سياسة عربية

ماذا قالت الفلسطينية أبو حميد بعد هدم الاحتلال لمنزلها؟

يطلق فلسطينيون على السيدة "أبو حميد" لقب "خنساء فلسطين"- فيسبوك
يطلق فلسطينيون على السيدة "أبو حميد" لقب "خنساء فلسطين"- فيسبوك

لم تبكِ السيدة "أم ناصر" لطيفة أبو حميد (72 عاما) منزلها المدمر بمعاول الاحتلال الإسرائيلي في مخيم الأمعري، قرب رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.


وسجلت "أم ناصر" موقفا مشرفا استحقت عليه لقب "خنساء فلسطين" و"أيقونة الصمود"، قائلة لمراسل الأناضول: لن يكسروا إرادتنا وصمودنا، سنعيد بناءه من جديد، للمرة الثالثة.


وعلى شرفة منزل مجاور لمنزلها المدمر جلست "أم ناصر" مرتدية الكوفية الفلسطينية، رغم البرد القارس، وانتشار كثيف للغاز المسيل للدموع، وقالت بفخر: "قدمت أبنائي بين شهيد ومعتقل، هُدم منزلي مرتين وهذه الثالثة، ولم أنكسر".


وخاطبت رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قائلة: "مهما فعلت وهدمت لن تخيفنا".


وترفض السيدة العيش في مكان آخر، وتقول إنها ستنصب خيمة على ركام منزلها وتعيش داخلها.


وفي ساعة مبكرة من فجر السبت، داهمت قوة عسكرية إسرائيلية منزل "أبو حميد"، وفجرته بعد إخلائه من عشرات المتضامنين المعتصمين داخله في محاولة للدفاع عنه، واعتدت القوات الإسرائيلية على المتضامنين بالضرب ورشتهم بغاز الفلفل، واعتقلت عددا منهم.

 

اقرأ أيضا: الاحتلال يفجر منزلا في مخيم الأمعري قرب رام الله (شاهد)


وتتهم إسرائيل أحد أفراد العائلة، وهو المعتقل إسلام أبو حميد، بإلقاء لوح رخامي على جندي إسرائيلي خلال عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم الأمعري، مطلع أيار/ مايو الماضي، ما أدى إلى مقتله.


ويطلق فلسطينيون على السيدة "أبو حميد" لقب "خنساء فلسطين".

 

وقالت "بيتي فداء لفلسطين، أنا قوية ولن أستسلم، أبنائي يعلمون ذلك".


وللسيدة 9 أبناء اعتقلوا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ولا يزال 5 منهم في السجون، محكوم عليهم جميعا بالسجن مدى الحياة، واستشهد أحد أبنائها برصاص الاحتلال عام 1994.


و"أبو حميد" فلسطينية لاجئة من قرية أم شوشة قرب الرملة (وسط الأراضي المحتلة عام 48)، وتسكن مخيم الأمعري للاجئين الفلسطينيين قرب رام الله، وسط الضفة الغربية، ومنذ 30 عاما والسيدة تتنقل بين السجون الإسرائيلية لزيارة أبنائها المعتقلين.


وهدم جيش الاحتلال الإسرائيلي المنزل عام 1994، كما أنه هدم منزلا آخر للعائلة عام 2003.


وتشير السيدة إلى أنها كبقية الأمهات تحلم بالعيش بأمن وسلام مع أبنائها، وقالت: "عشنا مرارة اللجوء، طردنا من قرانا عام 1948، ولا يزال الاحتلال يواصل التنكيل والتضييق".


وتساءلت "من هو الإرهابي القاتل الذي هجر شعبنا، ويطارده في كل يوم، أم سيدة تسكن في منزل بمخيم للاجئين؟"، وخرجت "أم ناصر" من منزلها بحقيبة يدوية فقط، وتركت خلفها كل ذكرياتها، بحسب قولها.


بدوره، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية وليد عساف، للأناضول، إن هناك قرارا بإعادة بناء منزل أبو حميد، منددا بعملية هدم الاحتلال للمنزل.


وقال عساف إن "الحكومة الإسرائيلية تتصرف كعصابة، وتسرق وتداهم وتهدم المساكن، ولن تثنينا عن الاستمرار في المقاومة"، مضيفا أننا "أرسلنا رسالة للاحتلال بأننا ندافع عن منازلنا وحقوقنا بالمئات".


واندلعت مواجهات بين عشرات الشبان والقوات الإسرائيلية في محيط المنزل، استخدم خلالها الجيش الرصاص الحي والمطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع، في حين رشق شبان القوات بالحجارة وأشعلوا النار في إطارات مطاطية.


وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن طواقهما قدمت العلاج لعشرات المصابين بالرصاص المطاطي والاختناق، ونقل 6 منهم للعلاج في مجمع فلسطين الطبي برام الله.

التعليقات (0)