هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
فشلت الأمم المتحدة في إدخال شحنة مساعدات إغاثية إلى مخيم الركبان، عند نقطة التقاء الحدود السورية- الأردنية في عمق بادية حمص، في حين وجهت مصادر سورية الاتهامات لروسيا، بالتسبب بعرقلة ذلك.
وقال المتحدث باسم هيئة العلاقات العامة والسياسية في مخيم الركبان، شكري الشهاب، إن الضغوط الروسية تسببت في منع وصول المساعدات الإنسانية إلى المخيم، رغم مضي أكثر من نصف عام على وصول آخر شحنة مساعدات.
وأوضح الشهاب في حديث لـ"عربي21"، أن الأمم المتحدة ووجهاء وممثلون عن مخيم الركبان، اتفقوا على إدخال 2300 حصة إغاثية إلى المخيم، لكن روسيا رفضت إدخال المساعدات.
وأضاف أن على المجتمع الدولي الضغط على روسيا لضمان إيصال المساعدات، مشيرا إلى خطورة الوضع المعيشي في المخيم، جراء نقص المواد الغذائية والمستلزمات الطبية.
اقرأ أيضا: تعرّف واقع أهالي "الركبان".. هل بدأ تفكيك المخيم جنوب سوريا؟
من جانبه، أوضح رئيس المجلس المحلي في مخيم الركبان، أحمد درباس الخالدي، أن روسيا تذرعت بعدم دقة الإحصائيات عن عدد العائلات داخل المخيم، لتعرقل دخول المساعدات الأممية.
وقال لـ"عربي21": إن هيئة العلاقات العامة والسياسية في مخيم الركبان، باشرت بتدقيق القوائم التي توضح عدد العائلات الحقيقي، وذلك بهدف سحب الذرائع من روسيا، لمنع إدخال المساعدات الإنسانية، المنتظرة بعد انقطاع دام أكثر من نصف عام.
وأوضح مصدر طبي من المخيم، الوضع الصحي المتدهور في المخيم، جراء الحصار، وإغلاق الأردن النقطة الطبية التابعة لمنظمة "اليونيسيف"، المخصصة لاستقبال الأطفال والنساء، مؤكدا لـ"عربي21" أن "المخيم يخلو تماما من الأطباء".
وأكد تقطع السبل بالنساء الحوامل اللواتي يحتجن إلى عمليات قيصرية، مبينا أنه "تم إرسال حالات إلى مناطق النظام السوري لإجراء عمليات ولادة، بالتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر".
وأضاف المصدر مفضلا عدم ذكر اسمه، أن هذه المشكلة قابلة للاستمرار، نظرا لعدم وجود نقطة طبية مخصصة لاستقبال الأمراض النسائية.
وكان الأردن أغلق النقطة الطبية الوحيدة التي كانت تقدم سابقا الإسعافات الأولية وتستقبل حالات الولادة الحرجة، كما أغلق الحدود ضمن إجراءات للحد من انتشار فيروس كورونا، الأمر الذي دفع بسكان المخيم إلى إطلاق نداءات إنسانية طالبوا فيها بالسماح بعلاج الحالات الحَرِجة من قاطني المخيم، وضرورة مساعدة النساء الحوامل.
وناشد قاطنوا المخيم، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، للتدخل والضغط على روسيا لفك الحصار المفروض على المخيم منذ أكثر من عام.
اقرأ أيضا: الأردن يرفض دخول مساعدات أممية لمخيم الركبان من أراضيه
وسبق أن أبلغت وزارة الخارجية الأردنية، الأمم المتحدة الاثنين، رفضها دخول أي مساعدات من أراضيها لمخيم الركبان، داخل الأراضي السورية، تحسبا لانتقال فيروس كورونا.
وقالت الخارجية في بيان إن الوزير أيمن الصفدي أكد للمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون أن "الأردن لن يسمح بدخول أي مساعدات إلى تجمع الركبان من أراضيه أو دخول أي شخص من التجمع إلى أراضي المملكة لأي سبب كان، وأن حماية مواطنيه من جائحة كورونا هي الأولوية الأولى".
وأشار الصفدي إلى أن تجمع الركبان للنازحيين السوريين "مسؤولية أممية سورية حيث إنه تجمع لمواطنين سوريين على أرض سورية، وأن أي مساعدات إنسانية أو طبية يحتاجها المخيم يجب أن تأتي من الداخل السوري".
وعلى صعيد انتشار كورونا والمخاوف من ذلك، أسهم حصار المخيم، في الحماية من وصول فيروس كورونا، غير أن الأهالي يعربون عن تخوفهم من انتشاره، ويقولون إن المخيم يخلو تماما من المواد الطبية والوقائية لمكافحة انتشار الجائحة.
يذكر أن مخيم الركبان الواقع في المنطقة المنزوعة السلاح في التنف (المنطقة 55)، كان يؤوي نحو 45 ألف نازح، لكن تعرضه للحصار، دفع بغالبية الأهالي لمغادرته نحو مناطق النظام، بضمانات روسية، فيما بقي فيه نحو 12 ألف نازح، يرفضون المغادرة.