ملفات وتقارير

جدل حول احتجاجات "السترات الحمراء" بتونس.. ما علاقة فرنسا؟

تباينت ردود فعل النشطاء على الدعوة- فيسبوك
تباينت ردود فعل النشطاء على الدعوة- فيسبوك

بدأت مجموعة من نشطاء المجتمع المدني بتونس للحشد عبر الشبكات الاجتماعية، والدفع نحو تحركات ميدانية ضد سياسات الحكومة؛ احتجاجا على غلاء المعيشة، وتفشي الفقر والبطالة، دعوا خلالها لارتداء "السترات الحمراء" اقتداء بحركة "السترات الصفراء" بفرنسا.

وقال الناشط في الحملة رياض جراد لـ"عربي21"، إن اختيار مجموعة من النشطاء السياسيين والفاعلين في المجتمع المدني التحرك الاحتجاجي عبر حملة "السترات الحمراء" ليس اعتباطيا أو  تقليدا أعمى لحركة السترات الصفراء بفرنسا.

وأوضح أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد بلغ مرحلة متأزمة، وتجاوز كل الخطوط الحمراء، لافتا إلى أن "الخروج للشارع والتظاهر ضد سياسات التفقير والنهش الجبائي والفساد الحكومي أضحى مطلبا شعبيا".

وشدد أن تحرك "السترات الحمراء" خال من أي نفس حزبي، ونابع من قناعة لدى الشباب الفاعل داخل المجتمع للتعبير عما يخالج المواطن التونسي، وإيصال صوته للحكومة والفاعلين السياسيين.

وانتقد ما أسماه محاولات بعض الجهات الحزبية وأطراف في الحكومة تشويه الحملة، من خلال اتهام القائمين عليها بتلقي تمويلات من أحزاب بعينها أو من رجال أعمال؛ بهدف تصفية حسابات سياسية ضيقة.

ودشن نشطاء الحملة صفحة رسمية عبر "فيسبوك"، حملت عنوان "السترات الحمراء"، وحظيت بتفاعل عدد كبير من التونسيين، وأوضح خلالها القائمون على الصفحة دوافع تحركاتهم الاحتجاجية القادمة، ومبررات الدعوة لارتداء السترات الحمراء.

وقاموا بنشر صور وأرقام أعدت بطريقة "الإنفوجرافيك"، أظهرت ارتفاع نسب الفقر والبطالة، وتدني سعر الصرف، وارتفاع العجز التجاري والمديونية ونسبة التضخم في 2018.


جدل "السترات الحمراء"

ولم يمر الإعلان عن الحملة دون أن يخلف ردود فعل متفاوتة بين نشطاء التواصل الاجتماعي وحتى السياسيين، بين من تحمس للفكرة، وبين من انتقد دوافعها ومن يقف وراءها.

ووصف النائب جلال غديرة عن كتلة "الائتلاف الوطني" الداعمة لحكومة يوسف الشاهد حملة "السترات الحمراء" بالتقليد الأعمى لمثيلتها في فرنسا، ولم يستبعد خلال حديثه لـ"عربي21" عن جود دوافع سياسية تحرك القائمين على الحملة.

وتابع: "وصلتنا معلومات بأن من يمول ويقف وراء هذه الدعوات المشبوهة للاحتجاج تحت غطاء التحرك المدني الخالي من التحزب، هم في الأصل مجموعة من الأطراف السياسية التي تكن العداء لحكومة الشاهد وترفض الاستقرار الحكومي والاجتماعي.

وأوضح أن مطالب البعض تعجيزية، ولا تراعي الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به تونس، مشددا على أن الحكومة الحالية تحمل أعباء فشل الحكومات المتعاقبة.

وفي السياق ذاته، ذهب الناشط أحمد حسين لمهاجمة الحملة، بالقول عبر تدوينة له: "حركة السترات الحمراء في ظاهرها سلمية، وفي حقيقتها تخريب وتدمير تونس بتمويل إماراتي سعودي مصري، فانتبهوا أيها التونسيون"



وتساءلت الناشطة ليليا عزيز عبر صفحتها على فيسبوك: "الذين جلبوا آلاف السّترات الحمراء، ويدفعون إلى التظاهر لإدخال البلاد في فوضى، أَلا يشكلون أخطر جهاز سري يهدد أمن البلاد".

فيما شدد الناشط طاهر ديداه على استقلالية الحركة، وخلوها من أي نفس حزبي، عبر منشور له على فيسبوك، مؤكدا أنها تأتي "بعد معاناة الشعب التونسي في حياته اليومية وغلاء المعيشة وفقدان المواد الأساسية".


وأدان الناشط السياسي نجيب الدزيري، عبر تدوينة له، ما أسماه حملة ممنهجة لتشويه حركة "السترات الحمراء".


التعليقات (0)