سياسة عربية

إسرائيل: المغرب يُدرّس "المحرقة".. والرباط ترفض التعليق

يحرص العاهل المغربي، على إعادة الاعتبار للتراث اليهودي بالمملكة - ماب
يحرص العاهل المغربي، على إعادة الاعتبار للتراث اليهودي بالمملكة - ماب

رفضت وزارة التربية الوطنية المغربية التعليق على خبر تداولته وسائل إعلام إسرائيلية حول قرار المغرب "دمج التعليم حول الهولوكوست في المناهج الدراسية للبلاد".


وقال موقع "breakingisraelnews" الإسرائيلي، في تقرير ترجمت "عربي21" بعض فقراته، إن مسؤولين إسرائيليين أشادوا بالعاهل المغربي، الملك محمد السادس، بعد "قراره دمج التعليم حول الهولوكوست في المناهج الدراسية لبلده"، زاعما أن وزير التعليم المغربي، سعيد أمزازي، أعلن هذا القرار في اجتماع رفيع المستوى عقد في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي.


وكان العاهل المغربي أكد في رسالة وجهها إلى المشاركين في المائدة المستديرة رفيعة المستوى حول "قدرة التربية على التحصين من العنصرية والميز: معاداة السامية نموذجا" التي نظمت على هامش أشغال الدورة الـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في أيلول/ سبتمبر الماضي، أنه "لابد للتعليم الجيد الذي ننشده، أن يعلم أبناؤنا التاريخ برواياته المتعددة، من خلال استعراض اللحظات المشرقة في ماضي البشرية، لكن دون إغفال صفحاته الأكثر قتامة".

وزعم الموقع الإسرائيلي أن العاهل المغربي قال إن معاداة السامية "هي متناقضة مع حرية التعبير"، موضحا أنها "تظهر نفي الآخر، وعدم القدرة على التعايش".

وأضاف الملك أن خطابات الكراهية وازدياد انتشارها، "تمهد الأرضية لانتشار التطرف العنيف وتفشي انعدام الأمن". 

 

اقرأ أيضاإسرائيل توجه دعوة لملك المغرب لزيارتها "من أجل السلام"

وأكد الملك، وفق ذات المصدر، أن محاربة خطابات الكراهية لن يتأتى "باللامبالاة"، مضيفا: "لا تخاض [المعركة] بالجيش ولا المال، بل تعتمد في المقام الأول على التعليم والثقافة". 

وتابع: "هذه المعركة لها اسم: التعليم. ومن مصلحة أطفالنا أن نفوز بها، لأنهم سيكونون المستفيدين وسفراءنا في المستقبل" وفق المصدر الإسرائيلي.

وأثنى على القرار، الوزير المساعد المكلف بالدبلوماسية العمومية والعضو في الكنيست الإسرائيلي، مايكل أورن.

وقال أورن في تغريدة على حسابه بـ"تويتر": "أرسل الملك المغربي محمد الخامس رسالة أخلاقية عميقة إلى العالم". مضيفا: "معاداة السامية وإنكار الهولوكوست آخذة في التصاعد في الغرب".


وتابع: "يقوم زعيم بلد عربي فخور بإدخال تعليم المحرقة في المدارس المغربية بهدف مكافحة معاداة السامية. هناك بالفعل أمل".

 

بدورها، رحبت مديرة اليونسكو اليهودية ذات الأصول المغربية، أودري أزولاي، بالخطوة، وقالت في تغريدة لها: "لمعالجة معاداة السامية، يجب الدفاع عن الكرامة المتساوية لجميع البشر". وتابعت: "التعليم هو أفضل وسيلة لمنع جميع أشكال التمييز".

وأودري هي ابنة مستشار العاهل المغربي، أندريه أزولاي.

اقرأ أيضاتعرف على "أودراي أزولاي" الفائزة برئاسة منظمة اليونسكو

وكالة الأنباء الفرنسية أوضحت أن العاهل المغربي: "لم يأمر نهائيا في تلك الرسالة بتدريس الهولوكوست في المقررات الدراسية المغربية"، معتبرة الأمر "سوء فهم".

ورفضت مصلحة التواصل بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني التعليق على الخبر، فيما حاولت "عربي21" الاتصال بوزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي المغربي، سعيد أمزازي، إلا أن هاتفه ظل يرن دون إجابة، وأرسلنا رسالة نصية لكن لم نتلق أي رد.

موقع "لوديسك" المغربي، قال في تقرير له إنه في وقت مبكر من عام 2018، نص ميثاق العلماء بالمغرب على "مراجعة المحتوى الديني للكتب المدرسية". مضيفا أنه "حتى الآن، هذه المراجعة المتعلقة بتدريس الإسلام لا تمتد إلى تاريخ اليهود في المغرب، ناهيك عن إبادة يهود أوروبا من قبل ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية".

 

اقرأ أيضاجدل في المغرب بخصوص مراجعة مناهج تدريس التربية الإسلامية

وأوضح المصدر ذاته، نقلا عن صحيفة "هآرتس" العبرية، أنه في عام 2017 وافق المغرب على "اقتراح للعمل مع متحف ذكرى الهولوكوست بالولايات المتحدة للتوعية بالمحرقة ومكافحة التعصب".

وزعمت الصحيفة الإسرائيلية، أن الأمير مولاي رشيد (شقيق العاهل المغربي) التقى في الرباط بمديرة المتحف، سارة بلومفيلد، وقبل اقتراحها "بالعمل معا للتعلم من الماضي لمعالجة مشاكل الحاضر وبناء مستقبل أفضل"، وفق بيان للمتحف.

وفي 12 أيلول/ سبتمبر الماضي، وجه العاهل المغربي الملك محمد السادس، رسالة إلى المشاركين في الدورة الثانية للمؤتمر الدولي لحوار الثقافات والأديان الذي عقد بمدينة فاس المغربية حول موضوع "سؤال الغيرية"، أكد خلالها أنه "لا يوجد أي فرق في المغرب بين المواطنين المسلمين واليهود"، لافتا إلى أنهم يشاركون بعضهم بعضا في الاحتفال بالأعياد الدينية.

وأكد الملك أن المجتمع المغربي "أبان عبر التاريخ، عن حس عال من التفاهم المشترك وقبول الآخر، في التزام ثابت، بضرورة الحفاظ على الذاكرة المشتركة للتعايش والتساكن بين أتباع الديانات الثلاث، خاصة خلال الحقبة الأندلسية".

وشدد العاهل المغربي على أن تعايش الثقافات يرتبط ارتباطا وثيقا بثقافة الحوار، "فحوار الثقافات يقتضي أن تتفاهم الشعوب في ما بينها، عبر إقامة حوار صادق ودائم، وهو ما يطبع التجربة المغربية، حيث تجسد التعايش بين الثقافات من خلال وحدة المغرب، التي تشكلت بانصهار مكوناته العربية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الأفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية"، وفق تعبيره.

اقرأ أيضا: ملك المغرب: لا فرق بين مسلم ويهودي ببلدنا.. وسنظل معتدلين

ويحرص العاهل المغربي، على إعادة الاعتبار للتراث اليهودي بالمملكة، حيث دعا للاعتناء بالمقابر والبيع والأحياء التاريخية اليهودية في ربوع البلاد. 

التعليقات (0)