صحافة إسرائيلية

خبير إسرائيلي: جيشنا يواصل ابتلاع الضفادع لتجنب مواجهة غزة

أوضح خبير إسرائيلي أن "الجيش يتلقى المزيد من الانتقادات الإسرائيلية الداخلية"- جيتي
أوضح خبير إسرائيلي أن "الجيش يتلقى المزيد من الانتقادات الإسرائيلية الداخلية"- جيتي

قال الكاتب الإسرائيلي بصحيفة معاريف، جاكي خوجي، إنه "في الوقت الذي يسعى فيه رئيس السلطة الفلسطينية لتخريب جهود التهدئة بين حماس وإسرائيل، فإن الأخيرة تبذل كل قوتها لإنقاذ هذه الجهود من الوصول لطريق مسدود نهائي، خشية توجيه ضربة مميتة إليها، بعد أن نجحت كل الأطراف بعدم الوصول للحظة الانفجار، بالعثور على مخرج جديد تمثل بإدخال الوقود القطري لقطاع غزة".


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "إسرائيل بهذه الخطوة قامت بتنفيذ الجزء الأهم من متطلبات الفلسطينيين، ويبقى أمام حماس تحقيق نصيبها المتمثل في وقف المظاهرات، وهنا مربط الفرس، لأن ذلك تكرر في مرات سابقة آخرها في أغسطس الماضي، حيث وصلت إلى طريق مسدود بفعل تهديد أبي مازن بإفشالها بقوله علانية: "على جثتي" أن تتحقق هذه التهدئة".


وأوضح أن "مسألة إدخال الوقود القطري لغزة يعني أننا ندور في ذات الحلقة المفرغة بين كل الأطراف: حماس والسلطة الفلسطينية وإسرائيل ومصر وقطر والأمم المتحدة، وهكذا يتحول أبو مازن الصديق الأمني لإسرائيل إلى الرجل السيئ، فيما حماس عدوتنا اللدودة تحولت إلى الطرف الأكثر تضررا، ومع ذلك أجرت معها إسرائيل مباحثات غير مباشرة لإطفاء الحريق المشتعل على جانبي الحدود مع غزة".


وأشار إلى أن "إسرائيل التي تشعر بأن ظهرها بات للحائط بإمكانها أن تمنح غزة أسباب الحياة، لأنها في النهاية لن تدفع شيئا من جيبها، فالتمويل أجنبي، قطري أو أممي، وسيدخل لموازنة الاقتصاد الإسرائيلي، والمقابل المتوقع هو تحقيق تهدئة حيوية على جانبي الحدود مع غزة".


وختم بالقول إنه "يمكن لإسرائيل توجيه الكثير من الانتقادات والاتهامات لقطر بدعم حماس، وإيوائها في الدوحة، لكنها الدولة العربية الوحيدة المستعدة لدفع الشيكات المالية، فيما يواصل أبو مازن مع بعض العواصم فرض حصاره على غزة".

 

اقرأ أيضا: تركيا تصف الهجوم الإسرائيلي على غزة بـ"الشنيع"


الخبير العسكري بصحيفة إسرائيل اليوم يوآف ليمور، قال إن "غزة تواصل السخونة مع احتمال كبير للتدهور الأمني، وسيكون للعصبية الإسرائيلية في المستقبل القريب دور كبير في توجيه دفة القرار بأي اتجاه، خاصة مع اقتراب موسم الانتخابات المبكرة، رغم أن ذلك سيكون له تبعات أكثر خطورة".

 

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "غزة بعد أسابيع من الهدوء النسبي تعاود التوتر من جديد، ويتزايد احتمال التصعيد، حيث ما زال عشرات الآلاف من الفلسطينيين يواصلون المجيء للجدار الحدودي بغرض الاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي، وبين اعتبار الفلسطينيين لمسيراتهم هذه مظاهرات شعبية قانونية شرعية، فإن الجيش يصفها بالأعمال المعادية، ويواصل الجانبان الحياة على جانبي الحدود".


وأوضح أن "الجيش يتلقى المزيد من الانتقادات الإسرائيلية الداخلية بسبب ما يقال إنه تعامله الناعم باتجاه المتظاهرين الفلسطينيين، بعض هذه الانتقادات ذات طابع حزبي داخلي للمزاودات الانتخابية، وبعضها الآخر من مستوطني غلاف غزة، لكن الأهم اليوم أنه لم يعد ممكنا الاستمرار في الحياة بهذه الطريقة، بحيث لا يعرف أحد ما هو الوضع المتوقع في اليوم التالي".


ونوه إلى أنه "مع ذلك، فإنه محظور الخطأ في التقديرات، لأن معطيات النصف السنة الحالية منذ اندلاع موجة المظاهرات الفلسطينية في نهاية مارس الماضي قتل إسرائيلي واحد فقط، وفي الجانب الفلسطيني قتل أكثر من مائتين وأصيب الآلاف، وهكذا يواصل الجيش منع الفلسطينيين من المخاطرة بحياة الجنود دون الاستدراج لحالة من التصعيد العسكري".


وختم بالقول إن "إسرائيل ستواصل ابتلاع المزيد من الضفادع، رغم أنه ليس لطيفا رؤية الحرائق وانتشار روائح الدخان، وملاحقة الفلسطينيين كل يوم جمعة على طول الجدار، لكن هذا الواقع قد يكون أقل كلفة".

التعليقات (0)