نشرت مجلة بوليتكو تقريرا، تحدثت فيه عن تداعيات إلقاء القبض على حليف الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، روجر
ستون، والمدى الذي يقرب هذا الاعتقال من ربط ترامب بالتنسيق مع
روسيا.
ويواجه ستون سبع تهم بعد اعتقاله في فلوريدا، تتضمن إعاقة سير العدالة، وخمس تهم تتعلق بتصريحات كاذبة، وتهمة تتعلق بالتأثير على الشهود.
وتظهر لائحة الاتهامات السبعة الموجهة إلى ستون أن الأخير كان على اتصال دائم مع أعضاء في حملة ترامب الرئاسية حول جهود "ويكيليكس" لنشر مواد تضرّ الحزب الديمقراطي. وبحسب الوثيقة، فإن أحد محاور التركيز الرئيسية هو ما إذا كان ستون قد نسّق مع "ويكيليكس" أو مؤسسها، جوليان أسانج، إذ نشرت المجموعة المختصّة بالتسريبات آلاف رسائل البريد الإلكتروني للحزب الديمقراطي يؤكّد ممثلو الادعاء أن عملاء روسا اخترقوها.
ويقوم المحقق الخاص روبرت مولر بالتحقيق في المزاعم بشأن وجود علاقة بين روسيا وحملة ترامب الانتخابية.
وقال ستون للصحفيين خارج محكمة اتحادية بعد الإفراج عنه بكفالة: "سأدفع ببراءتي من هذه التهم... لن أقبل شهادة زور ضد الرئيس تحت أي ظروف".
ويقول جاك شفير، وهو إعلامي كبير يكتب في مجلة "بوليتكو": "لا تحاول لائحة الاتهام الموجهة لستون رسم خط مباشر من روسيا إلى حملة ترامب، رغم أنها تتبع بعض النقاط الكبيرة جدًا للاتصال بالقراء. وبدلاً من ذلك، فإنه يوضح مدى اهتمام حملة ترامب بما يعرفه ستون حول ما كان يطبخه ويكيليكس".
وأضاف: "استمر مسؤولو حملة ترامب في لقاء ستون في صيف عام 2016؛ للاطلاع على ما يعرفه حول ويكيليكس و"المعلومات التي ربما كانت ستلحق الضرر بحملة كلينتون". وجاء في لائحة الاتهام أنه في حزيران/ يونيو أو تموز/ يوليو 2016، قال ستون لمسؤولي ترامب إنه كان لدى ويكيليكس وثائق مدمرة لكلينتون.
وتابع: "بعد 22 تموز/ يوليو 2016، وهو الوقت الذي أفرج فيه عن رسائل البريد الإلكتروني للجنة الحزب الديمقراطي المسروقة، طرح "مسؤول حملة ترامب" سؤالا على ستون حول ما تملكه ويكيليكس أيضا عن كلينتون. هذا بناء غامض استخدمه مولر في لائحة الاتهام؛ لأنه يدفع إلى طرح السؤال: "من أخرجها" (الوثائق)؟ بالتأكيد ليس دونالد ترامب!".
وقال إن أفضل ما يمكن أن تقدمه سارة هاكابي ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض، هو ادعاء أن التهم الموجهة إلى ستون "ليس لها علاقة بالرئيس".
وأضاف: "في أوائل شهر تشرين أول/ أكتوبر، كتب ستون إلى أحد مؤيدي ترامب: "تحدثت إلى صديقي في لندن الليلة الماضية". في الوقت نفسه، أرسل مسؤول في حملة ترامب إلى ستون رسالة بريد إلكتروني في أوائل تشرين أول/ أكتوبر 2016 "يسأل عن الإصدارات المستقبلية" من "ويكيليكس".
وأوضح قائلا: "(CNBC وغيرها من المؤسسات الإخبارية تقول إن المسؤول كان الرئيس التنفيذي لحملة ترامب ستيف بانون، الذي تحدث مع مولر). بعد تفريغ البريد الإلكتروني في تشرين أول/ أكتوبر، كتب أحد مساعدي مسؤول حملة ترامب إلى ستون: "أحسنت"، ربما لأنه صرف انتباه الجمهور عن شريط هوليوود (اتهامات التحرش ضد ترامب) الذي تم إصداره للتو.
وقال: "لنتذكر الجدول الزمني: في 14 تموز/ يونيو 2016، ذكرت لجنة الحزب الديمقراطي أنه تم اختراقها من قبل الروس. وفي 22 تموز/ يوليو 2016، أصدرت ويكيليكس رسائل البريد الإلكتروني المسروقة من قبل اللجنة. وبعد أيام، قال ترامب في مؤتمر صحفي: "روسيا، إذا كنت تسمعين، أرجو أن تتمكني من العثور على 30000 رسالة بريد إلكتروني مفقودة [من بريد كلينتون الخاص]. أعتقد أنك ستكافئين على الأرجح من خلال صحافتنا. دعونا نرى ما إذا كان ذلك سيحدث. هذا سيكون التالي".
وأضاف: "ما الذي قد يخبئه ستون ويستحق المخاطرة بتسع تهم جنائية؟ لقد تنبأ منذ عدة أشهر بأنه سوف يتم توجيه الاتهام إليه من قبل مولر، لذلك فهو ليس متفاجئًا. يمكن تفسير سلوكه على أنه تحدّ للسلطة، أو ولاء قياسي إلى القائد الكبير - ريتشارد نيكسون آنذاك، دونالد ترامب الآن".
وقال إنه "وقت سيئ للكذب على الكونجرس. هذه إحدى النقاط من لائحة اتهام ستون ومن اعتراف مايكل كوهين. يعاني دونالد ترامب جونيور من التعرض لتهمة مماثلة. وقد اشتكى السناتور كريس كونز قائلاً إن جونيور "قدم شهادة زائفة على اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ ".
وأضاف: "إذا كذب ستون، فهو ليس وحيدًا. أحد القواسم المشتركة للكذابين في الفضيحة -مايكل كوهين ومايكل فلين وجورج بابادوبولوس وريك جيتس وبول مانافورت- هم وكلاء روسيا أو مقربون منها. إن أي تحقيق في من قام بالتوجيه، وكشف المكسب، ومن كان يعرف التفاصيل، يجب أن يأخذ ذلك في الحسبان، وإذا أدى هذا التحقيق إلى صلة ترامب، فلا يمكننا أن نتغاضى عن مسؤوليته عما جرى".