ملفات وتقارير

مصادر لـ"عربي21": ضغوط روسية بإجراءات كارثية لإفراغ "الركبان"

يشهد مخيم الركبان أوضاعا مأساوية ويتخوف النازحون من مصير كارثي- جيتي
يشهد مخيم الركبان أوضاعا مأساوية ويتخوف النازحون من مصير كارثي- جيتي

يواجه النازحون في مخيم الركبان، على الحدود السورية الأردنية، "مصيرا كارثيا"، أمام ضغوط روسية، تسعى لإغلاق المخيم وإفراغه، ونقل النازحين إلى مناطق النظام السوري.

جاء ذلك وفق مصادر تحدثت لـ"عربي21"، أكدت أن روسيا تحاصر حصرا مخيم الركبان، وتمنع عنه الغذاء والدواء والوقود، وأنها "تحرص على زيادة الأوضاع الإنسانية سوءا في المخيم، من أجل إرغام النازحين على الرضوع لإجراءات إفراغ المخيم".

من جهته، أكد العقيد في المخيم، مهند طلاع، لـ"عربي21"، أن الضباط الروسيين، يهددون النازحين في مخيم الركبان، بتشديد الحصار عليهم، أو الرضوخ لإجراءات إفراغ المخيم، التي وصفها بـ"الكارثية".

وأوضح طلاع وهو المسؤول عن الحماية الأمنية لمخيم الركبان، أن الإجراءات التي يطلبها الروس، تتمثل في أن يقوم أي مطلوب للنظام السوري، بمراجعة الفرع الأمني المطلوب فيه، وأن أي شاب مطلوب إلى الخدمة العسكرية أن يتم أخذه من أجل التجنيد الإجباري.

وقال إن "الأمر بدأ بطلب من الروس بأن يلتقوا مع وجهاء المخيم، فقلنا لهم إننا لسنا ضد أي لقاء، ولا مشكلة لدينا بلقاء المسؤولين الروسيين".

وأضاف: "فعلا سهلنا الأمور، وتم اللقاء بين وجهاء المخيم، والضباط الروسيين، ولكن كان التعامل سيئا جدا، والأسلوب كان سيئا جدا، وفق ما أكده من ذهب من المخيم إلى اللقاء".

 

اقرأ أيضا: مسؤول بمخيم الركبان لـ"عربي21": نرفض العودة لمناطق الأسد


وأشار إلى أنه سبق اللقاء مع الروس، لقاء إجباري مع استخبارات النظام السوري، حاولوا فيه أن يلقنونا المواضيع التي يمكن أن نتطرق لها والأخرى التي لا نتحدث عنها، إلا أننا لم نستجب بالطبع".

وقال: "تم اللقاء مع الروس، وطلبوا منا أن يذهب المطلوبون للنظام السوري لمراجعة الفروع 
الأمنية، وأن الشباب المطلوبين للخدمة يجب أن يذهبوا"، معتبرا الأمر بـ"الكارثي"، ويهدد حياة نسبة كبيرة من النازحين.

حصار روسي

وأكد أن المنطقة حول المخيم محاصرة تمام من الروسيين حصرا، وأنهم يمنعون دخول الغذاء والدواء والوقود إلى المخيم.

أوضح أن وضع المخيم صعب وسيئ جدا من ناحية الغذاء والتدفئة تحديدا، وأن الاستهلاك اليومي للدواء "يعني أننا ذاهبون لأزمة إنسانية أكبر"، وفق قوله.

ونقل أن جنرالا روسيا، قال المرة الماضية لنا: "سبق أن أدخلنا قافلة أممية، لكنها الأخيرة، ولن ندخل أي قافلة جديدة"، مضيفا أنه "رفض أن يتم إدخال الوقود رغم الحاجة الماسة له في المخيم".

وقال إن "النازحين يخشون مراجعة المخابرات الجوية والأمن السياسي والأمن العسكري والأمن الجنائي، حيث سيتم أخذ الشباب، والتحقيق معهم".

وأكد أن "النظام سيئ وحليفه أسوأ، ووضع النازحين سيكون سيئا جدا في حال تم ذلك".

وشدد على أن ما يخشاه النازحون في المخيم، أن "فروع الأمن لن تتركهم، والغالبية العظمى من الناس سيتم أخذهم، ولن يعودوا، وسيلقون مصيرا إما بالسجن أو أخذهم إلى جبهات القتال، إلى جانب خشية تعرضهم للتعذيب والقتل والإرهاب المنظم".

 

اقرأ أيضا: ‎لمعاناة أبنائها من الجوع.. سورية تحرق نفسها بمخيم "الركبان"


وقال إن "اللقاء الذي تم، كان يهدف إلى تغيير هذه الصورة في عقول النازحين، إلا أننا وجدنا أن المعاملة ذاتها، والإساءة ذاتها، والإجرام ذاته، ما دعم الصورة تماما في أذهان الجميع بمصير سيئ".

وأكد أن 77 شخصا حتى الآن ذهبوا إلى الروس للخروج من المخيم، إلا أن 42 شخصا عادوا منهم، وتم إخبارهم، بأنه إذا كان هناك نساء وأطفال فيتم أخذهم مباشرة، أما الرجال فيعودون، لأنه يجب أن يتم فحص أسمائهم في الفروع الأمنية لمعرفة المطلوبين بينهم.

وقال أحد قاطني المخيم، طالبا من "عربي21" عدم ذكر اسمه، إن "معظم سكان المخيم يفضلون البقاء على العودة إلى ديارهم الموجودة في مناطق يسيطر عليها النظام السوري". 

وأكد أن "خشية الانتقام منهم أو تجنيدهم في الجيش تسيطر على فكر النازحين"، مؤكدا أن مطالب الروسيين من أجل إخلاء المخيم، تؤكد علانية أنهم يريدون هذا المصير لغالبية النازحين.

وأضاف أن الأوضاع الإنسانية تزداد سوءا، مناشدا المنظمات الحقوقية، والأمم المتحدة، أن تلتفت إلى الأوضاع المأساوية التي يعاني منها النازحون، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة تتجاهل تماما عدم دخول المساعدات إلى المخيم.

يشار إلى أن مخيم الركبان يقع في نطاق منطقة "خفض التصعيد" التي تمتد لمسافة 55 كيلومترا.

التعليقات (0)