هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت تغريدة لنائب الرئيس المصري السابق، محمد البرادعي، ردود أفعال متباينة في أوساط المعارضة المصرية.
وطالب في تغريدة عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بتوحيد المعارضة المصرية، وهي الدعوة التي استجاب لها البعض ورفضها الآخر وقلل من شأنها آخرون.
— Mohamed ElBaradei (@ElBaradei) 5 نوفمبر 2018
وعلى الفور أعلن السياسي المعارض والمقيم بتركيا أيمن نور، قبوله مبادرة البرادعي، وكتب عبر "تويتر": "لإنقاذ مصر من مستنقع الاستبداد، الاختلاف الآن ترف، التعالي ترف"، مضيفا: "أنتظر من الجميع خطوة عملية".
وأيدها الخبير بالقانون الدولي محمود رفعت، موجها حديثه لنور، والبرادعي، قائلا: أنتما القادران على إنقاذ مصر، وهذا ليس انتقاص لأي تيار خاصة الإسلامي، مقترحا تشكيل حكومة ظل، قد تتحول لحكومة منفى.
— Mahmoud Refaat (@DrMahmoudRefaat) 4 نوفمبر 2018
وقال وزير العدل الأسبق المستشار أحمد سليمان، ردا على البرادعي: "ليس بمصر الآن أحزاب حقيقية، ولا مجال للسياسة بعدما صادروها، وليس هناك معارضة حقيقية، فكيف تتوحد المعارضة وهي غير موجودة؟".
تناقضات
سليمان، تساءل بحديثه لـ"عربي21": "كيف يتوحد الذين تآمروا على التجربة الديمقراطية واستعانوا بالقوات المسلحة وساعدوها بالعودة للحكم، وضحوا بالديمقراطية والحرية ومستقبل مصر لمجرد بغضهم للإخوان المسلمين؟"، ليجيب بقوله: "أليس البرادعي وجبهة الإنقاذ وتمرد هم من تآمروا على الرئيس المنتخب (محمد مرسي)، وأعادوا العسكر للسياسة؟".
وتابع متسائلا: "هل يعقل أن من تآمر لعودة العسكر للحكم وهم يعرفون تاريخهم والويلات التي جرَوها عليها ستين عاما؛ يقف ضدهم اليوم لإقصائهم؟"، مؤكدا أن "يكون انضمامهم لصفوف المجاهدين وبالا عليهم".
وفي رؤيته يرى السياسي المصري حسن حسين، أن "الدعوات المطالبة بوحدة (المعارضة) ينقصها التدقيق، فالمعارضة المصرية ليست (كتلة) واحدة، بل بينها تناقضات تماثل تناقضاتها مع النظام الحاكم".
وقال لـ"عربي21": "مثلا لا يمكن قبول جماعة (الإخوان المسلمين) بنسيج الحركة الوطنية، وكذلك هناك بعض القوى الليبرالية التي تعارض النظام ليس تناقضا معه، بل للحصول على جزء من الغنيمة، فهم من نفس الخندق العدواني على الأمة، وإن اختلفت المنابع، لكن يوحدهما هدف إقصاء الشعب ونهب ثرواته واغتصاب حرياته".
"السذاجة السياسية"
ويعتقد القيادي بحركة كفاية، أن "الحركة الوطنية لابد أن تتفق بحدها الأدنىَ على التخلص من الخيار الرأسمالي، بالمجالين السياسي والاقتصادي، وإعلاء مصالح الوطن والأمة، والتأكيد على الثوابت الوطنية"، مضيفا أنه "لا يمكن توحد أطياف المعارضة إلا على أسس موضوعية، بغير ذلك نعود للمربع صفر، الذي أوصلتنا إليه السذاجة السياسية في 11 فبراير 2011".
الكاتب الصحفي، ختم حديثه برسالة للبرادعي، قائلا: "لا يمكن أن يدعو للوحدة إلا من لديه موطأ قدم ومصداقية بين القوى الوطنية المتواجدة على أرض الوطن"، مضيفا: "وكلمة بأذن السيد البرادعي: الوحدة الوطنية لا تصنعها تغريدات".
