صحافة إسرائيلية

مرشح إسرائيلي متهم بسرقة محتوى فلسطيني في دعايته الانتخابية

استخدم غانتس في دعايته الانتخابية مقاطع مصورة لمجازر ارتكبها الجيش الإسرائيلي في حربه الأخيرة على غزة صيف العام 2014- جيتي
استخدم غانتس في دعايته الانتخابية مقاطع مصورة لمجازر ارتكبها الجيش الإسرائيلي في حربه الأخيرة على غزة صيف العام 2014- جيتي

في سابقة هي الأولى من نوعها، اتهمت شركة "ميديا تاون" للإنتاج الإعلامي (مقرها غزة) رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق، بيني غانتس، بسرقة مواد إعلامية خاصة بالشركة؛ لاستخدامها في الدعاية الانتخابية، دون الحصول على رخصة حقوق استخدام هذه المواد بإذن من الشركة.

ويتزعم غانتس حزب "مناعة إسرائيل"، الذي من المقرر أن يشارك في انتخابات الكنيست، المزمع إجراؤها في 9 من نيسان/ أبريل القادم، ويضم الحزب جنرالات ورؤساء أركان سابقين في الجيش، ويعدّ بذلك المنافس الأول لرئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو، وفق آخر استطلاعات الرأي.

واستخدم غانتس في دعايته الانتخابية مقاطع مصورة لمجازر ارتكبها الجيش الإسرائيلي في حربه الأخيرة على غزة صيف العام 2014، حينما كان رئيسا للأركان، قام بنشرها عبر صفحاته الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك، تويتر، يوتيوب)، لكن المفاجأة كانت أن هذه الصور والفيديوهات التي استخدمها غانتس تعود ملكيتها لشركة ميديا تاون، وهو ما حدا بالشركة إلى تقديم اعتراض لإدارة المواقع، مطالبة بحذفها؛ لانتهاكها لحقوق الملكية.

 

اقرأ أيضا: تحريض إسرائيلي ضد الفلسطينيين قبيل انتخابات الكنيست (شاهد)

سلوك غير أخلاقي

"عربي21" تواصلت مع مدير الشركة، المخرج أشرف المشهراوي، حيث أشار إلى "أن ما قام به غانتس هو سلوك غير أخلاقي، ويتنافى مع معايير حقوق النشر والخصوصية التي يجب الالتزام بها من قبل المستخدم، علاوة على توظيف غانتس لمشاهد مروعة من مجازر ارتكبها الجيش في حربه على غزة، كصور المدنيين وهم يستصرخون تحت الأنقاض، وكأنه يحاول تقديم صورة انتصار لإنجازاته العسكرية أمام الناخب الإسرائيلي".

وأضاف المشهراوي "أن شركة ميديا تاون كانت الشركة الوحيدة في غزة التي تمتلك كاميرات يتم التحكم فيها من خلال الجو، عبر وضعها في طائرة مخصصة لإعطاء صورة كاملة للمدن التي دمرتها الحرب، خصوصا في حي الشجاعية، ومدينة رفح في جنوب القطاع".

وتابع مشهراوي لـ"عربي21": "تقدمنا لإدارة موقع اليوتيوب بملاحظات تتعلق بانتهاك حقوق الملكية لمقاطع فيديو نشرها غانتس في هذه المنصة تعود ملكيتها للشركة، وبعد 15 يوما استجابت الشركة لهذا الطلب، وقامت بحذف المواد المسروقة، وتلا ذلك تقديم احتجاج لمنصة تويتر التي قامت بدورها بحذف المواد، لكننا تفاجأنا من الرد الذي وصلنا من إدارة الفيسبوك، التي رفضت إزالة المواد، رغم أن الاعتراض جاء من الشركة أن هذه المواد تنتهك حقوق الملكية، وتحرض على الكراهية".

دوافع غانتس

من جانب آخر، أشار الباحث في مجال الإعلام السياسي والدعاية، حيدر المصدر، إلى "أن لجوء غانتس لسرقة مواد من شركة فلسطينية رغم امتلاكه لأرشيف الجيش يعود إلى أمرين، الأول مرتبط بترك غانتس منصب قائد الأركان منذ العام 2014، وبذلك لا يملك الحق في التصرف أو استعارة أي مواد كانت تحت تصرفه أثناء رئاسة الأركان بغرض استخدامها في الدعاية الانتخابية، والأمر الآخر مرتبط بعدم وجود مواد تابعة لوسائل الإعلام الإسرائيلية تظهر حجم الدمار الذي تسببت به الحرب على غزة، وبذلك يتم الاستعانة بمواد لشركات فلسطينية".

وتابع لـ"عربي21": "هنالك معايير محددة لكل منصة من منصات التواصل الاجتماعي، فعلى سبيل المثال منصة اليوتيوب تكون أولوياتها حماية المحتوى من حقوق الملكية الفكرية، لذلك تكون استجابتها أسرع بحذف المواد بناء على طلب الشركة. أما منصة فيسبوك، فمعاييرها تختلف؛ نظرا لتعدد أشكال المحتوى من نص وصور وفيديو وروابط مرفقة، لذلك فمعايير حقوق الملكية الفكرية ليست أولوية بالنسبة لفيسبوك مقارنة باليوتيوب".

في سياق الدعاية الانتخابية الإسرائيلية، يحاول المرشحون توظيف العنصر الفلسطيني في هذه الحملة؛ بهدف كسب أصوات الناخبين، فبالإضافة للمواد التي نشرها غانتس التي تحرض على قتل الفلسطينيين، نشر آفي ديختر، رئيس جهاز الشاباك السابق، الذي يمثل حزب الليكود، مقطع فيديو يظهر فيه وهو يتقمص شخصية مواطن فلسطيني يزور مكتب الرئيس محمود عباس في ضواحي رام الله، ويفاوضه على الراتب الذي قد يحصل عليه لقاء تنفيذه عمليات ضد إسرائيليين.

لوبيات إسرائيلية

إلى ذلك، أشار الخبير في أمن المعلومات والمنصات الرقمية، أشرف مشتهى، إلى أن "المحتوى الذي تبثه إسرائيل، سواء على مستوى سياسيها أو مواطنيها، يتعارض كليا مع السياسيات العامة للمحتوى الرقمي.

 

مضيفا انه لا يتعرض لمضايقات كما هو الحال في المحتوى الفلسطيني، وهذا يعود إلى سيطرة لوبيات إسرائيلية مؤثرة في هذه المنصات، تقوم من خلالها بإدارة السيرفرات الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي، ووضع معايير لا تنطبق شروطها على المحتوى الإسرائيلي، وهذا السبب الذي يقف وراء ارتفاع معدلات إغلاق صفحات الناشطين الفلسطينيين".

 

وأضاف مشتهى لـ"عربي21": "كما يمكن الإشارة إلى أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمدير التنفيذي لموقع الفيسبوك مارك زوكربيرغ، رغم أن هذا المستوى من العلاقات منوط بوزير الاتصالات، يعطي دلالة واضحة على مدى تغول اللوبي الإسرائيلي في منصات التواصل الاجتماعي، وهذا قد يكون السبب وراء رفض فيسبوك حذف المواد التي سرقها بيني غانتس من شركة ميديا تاون".  

التعليقات (0)

خبر عاجل