هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وقفت صحيفة إسرائيلية الاثنين، على الأسباب التي تمنع حزب الله اللبناني من الرد على الخطوات والخروقات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي خاصة في منطقة الجنوب قرب الحدود.
وأوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية في مقال للكاتب والمحلل السياسي تسفي برئيل، أنه عندما سئل وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في مقابلة مع قناة الـ "سي.ان.ان": "هل الأحداث على الحدود الجنوبية تقض مضجعك؟"، رد: "ما يقض مضجعي في الليل هو الصمت على الخروقات المتكررة لإسرائيل، ومسها بسيادتنا واستقلالنا".
وأضافت: "لقد سجلنا 150 خرقا إسرائيليا للقرار الأممي رقم 1701"، معتبرا أنه "إذا كانت إسرائيل حقا تريد استقرار أمنها، فعليها التوقف عن مهاجمة دول أخرى" بحسب ما نقلته الصحيفة التي رأت في حديث باسيل "تصريح استثنائي؛ لأنه يعترف بحق إسرائيل في الدفاع عن أمنها، وهو ما تسبب بعاصفة كبيرة، سواء على المستوى السياسي، وفي شبكات التواصل".
ونوهت إلى أن وزير الخارجية الذي يترأس "التيار الوطني الحر"، الذي أسسه الرئيس اللبناني مشيل عون، "لم يتراجع عن أقواله"، معتبرة أن "ما يقلقه في هذه الأثناء هي الخطوات الدولية التي تضم عقوبات على إيران، والمؤتمر المناوئ لطهران الذي بادر إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي يتوقع أن يعقد في وارسو في منتصف شباط المقبل، ويشاركه في هذ القلق حزب الله".
اقرأ أيضا: نتنياهو يرد على نصر الله: منعنا الحزب من سلاح استراتيجي
وأشارت إلى أنه بسبب "عدم نجاح الحكومة الانتقالية في لبنان، برئاسة سعد الحريري، في التوصل لاتفاق على تشكيل حكومة جديدة، لا تستطيع اتخاذ قرارات حيوية في مجال الأمن والاقتصاد".
وذكرت "هآرتس" أن حزب الله الذي امتلك سابقا "الثلث المانع"، يبدو أنه سيتنازل لحركة باسيل "التيار الحر" بامتلاك قوة الفيتو، الأمر الذي يمكنه أن ينهي الأزمة السياسية، مع العلم أنه بحسب الدستور يكفي لتعطيل مشروع أي قرار مصيري أن تمتنع كتلة من الكتل (ثلث+1) عن التصويت لصالح القرار.
ورأت أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، "يعتقد أنه يمكنه التوصل لتفاهمات مع باسيل، لا سيما على خلفية نية وزير الخارجية الانحراف عن السياسة المعلنة للحكومة ورئيسها، وسيقوم بزيارة بشار الأسد".
وقالت: "حزب الله ليس بحاجة لتجديد علني وصريح للعلاقة بين لبنان وسوريا للحصول من خلالها على السلاح أو المساعدة اللوجستية"، مؤكدة أن ما يزعج حزب الله هي "إسرائيل، وليس قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، من أجل تشغيل خط آمن لنقل الوسائل القتالية".
واعتبرت الصحيفة، أن "غياب الحوار السياسي بين سوريا ولبنان، يعوق عودة مليون لاجئ سوري يتواجدون في لبنان، كما يعزز الموقف المناهض لإيران من قبل أعداء حزب الله في الحكومة"، مشيرة إلى أن "حزب الله محصور الآن بين توقه لتعزيز مكانة إيران وسوريا، وبين الحاجة إلى امتلاك القوة السياسية التي ستمكنه من إملاء موقف الحكومة".
وتابعت: "لكن في ظل غياب الحكومة، ليس لحزب الله أداة ضغط حقيقية، وتصميمه على تشكيل الحكومة يعرضه أيضا كمن يشوش على لبنان في التغلب على الأزمة الاقتصادية الشديدة التي تعاني منها".
وبينت أن هناك "قيودا عسكرية تثقل على الحكومة اللبنانية منها مثلا؛ أن قائد الجيش طلب تعليمات من المستوى السياسي حول كيفية العمل إزاء خروقات إسرائيل، وبالأساس الجدار الذي تقوم بتشييده على طول الحدود، والجواب الذي حصل عليه: "قم بتعزيز قواتك في المنطقة ونحن سنبحث مسألة الرد"، بمعنى لا تفعل أي شيء".
ونقلت عن رئيس المخابرات في سلاح الجو، طوني منصور، الذي يعارض أي تدخل عسكري، تأكيده أن الجيش "لن يصمد أكثر من 24 ساعة".
ونبهت أنه إلى "جانب الاعتراف بعدم قدرة الجيش اللبناني على مواجهة إسرائيل، يتضح أن حزب الله مضطر إلى ضبط نفسه كي لا يعقد أكثر عملية تشكيل الحكومة، ومن أجل منع الضرر الذي يمكن يحدث للبنان من جانب إسرائيل، ولا يؤدي إلى تحويل ساحة القتال الإسرائيلية من سوريا إلى لبنان".
اقرأ أيضا: هكذا علق الاحتلال الإسرائيلي على تصريحات حسن نصر الله
ومن هنا، "يتضح أن مفهوم المقاومة وهو المبرر للوجود العسكري لحزب الله، خاضع لاعتبارات سياسية، وهذه تلزم حزب الله، إذا كان ينوي مساعدة سوريا وإيران"، وفق "هآرتس".
وأكدت أن "هذه الضغوط ليست مثبتة بالأسمنت، وهي مرتبطة بنوايا إسرائيل، لا سيما نشاطاتها العسكري في سوريا ولبنان"، مضيفة: "حزب الله مستعد لأن يمنح لبنان الحق في النوم بهدوء طالما أن إسرائيل لا تزعجه في نومه".