرشحي حزب الشعب الجمهوري، لأسباب أيديولوجية، إلا أن آخرين منهم سيصوتون في هذه الانتخابات لمرشحي الأحزاب الأخرى، مثل حزب اليسار الديمقراطي وحزب الوطن، وستكشف عن نسبتهم صناديق الاقتراع.

0
التعليقات (0)