سياسة دولية

قراءة في مهام وطرق عمل الاستخبارات الإسرائيلية

نتينياهو مع وزير الاستخبارات الإسرائيلي- جيتي
نتينياهو مع وزير الاستخبارات الإسرائيلي- جيتي

بعد العرض الموسع في الحلقة السابقة عن مهام جميع أجهزة الأمن الإسرائيلية، كل على حدة، تنشغل السطور التالية في إلقاء نظرة عامة على أبرز المهام المشتركة التي تقوم بها مختلف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، على النحو التالي:


توفير كم من المعلومات الأمنية الكافية لمتخذي القرارات في مجالي الأمن والسياسة الخارجية: من خلال إمداد صانع القرار الإسرائيلي بالمعلومات الأمنية، وتقدير الموقف الدقيق، الذي يساعده في فهم صورة الواقع، وتصميم سياسة محددة، ومن خلالها يحاول إدارة المخاطر الكامنة حول إسرائيل، إلى جانب استغلال أي فرصة قد تسنح لصالح الدولة.

 

جمع معلومات استخبارية ذات طابع استراتيجي لصناع القرار، في المستويين السياسي والعسكري: من أجل تمكينهم لتقدير القدرات العسكرية الخاصة بالعدو، والتعرف على دوافعه وموانعه في آن واحد معا، بما في ذلك إمكانية توقع نشوب حروب ما، وعمليات معادية، وتقديم التقديرات الاستخبارية الخاصة بالعدو، في المجالين العسكري والسياسي.

 

اقرأ أيضا: قراءة معلوماتية في المهام الميدانية للاستخبارات الإسرائيلية

تقديم المعلومات الاستخبارية الكافية لعمليات الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن في شتى المجالات: لتحقيق أهداف أي معركة يخوضونها، أمام شتى الأعداء المحتملين لإسرائيل.

 

تنفيذ عمليات قتالية من خلال أجهزة الاستخبارات، فرجل المخابرات في البداية والنهاية مقاتل ومشارك في القتال؛ ومن أجل ذلك، من مهام عالم الاستخبارات إحباط تهديدات عسكرية محيطة بالدولة، بما في ذلك التهديدات بالأسلحة غير التقليدية، والأعمال المعادية، والقيام بمهام خاصة، والمشاركة في معارك عسكرية يخوضها الجيش الإسرائيلي.

 

الدفاع عن المجتمع والنظام السياسي الديمقراطي ومؤسساته: من باب منع أي اختراق يحدق بها، وأعمال تجسس قد تقوم بها جهات معادية، ومحاولة كشف أسرار الدولة.

 

توفير حد أقصى من المعلومات الاستخبارية لإدارة السياسة الخارجية للدولة: ومحاولة كسب النزاع على الرأي العام الدولي.

 

إمكانية افتتاح علاقات سرية وتطويرها، سياسية وغيرها، خارج حدود الدولة، والعمل على تقويتها.
العمل على تطوير المصالح الأساسية الحيوية لأمن الدولة القومي؛ وفقا لما تحدده سياسة الحكومة.
توفير الحد الأقصى من الحماية الأمنية للشخصيات العامة، ومؤسسات الدولة، بالتنسيق مع الحكومة.

 

طرق عمل عالم الاستخبارات الإسرائيلية

 

من أجل فتح نقاش هام وفاعل، يجدر التفريق بين ثلاثة أنواع من سيناريوهات عمل الاستخبارات الإسرائيلية:

 

الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات الاستخبارية، وتوفيرها لصانع القرار لمساعدته في صياغة سياسة الدولة: وهنا بالإمكان الحديث عن المستويين: الاستراتيجي العسكري، والاستراتيجي السياسي، بحيث يزود صانع القرار بمعطيات الواقع السياسي، والتهديدات المتوقعة، والفرص السانحة، والتحذيرات من عمليات عسكرية مفترضة، ومحاولة توجيهه باتجاه تغييرات إستراتيجية تؤثر على قوة الخصوم وقدراتهم ونواياهم، إلى جانب تحديد نقاط القوة والضعف لديهم.

 

توفير معلومات مطلوبة لتشغيل قوات عسكرية وأمنية بصورة تكتيكية، ومن ذلك على سبيل المثال:


1- توفير معلومات دقيقة عن مواقع التحكم والسيطرة،

 

2- أماكن صواريخ أرض- أرض لدى العدو،

 

3- توجيه النار الإسرائيلية باتجاه المواقع المستهدفة،

 

4- الإدلاء بمعلومات أمنية ترشد الجيش الإسرائيلي والشرطة باتجاه إحباط عمليات معادية، واعتقال المتورطين.

 

ج- تنفيذ أعمال قتالية، وإحباط موضعي من قبل قوات الأمن: من خلال عملها على أن تقوم بالمس بصورة مباشرة وفتاكة بالقدرات العسكرية لدى الخصوم، بما في ذلك حيازة أسلحة غير تقليدية، إلى جانب القيام بإحباطات متعددة الأوجه، ومنها:

 

إحباط الاختراقات الأمنية.

 

عرقلة أي جهود لإقامة شبكات تجسس من قبل الأعداء.

 

أخذ الاحتياطات اللازمة في حدها الأقصى من مغبة تنفيذ هجمات عدائية من قبل أطراف معادية، وغيرها من المهام.

 

اقرأ أيضا: ما هي تحديات جمع المعلومات في أجهزة الأمن الإسرائيلية؟

وبالتالي، فما سبق من سيناريوهات مفترضة لواقع عمل الاستخبارات الإسرائيلية يلقي الضوء على طبيعة الأدوار التي تقوم بها، وفقا لما تحدده أجهزة الأمن المختلفة في لوائحها الداخلية التي تنظم عملها.

 

ومن أجل التفريق بين هذه السيناريوهات الثلاثة السابقة، نقترح إجراء التحليل التالي:

 

الدور التقليدي لعمل الاستخبارات يشير إلى السيناريو الأول.

 

الدور الفعال والمكثف لعمل الاستخبارات، التي تظهر كجهة مقاتلة، أو مشاركة في القتال، يشير إلى السيناريوهين الثاني والثالث.

 

وفي ضوء إقامة مثل هذا التفريق، يمكننا الحديث عن مزعم أساسي تعرضه هذه السطور، على النحو التالي: التغيير الجوهري المطلوب في عالم الاستخبارات للوصول لمرحلة (الحد الأقصى)، للحفاظ على أمن إسرائيل، يتطلب بذل كل الجهود الفعالة، وتكثيفها للوصول إلى نتيجة من مثل هذا النوع.

 

بكلمات أخرى، إذا لم يحصل في طبيعة الأدوار التقليدية التي تقوم بها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تغيير دراماتيكي وجوهري ذو قيمة كبرى، وما يشمل ذلك من جمع المعلومات وإجراء الأبحاث، عما كان عليه الوضع في الماضي، فإن الوصول لمرحلة (الحد الأقصى) لن يكون متوفرا في ضوء تعاظم التهديدات على إسرائيل، واختلاف أساليبها.

0
التعليقات (0)