هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
انطلق، اليوم الخميس، في مصر، مارثون انتخابات الاتحادات الطلابية بجميع الجامعات، وتستمر حتى الخامس عشر من الشهر الجاري، وفق إجراءات أمنية مشددة، وشكوك طلابية حول نزاهة تلك الانتخابات التي يغيب عنها آلاف الطلاب في السجون.
وفي آب/ أغسطس 2017، اعتمد المجلس الأعلى للجامعات اللائحة الطلابية، التي رفضها قطاع واسع من الطلاب؛ بسبب هيمنة الأجهزة الأمنية عليها، ومحاولة خلق اتحادات موالية للنظام، وثني الاتحادات الطلابية عن مهامها الرئيسية في العمل الطلابي.
وفي 2016 ألغت وزارة التعليم العالي نتائج انتخابات اتحادات الطلاب التي انبثق عنها اتحادات وشخصيات ضد النظام خوفا من وجود حراك طلابي داخل الجامعات كالذي شهدته في أعقاب انقلاب تموز/ يوليو 2013 واستمر حتى 2016 قبل أن يقتحم الأمن الجامعات المصرية ويحاصرها ويعتقل مئات الطلاب، ويزج بهم في السجون.
مسرحية هزلية
وشكك نائب رئيس اتحاد طلاب مصر السابق، أحمد البقري، في إجراء انتخابات حرة ونزيهة في ظل اللائحة الطلابية المرفوضة من كثيرين.
وقال البقري لـ"عربي21" إن "المجال العام حاليا أشد انغلاقًا مما كان قبل ثورة يناير، والنظام العسكري الحالي حول ساحات الجامعات إلى ما يشبه معسكرات الأمن؛ قتلوا مئات واعتقلوا آلاف الطلبة، بالإضافة إلى الفصل التعسفي والمحاكمات العسكرية، وعشرات القوانين المستبدة المكبلة لأي نشاط طلابي، وبالتالي لا داعي للحديث عن مسرحية تسمى انتخابات".
ورأى نائب رئيس اتحاد طلاب مصر السابق، أن غياب دور الطلاب في الفترة الحالية لا يعني عدم وجوده، قائلا: "الحركات الطلابية منذ زمن بعيد ارتبطت بواقع الحياة السياسية والاجتماعية في مصر، ومرت بتجارب عدة خلال الأعوام الدراسية التي أعقبت الثورة وتفاوتت في قوتها وتأثيرها حسب الواقع السياسي، ومن تولى سدة الحكم في مصر".
وأشار إلى أن مصر "تعيش الآن مرحلة غير مسبوقة من القمع والاستبداد؛ لذلك فإنه لم يعد للانتخابات أي تأثير في ظل سطوة الأمن على الجامعات واستبدال التعيين بالانتخاب مع استبعاد كل من يخالف هوى السلطة".
وبشأن تأثير القبضة الأمنية على الجامعات واتحاداتها الطلابية، أكد البقري أنه "رغم القمع الأمني الذي مارسه نظام السيسي تجاه الطلاب على مدار الأعوام الماضية، فإنه لم يحصل على أي دعم طلابي وكانت الانتخابات الرئاسية الأولى والثانية خير دليل حينما قاطعها الشباب وفي القلب منهم طلاب مصر".
وتابع: "وفي العام الدراسي 2016/2015، فإنه رغم الإشراف الأمني والشروط التعجيزية لخوض الانتخابات الطلابية فقد نجح طلاب معارضون في الفوز بتلك الانتخابات ما دفع النظام لإلغاء النتيجة".
محاكاة الانتخابات
وقلل أمين اتحاد طلاب جامعة الأزهر السابق، حازم رضا، من أهمية تلك الانتخابات التي تجرى وسط غياب قوانين مكبلة، وإرهاب أمني، وغياب للحريات، قائلا: "ما نراه اليوم هو عودة لما قبل 25 يناير في أعتى صوره القمعية على الإطلاق".
وأضاف لـ"عربي21": "حظيت الانتخابات الطلابية باهتمام كبير في الفترة الماضية، وكانت تجرى في عهد مبارك تحت رقابة الأمن ولكنها لم تفقد في يوم من الأيام أهميتها ودورها كما هو الحال اليوم في كل الانتخابات الطلابية".
واستدرك: "والسؤال الأهم الآن هو: كيف ستتم الانتخابات والطلاب داخل السجون؟ وإن كانت الحكومة تزعم أن الانتخابات الطلابية حرة فلماذا الطلاب بالسجون ومفصولون وملاحقون ومطاردون؟ وكيف ستتم انتخابات الطلاب وجامعة عريقة كجامعة الأزهر التي قوامها أكثر من 400 ألف طالب ليست ضمن الانتخابات، وممنوع على طلابها هذا الحق، وهي أكبر جامعة في مصر؟".
وأردف: "ما يحدث ليس انتخابات إنما "يبدو أن النظام يريد عمل محاكاة ليس إلا لاتحاد صوري، لا يستطيع فعل أي شيء في ما يخص الملفات الطلابية الهامة".