هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شهد
العراق حركة دبلوماسية نشطة خلال الأيام القليلة الماضية بدأت بزيارة لوزير
الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، تلتها جولة لوزير الخارجية الإيراني جواد ظريف،
وبالتزامن معها وصل إلى بغداد العاهل الأردني عبد الله الثاني، على رأس وفد رفيع
المستوى.
وكان
الرئيس العراقي برهم صالح، على رأس مستقبلي العاهل الأردني في بغداد أمس، في زيارة
هي الثانية له منذ 10 سنوات.
ويرى
مراقبون أن الساحة العراقية، تشاهد منافسة من أطراف عدة لتوسيع العلاقات والنفوذ،
بعد سنوات من نيل إيران حصة كبيرة في اللعبة الداخلية.
ترتيبات جديدة
المحلل
السياسي الدكتور يحيى الكبيسي قال: إنه "على الرغم من الأهمية الخاصة لزيارة
العاهل الأردني إلى بغداد وقيام رئيس الحكومة الأردنية عمر الرزاز باستباق ذلك
بتوقيع اتفاقيات اقتصادية مشتركة إلا أن هناك ارتباطا أكثر بالترتيبات الجارية في
المنطقة".
وأوضح
الكبيسي لـ"عربي21" أن زيارة العاهل الأردني بعد زيارة وزير الخارجية
الأمريكي مايك بومبيو لبغداد، "تأتي في إطار رؤية استراتيجية لإعادة
الاصطفافات في المنطقة، والتي شهدت في السابق اصطفافا إيرانيا سعوديا، مع حلفاء
على الجانبين".
اقرأ أيضا: الخزعلي يعلق على زيارة ملك الأردن للعراق.. بماذا طالبه؟
وأضاف:
"لكن الآن هناك دفع بالأردن ومصر لتكون جزءا من اصطفاف جديد يعتمد تطوره على
جملة من العوامل في المنطقة".
وأشار
الكبيسي إلى أن "هناك رؤية أمريكية مدعومة من دول فاعلة إقليميا، لإعادة
ترتيب أوضاع المنطقة والسعي لكسب الساحة العراقية".
وشدد
على أن إحدى ساحات مواجهة الولايات المتحدة مع إيران، هي الساحة العراقية
و"إذا لم تستطع واشنطن الحسم مع طهران هناك، فعلى أقل تقدير أن تحيده عن
الصراع".
ولفت
الكبيسي إلى أن زيارة العاهل الأردني تزامنت مع جولة طويلة لوزير الخارجية
الإيراني جواد ظريف في العراق، وهو ما يوضح "حجم التسابق على العراق من كافة
الأطراف لكسبه".
ورأى
أن السنوات الماضية "شهدت تواطؤا أمريكيا مع إيران في العراق، لكن على ما يبدو
انتهت الآن اللعبة المزدوجة، ورغم أن كل الخيوط ليست بيد واشنطن لكنها معنية
بالمجمل باستقرار العراق، لأن بقاء الوضع السياسي فيه هشا لا يجعله قادرا
الاستقرار في حال فرضت عقوبات ما لمواجهة الإيرانيين"، وفق قوله.
انفتاح ممنهج
من
جانبه قال وزير الإعلام الأردني الأسبق سميح المعايطة إن الزيارة "لم تكن
مفاجئة وليست في إطار التنافس مع أحد وكانت ضمن خطوات انفتاح منهجي على العراق
تجري منذ سنوات قريبة".
وأشار
المعايطة لـ"عربي21" إلى أن الأردن الرسمي "يحرص على عدم ترك
العراق وحيدا، والبقاء ضمن محيطه العربي، وليس الأمر منافسة بين دول الأقليم على
أكبر حصة هناك".
وشدد
على أن الأردن يمتلك "علاقات قوية على عدة صعد اجتماعية وسياسية، وعلاقات مع
الزعماء المذهبيين وجرت خلال الفترة الماضية زيارات لمقتدى الصدر وعمار الحكيم
وغيرهم من القيادات على الساحة".
ولفت
المعايطة إلى أن عمان "تهتم بشكل كبير بملفين كبيرين الأول يتعلق بالوضع
الأمني ومكافحة الإرهاب وتنظيم الدولة وما له من اتصال اقليمي مع سوريا أيضا،
بالإضافة إلى الملف الاقتصادي، في مسائل النفط والطاقة والمعابر الحدودية".
اقرأ أيضا: السيسي يزور الأردن.. و"تحالف بومبيو" على الطاولة
وقال
إن ملف الطاقة مع العراق "شهد تدشين أنبوب نقل للنفط عام 2012 لكنه تعثر إبان
حكومة نوري المالكي وربما يعاد تفعيله الآن، بالإضافة لحركة النقل عبر معبر أربيل،
ومجمل العلاقات الاقتصادية بين البلدين".
وأشار
المعايطة إلى أن هناك سعيا أردنيا "لأن يكون العراق بلدا لكل العراقيين وأن
تتحسن العلاقات مع كافة الأطراف فيه فضلا عن امتدادها لتشمل المحيط العربي
بالكامل، دون أن يعني ذلك قطع بغداد لعلاقاتها مع دول جواره، وخاصة إيران فهذا حقه
الطبيعي" وفق قوله.
وتابع:
"إيران لديها أصدقاء ومصالح كثيرة في العراق وهي تملك سوقا كبيرا هناك
بالإضافة للمسائل الأمنية المشتركة لكن المطلوب احترام العلاقات مع الآخرين وتفعيل
الملفات العربية المشتركة وامتلاك علاقات عربية أكثر صلابة".