ويعتقد البرلماني السابق والمقرب من (الإخوان المسلمين) طارق مرسي، "أن الجماعة أحرص على تجميع القوى وتوحيد المعارضة ويتلقون أي دعوة بهذا الاتجاه بالقبول والاحتفاء، وسيكونون بمقدمة الصفوف تلبية ومشاركة ودعما".
وأضاف لـ"عربي21": "لكنني أرى الأمر أكبر من تغريدة بمضمون جيد؛ إذ يتوجب على الجميع أن يخطو خطوات جادة بآليات محددة لتنفيذ ذلك، أما البرادعي فهو مُطَالب بإثبات جدية هذه الدعوى بالتحول من النصح للفعل، والنزول لميدان المواجهة بدلا من الاكتفاء بتغريدات متباعدة".
وطالب مرسي، البرادعي، بتفسير قوله بتغريدته (توحيد أحزاب المعارضة الحقيقية)، متسائلا: "ماذا يعني بذلك؟ إذ لا أتصور أن رجل بحجم البرادعي يستهدف التغيير بمصر عبر انتخابات ومشاركة سياسية، خاصة مع قتل العسكر لأي ممارسة"، مؤكدا أن "الاختبار الحقيقي يظل هو الخطوات العملية للبرادعي وغيره والرؤية والمطالب التي يتبناها".
"نيران الغضب"
وقالت الناشطة السياسية منى إبراهيم، إن "تغريدات البرادعي مجرد تعبير عن آرائه وتفاعله مع الأحداث ليس إلا، ويجب أن نؤمن أن مصر لن تتحرر من مواقع التواصل الاجتماعي، ولن تشتعل الثورات بتغريدات، فقد سئمنا من الشرارات التي تنطفئ فور اشتعالها دون نيران الغضب".
وأكدت لـ"عربي21"، أنه "من حق البرادعي أن يعبر عن غضبه مما يحدث بمصر، ولكن بأرض الواقع ليس لهذا أي تأثير سواء تفاعل معه أيمن نور، أو غيره؛ فكلاهما بالنسبة للمواطن العادي فقدوا مصداقيتهم وتشكك البعض بقدراتهم على إحداث حراك يخلصهم من النظام".
وترى الكاتبة المعارضة، أن "من يستطيع فعل شيء فليتوقف عن كتابة التغريدات وليتصدر المشهد بفاعلية ويعرض خطة أو مبادرة لإنقاذ مصر وشعبها"، مبينة "لهذا فلا يجب تسليط الضوء على تغريدات البرادعي، وإعطائها حجما أكبر، لأن هذا يعطي أمل التعلق بأي خيط رفيع للنجاة لكثيرين ممن وصلوا لمرحلة اليأس".
وفي رده قال أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين: "يؤسفني إصرار البرادعي، على الدوران بدائرة مفرغة على حساب شعب يريد الحياة، ويسعى ليكون السيد عملا وليس قولا وكتابة بالدساتير".
القيادي الذي رفض ذكر اسمه لـ"عربي21"، أعلن تعجبه من أن البرادعي "يردد هذا الكلام كل بضعة شهور؛ ولكن ماضيه بأول تجربة ديمقراطية حدثت بتاريخ مصر يقول عكس ذلك، فلقد كان من البارزين بالانقضاض عليها وباعترافاته هو بأنه جاب العالم ليقنعهم بضرورة إسقاط الرئيس المنتخب من الشعب نفسه! ثم يأتي الآن ليطرح مبادرة توحيد المعارضة؟".
وتساءل بقوله: "هل يسعى لتوحيد المعارضة لأجل الشعب، أم نفسه، وهل يوجد بتاريخه تضحية لأجل الشعب؟"، مضيفا: "البرادعي لم يحترم إرادة الشعب ولا أصول وآليات العملية الديمقراطية، ويمارس السياسة بأوقات الفراغ؛ ومن هنا أقول إنه لن تجتمع المعارضة طالما هناك مخالفات للمبادىء وكره لفصيل هو الأكبر (الإخوان المسلمين)".