نشرت صحيفة "
ديلي تلغراف" تقريرا أشارت فيه
لنجاح شركات التكنولوجيا الموجودة في وادي السيلكون، وتحديدا "فيسبوك"
و"تويتر" بمنع التلاعب بنتائج الانتخابات النصفية الأمريكية.
وقال التقرير إنه في الوقت الذي تسمّر فيه الأمريكيون أمام أجهزة التلفاز ونشطوا على "تويتر" وغيره من
مواقع التواصل الاجتماعي، لمتابعة الانتخابات النصفية، كانت
شركات التكنولوجيا مهتمة بمسألة أخرى وهي: هل نجحوا في وقف محاولات التلاعب في التصويت
أم لا؟
وشبه "مارك زوكربرج" الرئيس التنفيذي لشركة "فيسبوك" في
أيلول/ سبتمبر الماضي، مراقبة الموقع لمنع التلاعب بنتائج الانتخابات شبهه
بـ"سباق تسلح".
وقال: "سوف يتطلب الأمر مشاركة جهود القطاعين الخاص والعام في الولايات
المتحدة لحماية الديمقراطية الأمريكية من التدخل الخارجي".
وأوضحت الصحيفة بأنه ليس بالأمر المبهر والغريب أن تكون التحديثات الأخيرة التي
قامت بها مواقع التواصل الاجتماعي قد غطت كل الثغرات، وقامت بتوضيح أي المنصات هي
التي تنشر أخبار حقيقة.
وتساءلت الصحيفة عن المدى الذي وصلت إليه مواقع التواصل في سعيها للقضاء على الأخبار
المزيفة والتلاعب عبر توجيه الناخبين للتصويت لجهة ما أو عدم التصويت مطلقا؟ ولقد كان
ذلك الموضوع للنقاش.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم تغيير الكثير في شبكات التواصل الاجتماعي منذ عام
2017 - وليس أقلها مواقفهم، وعندما سئل "زوكربيرج" في تشرين الثاني/ نوفمبر
2016 ما إذا كانت الأخبار المزورة على برنامجه قد أثرت على نتيجة التصويت، رفض الفكرة
وعدها "مجنونة" وقد قال أيضا: "الناخبون يتخذون القرارات بناء على
تجربتهم المعيشية".
ولكن بقدر ما حاول "زوكربيرج" إقناع الناخبين بأن فيسبوك لم يؤد أي دور في الانتخابات، فإنه لم يكن يقنع أي شخص، فوفقا للمحقق الخاص "روبرت مولر"
في وقت سابق من هذا العام فقد تم توجيه اتهامات ضد 13 مواطنا روسيا، بالتلاعب
بالنتائج عبر نشر أخبار زائفة.
ونقلت الصحيفة عن باحثين في جامعة "ميشيغان" قولهم بأن مواقع
التواصل الاجتماعي نجحت هذه المرة بمنع التلاعب بالانتخابات النصفية، وذلك عبر خفض
المعلومات المضللة؛ وذلك بحذفها وتشديد الرقابة عليها أكثر.
وأشار الباحثون إلى أن موقع "تويتر" استطاع عبر آلية تقنية
مراقبة عدد التغريدات التي يتم تغريدها من قبل "روبوتات" إلكترونية، مما
ساهم بتراجعها، وقام أيضا بحذف أكثر من 10 آلاف حساب كانت تطلب من الناخبين عدم
الإدلاء بصوتهم في الانتخابات النصفية.
من جهته قال خبير تكنولوجيا المعلومات الذي يعمل في شركات وادي السيليكون
حسين العمري، إن "الوضع العام في مواقع التواصل الاجتماعي فيما يخص مراقبة
الأخبار الزائفة هذه المرة، أفضل بكثير بحسب حديث الشركات".
وتابع في حديث لـ"
عربي21": "الذي ساعد الشركات بنجاحها في
منع الأخبار الزائفة هذه المرة، هو زرعها لبرامج تكشف المعلومات المضللة، نعم ما
زال البعض يستخدم هذه المواقع للتأثير بالانتخابات، ولكن ليست بطريقة خبيثة، بل عبر
الدعاية الانتخابية المشروعة والمهنية".
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول: "يبدو أن هذه الجهود تؤتي ثمارها، حيث
صدر بيان مشترك من وزارة الأمن الداخلي والمدعي العام ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي،
أشاروا فيه إلى أنه لم يكن هناك "أي مؤشر
على وجود تأثيرات سلبية لمواقع التواصل الاجتماعي في بلدنا، التي من شأنها أن تمنع
التصويت أو تغيير الأصوات أو تعطيل القدرة على تسجيل الأصوات" في المدى
البعيد.