ملفات وتقارير

ما دلالة إلقاء "المشري" خطابا بالكونغرس حول مستقبل ليبيا؟

رأى صحفي ليبي أن "الزيارة في مجملها تعكس انفتاحا أمريكيا على أحد أطراف الصراع في ليبيا"- فيسبوك
رأى صحفي ليبي أن "الزيارة في مجملها تعكس انفتاحا أمريكيا على أحد أطراف الصراع في ليبيا"- فيسبوك

طرحت دعوة الكونغرس الأمريكي لرئيس مجلس الدولة الليبي خالد المشري، إلى زيارة واشنطن وإلقاء خطاب حول مستقبل ليبيا، العديد من التساؤلات حول دلالة هذه الخطوة الآن، وتداعياتها على المشهد السياسي وما إذا كانت الإدارة الأمريكية تقاربت أكثر مع الغرب الليبي على حساب البرلمان في الشرق.


ووصل "المشري" فعلا إلى العاصمة الأمريكية "واشنطن" للقاء عدة مسؤولين هناك استعدادا لإلقاء الخطاب أمام الكونغرس الخميس، وكذلك حضور يوم الإفطار الوطني الذي سيحضره أيضا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.


ومن المقرر أن يلتقي رئيس مجلس الدولة الليبي، عددا من أعضاء الكونغرس الأمريكي، وممثلين للحكومة الأمريكية، وأنه سيلقي أيضا خطابين في المجلس الأطلنطي، ومركز الاهتمام الوطني، كما أكد المكتب الإعلامي لمجلس الدولة.


وجاءت دعوة "المشري" للزيارة وإلقاء الخطابات في "واشنطن" بعد حملة "تشويه" تعرض لها، خاصة بعد إعلان استقالته نهائيا من جماعة الإخوان في ليبيا، وهو ما شكك فيه البعض معتبرينها "مراوغة" سياسية كي يترشح للرئاسة مستقبلا.


"لا علاقة بالإخوان"


من جهته، أكد عضو بمجلس الدولة الليبي، فضل عدم ذكر اسمه لـ"عربي21" أن "ترتيبات زيارة الرئيس (المشري) كانت منذ مدة"، وأنه "لا علاقة لهذه الزيارة باستقالة المشري من جماعة الإخوان كون الدعوة والتنسيق سبق قرار الاستقالة"، كما قال.


وطرحت الزيارة والخطابات للمشري تساؤلات من قبيل: هل بدأ التقارب الأمريكي بقوة مع الغرب الليبي ومؤسساته؟ وهل لهذه الخطوة علاقة باستقالة "المشري" من الإخوان ومن ثم الرهان عليه كمرشح محتمل؟

 

اقرأ أيضا: "الرئاسي الليبي" يدين تصعيد حفتر العسكري جنوب البلاد


وقال الأكاديمي الليبي، مفتاح شتوان إنه "من المهم معرفة طبيعة الزيارة، وهل هي بالفعل دعوة من قبل الكونغرس أم طلب من المشري للزيارة والخطاب، أما بخصوص ما سيقوله هناك فأعتقد أنه عليه أن يتحدث بشأن حفتر وعرقلته لقيام الدولة وعدم اعترافه بالحكومة المعترف بها دوليا".


وأضاف في تصريح لـ"عربي21": "كما عليه أن يؤكد لمن يسمعه هناك أن "الجيش" الذي يقوده "حفتر" ويحارب به ليسوا ليبيين، وأظن أن "الأمريكان" يعرفون ذلك جيدا، وأتوقع أيضا أن يؤكد المشري على موضوع استقالته من الإخوان بنفس الكلام الذي قاله سابقا"، بحسب تقديره.


"انفتاح أمريكي أكبر"


ورأى الصحفي الليبي المقيم في "لندن"، عبدالله الكبير أن "الزيارة في مجملها تعكس انفتاحا أمريكيا على أحد أطراف الصراع في ليبيا، ولا شك أن إعلان "المشري" مغادرته تنظيم الإخوان له علاقة بالزيارة أيضا، كون واشنطن تستقبله الآن كرئيس لمجلس الدولة الليبي فقط".


وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن " المشري سيؤكد في كل حواراته هناك على ثوابته المعروفة من الصراع الليبي، ولن يوجه أي لوم أو انتقاد مباشر للمواقف الأمريكية من أطراف النزاع الليبي وسيطالب بالمزيد من العمل لمساعدة ليبيا على تجاوز أزمتها والتدخل لمنع إثارة الحروب والفوضى"، وفق رأيه.

 

اقرأ أيضا: تصعيد من نواب "تبو" في الجنوب الليبي ضد حفتر.. إلى أين سيصل؟


وتابع: "كما أن زيارة المشري بصفته رئيس مجلس الدولة تعكس كذلك استياء أمريكا من مجلس النواب ورئيسه، عقيلة صالح"، كما رأى.


لكن الناشط الليبي، أحمد التواتي أشار إلى أن "الزيارة لن تمثل اعترافا صريحا بمجلس الدولة وإن كان الاعتراف ضمنيا بهذه الخطوة ولكن ستكون بمثابة شهادة أو الإجابة على أسئلة يحتاجها أعضاء الكونجرس لتكون لهم قاعدة لتحديد موقفهم واستراتيجية الإدارة الأمريكية في ليبيا الغير واضحة إلى الآن"، كما قال لـ"عربي21".


إيقاف "معارك الجنوب"


وأكد عضو حزب "العدالة والبناء" الليبي التابع له "المشري"، إبراهيم الأصيفر أن "المشري سيستغل هذه الزيارة في عدة ملفات خاصة بعد النجاح الذي قام به في ملف الإصلاحات الاقتصادية والتعامل مع البعثة الأممية في الملفات الأمنية".


وأوضح لـ"عربي21" أن "واشنطن تعتبر المجلس الأعلى للدولة حليفا استراتيجيا لها في الغرب الليبي وشريكا في المعادلة السياسية الليبية، وبخصوص استغلال الزيارة فرغم أن ترتيباتها كانت قبل معارك الجنوب الحالية، لكن من المتوقع أن يستغل المشري وجوده في واشنطن لمحاولة الضغط على القيادة الأمريكية لإيقاف الاحتراب في المنطقة الجنوبية"، وفق كلامه.

 

اقرأ أيضا: السراج ينتقد عملية حفتر العسكرية في الجنوب الليبي


من جانبه، رأى الباحث السياسي الليبي علي أبو زيد؛ أن "هذه الزيارة تمثل فرصة لتوضيح وجهة نظر معتدلة وملتزمة بالاتفاق السياسي في واشنطن، وأن المشري سيكون متزنا في خطابه وسيتكلم بشكل صريح وواضح وحاسم عن العرقلة الداخلية ومن وراءها من داعمين إقليميين".


وتابع لـ"عربي21": "كما أن المشري لن ينسى الحديث عن مشروع العسكرة وأنه هو العائق أمام أي استقرار، ولا أعتقد أنه سيفوت ما يحصل من عبث في الجنوب وما يصاحبه من انتهاك لحقوق الإنسان على غرار ما حدث في الشرق الليبي، ولا أظن أن للزيارة علاقة بالاستقالة من الإخوان"، بحسب تقديره.

التعليقات (0)