هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت زيارة وزير الدفاع الأمريكي وكالة باتريك شاناهان، إلى العاصمة العراقية بغداد، تساؤلات واسعة حول توقيتها ودوافعها، بعد تصاعد مطالبات عراقية لإقرار قانون ينهي تواجد القوات الأمريكية بالبلاد.
وأعلن مكتب رئيس الحكومة العراقية الثلاثاء، أن "عبد المهدي استقبل، وزير الدفاع الأمريكي باتريك شاناهان، حيث جرى بحث تطوير العلاقات بين البلدين، والحرب ضد الإرهاب وتطورات الأوضاع في المنطقة".
وفي حديث لـ"عربي21" قال الباحث في الشأن السياسي العراقي هشام الهاشمي إن "الزيارة جاءت لثلاث نقاط، الأولى: تنفيذ انسحاب القوات الأمريكية من الشرق السوري باتجاه العمق العراقي، احتياجاتهم نوع انتشارهم والسلاح الذي يأتون به".
اقرأ أيضا: العراق يرفض القواعد الأجنبية وينفذّ عمليات بعمق سوريا
والسبب الثاني، يضيف الهاشمي هو: "تشكيل لوبي في البرلمان العراقي لعرقلة الموقف السياسي الذي يسعى للمضي بمشروع قانون جدولة القوات الأمريكية عديدا وأدوارا".
وبحسب المحلل السياسي العراقي، فإن السبب الثالث لتواجد شاناهان في بغداد، هو لـ"مناقشة موضوع أمن المنطقة بعد هزيمة داعش والعقوبات الإيرانية ومدى جدية العراق منها".
واستبعد الهاشمي أن "تكون الزيارة لتهدئة الموقف في العراق بعد تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب حول بقاء قواته في البلاد"، مرجحا أن "يزيد شانهان على تصريحات ترامب".
وأرجع ذلك إلى القول إن "قوة قوامها 2130 مقاتلا أمريكيا من الشرق السوري سوف تدخل إلى العمق العراقي، حتى الآن لم يحدد بقاؤها، هل هو مجرد مرور للذهاب إلى بلادهم أم تبقى في العراق؟ أم جاءت لتتمركز في المنطقة بحسب تصريحات ترامب عندما زار قاعدة عين الأسد؟".
واتفق الكاتب العراقي أياد السماوي في مقال تابعته "عربي21" على أن زيارة شانهان كانت لـ"توجيه تحذيرات شديدة اللهجة للحكومة العراقية من مغّبة إصدار أي قانون أو أي قرار من البرلمان العراقي، يحظر أي وجود عسكري أجنبي وبناء قواعد عسكرية بالعراق أو طالب برحيل القوات الأجنبية كافة الموجودة في العراق".
ورأى السماوي أن "الزيارة قد تكون ناقشت قدرات الحشد الشعبي العسكرية والقتالية المتنامية باضطراد، باعتبارها أداة إيران بالعراق من وجهة نظر أمريكا وإسرائيل وحلفائهم في المنطقة، فأمريكا ترى أنّ سياساتها المتعلقة بإيران ستصطدم بالجدار الحديدي للحشد، وبالتالي فإنّ تنفيذ المخطط الأمريكي في العراق والمنطقة مرهون بوجود الحشد الشعبي".
وأعرب الكاتب العراقي عن اعتقاده بأن الزيارة ناقشت كذلك، موضوع القوات الأمريكية المنسحبة من سوريا باتجاه العراق ومحاولة إقناع الحكومة العراقية بقبول تواجد قسما من هذه القوات على الأراضي العراقية .
ولفت السماوي إلى أن "أمريكا تنظر لوجودها العسكري في العراق باعتباره هو المفتاح لتنفيذ مخططاتها وسياساتها في الشرق الأوسط، وبدون هذا الوجود العسكري في العراق، لن تستطيع أمريكا منع وصول الإمدادات العسكرية الإيرانية إلى سوريا وحزب الله في لبنان. فإيران. ثمّ إيران. ثمّ الحشد الشعبي، هما جوهر زيارة وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شانهان إلى بغداد".
وكان عبد المهدي قد أكد خلال لقاء شاناهان "حرص العراق على العلاقات مع الولايات المتحدة المساهمة في محاربة الإرهاب، وأنه يجب التقيد بالاتفاقات الأساسية وهي محاربة الإرهاب وتدريب القوات العراقية وليس أي شيء آخر"، مؤكدا "عدم قبول أية قواعد أجنبية على الأراضي العراقية".
وشدد، بحسب بيان لمكتبه، على أن "القرار العراقي مستقل ولا يتأثر بأي نفوذ وإملاءات من أي طرف"، مشيرا إلى "انفتاح العراق على محيطه العربي والإقليمي وحرصه على إقامة علاقات تعاون تخدم مصالح العراقيين وتعزز فرص التنمية والاستقرار لشعوب المنطقة".
وفي مؤتمره الصحفي الأسبوعي، أمس الثلاثاء، قال عبد المهدي إن "أغلب ما يطرح في الإعلام عن التواجد الأمريكي في العراق حقائق غير مكتملة ولا تتطرق لرأي الحكومة".
اقرأ أيضا: شاناهان يصل بغداد بعد تصريحات لترامب أثارت غضبا
من جهته، أعرب وزير الدفاع الأمريكي عن "اعتزاز بلاده بعلاقات التعاون مع العراق وارتياحه لما يشهده من أمن واستقرار"، موضحا أنه "جاء ليستمع بشكل مباشر لرؤية الحكومة العراقية لطبيعة ومستقبل العلاقات بين البلدين"، وفقا لمكتب عبد المهدي.
وأشاد بـ"جهود الحكومة وتوجهاتها لخدمة جميع أطياف الشعب العراقي"، مؤكدا أن "مهمة القوات الأمريكية تتمثل بمحاربة داعش والتدريب الذي تحتاج إليه القوات العراقية، ودعمها في القضاء على بقايا داعش".
وبحسب ما نشره الكونغرس، فإن شاناهان يسعى إلى طمأنة المسؤولين في بغداد حيال مستقبل القوات الأمريكية في العراق، بعد الانسحاب من سوريا، وإعلان دونالد ترامب رغبته في "مراقبة إيران" من العراق.
وسبق أن سببت تصريحات ترامب غضبا عراقيا، إلى جانب شكوى برلمانية متكررة من تواجد القوات الأمريكية في البلاد، ومطالبات بعضهم بقرار أمريكي للانسحاب من بلادهم مشابه لما أعلنته أمريكا في سوريا.