صحافة إسرائيلية

هآرتس: سحب قوات أمريكا من سوريا سيرسم خارطة كتل جديدة

رجحت الصحيفة أن "يكون الأسد راضيا من الاتجاه الجديد الذي يظهر في سياسات دول عربية تجاه سوريا"- جيتي
رجحت الصحيفة أن "يكون الأسد راضيا من الاتجاه الجديد الذي يظهر في سياسات دول عربية تجاه سوريا"- جيتي

أثار قرار الولايات المتحدة الأمريكية بانسحاب القوات الأمريكية من سوريا، جدلا بين دول العالم ما بين مؤيد ومعارض لخطوة البيت الأبيض، فيما لا تزال الصحافة الإسرائيلية تسلط اهتمامها بشكل واسع على تداعيات الإجراء الأمريكي المحتمل.


وأكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن "قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من سوريا يعد انتصارا لتركيا، التي تريد توسيع غزوها للمحافظات الكردية"، معتبرة أن "روسيا وإيران يمكنهما الآن، تنفس الصعداء ومواصلة المضي قدما في خطواتهما في المنطقة".


وشددت الصحيفة في تقريرها أن "قرار ترامب أوضح أن تركيا انتصرت في هذه الجولة، والحلفاء الأكراد سيبقون مهملين دون دعم ودون دفاع أمريكي، عدا عن الضغط السياسي الذي سبق وأثبت فشله"، مضيفة أنه "ليس واضحا إذا كان القرار الأمريكي قد جاء نتيجة اتفاق تم التوصل إليه مع تركيا بشأن إلغاء أو تجميد صفقة الصواريخ مع روسيا".

 

صفقة


وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال، إنه "أبلغ ترامب بشأن العملية العسكرية لمناطق شرق الفرات، وترامب وافق على ذلك"، معتقدة أنه "إذا كان حقا هذا هو جواب ترامب، فيبدو مع ذلك يوجد اتفاق ما، يربط بين انسحاب أمريكا وبين صفقة الصواريخ الروسية".


وذكرت "هآرتس" أن "روسيا وإيران شريكتا سوريا في الخطوات السياسية، يمكنهما تنفس الصعداء بعد أن أخلت أمريكا مكانها ودفع خطواتهما إلى الأمام"، موضحة أنه "حسب ادعاء الأكراد فإن روسيا تدفع تركيا للسيطرة على المناطق الشرقية، من أجل إجبار الأكراد على الانضمام إلى الخطوات السياسية، وبذلك تحييد إحدى العقبات الصعبة التي تقف أمام إنشاء تحالف متفق عليه من قوات المتمردين"، بحسب تعبير الصحيفة الإسرائيلية.

 

اقرأ أيضا: أول تعليق عربي على قرار انسحاب أمريكا من سوريا


ولفتت إلى أن "واشنطن ذكرت مؤخرا أنها لن تعارض استمرار حكم بشار الأسد، شريطة أن ينتخب في انتخابات حرة، لكن ما ينقص الموقف الأمريكي هو التطرق لطبيعة النظام الذي تريده أمريكا في سوريا، واشتراط حقوق الأقليات مثل الأكراد في الدستور الذي ستتم صياغته، وترتيبات أمنية وانسحاب القوات الأجنبية، وبالأساس الوجود الإيراني".


ووفق الصحيفة الإسرائيلي، فإن أمريكا تفهم جيدا أنه لم يعد باستطاعتها التأثير، وبالأحرى تشكيل صورة النظام الجديد في سوريا".

 

خارطة كتل جديدة


ورجحت أن "يكون الأسد راضيا من الاتجاه الجديد الذي يظهر في سياسات دول عربية تجاه سوريا، وذلك بعد زيارة الرئيس السوداني عمر البشير لدمشق، وتوقعات بزيارة قريبة للرئيس العراقي الكردي برهم صالح"، مشيرة إلى أن "الرئيس التونسي الباجي السبسي، الذي سيصل إلى بيروت لحضور مؤتمر اقتصادي للدول العربية، ينوي البحث مع رؤساء الدول رغبته في دعوة سوريا للمشاركة في مؤتمر القمة العربية، التي ستعقد في تونس في شهر آذار/ مارس المقبل".


وختمت "هآرتس" تقريرها بالقول إن "الدول العربية بدأت تشكك بقيادة السعودية، وهي ترى كيف أن واشنطن تتراجع في سوريا، ومقابل ذلك يمكن التوقع أن روسيا لن تبقى فوق المنبر"، مؤكدة أن "هذا السيناريو يعرض خطوات ترامب كخطأ كبير، أو على الأقل كخطوة غير محسوبة، من شأنها رسم خارطة كتل جديدة في منطقة الشرق الأوسط، تضر بمكانة الولايات المتحدة في المنطقة وربما بمكانة إسرائيل".

التعليقات (0)