سياسة عربية

استعدادات في غزة لإطلاق "جمعة الثبات" والاحتلال يتأهب

الاحتلال أعلن حالة التأهب القصوى على طول الخط العازل مع قطاع غزة- جيتي
الاحتلال أعلن حالة التأهب القصوى على طول الخط العازل مع قطاع غزة- جيتي

يستعد الفلسطينيون في غزة لإطلاق "جمعة الثبات" ضمن مسيرات العودة التي تواصل فعالياتها  في قطاع غزة للجمعة الثامنة والعشرين على التوالي، في ظل رفع الاحتلال لحالة "التأهب القصوى" .

 

وأطلقت الهيئة الوطنية العليا لمخيمات مسيرة العودة وكسر الحصار، على اليوم "جمعة الثبات والصمود"، موضحة أن هذا اليوم "يحمل للعالم رسالة صمود وثبات شعبنا، على مواصلة ثورته حتى تحقيق أهدافها التي انطلقت من أجلها".


وأكدت في بيان لها وصل "عربي21" نسخة عنه، على "استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار"، مشددة في ذات الوقت على "سلمية وشعبية المسيرات وأدواتها وإبداعاتها بكل أشكالها".

 

وأشادت الهيئة، بعمل بـ"المشاركين في وحدة الإرباك والإزعاج الليلي للعدو ومستوطنيه وكل الوحدات العاملة في الميدان بأدواتها المختلفة وهي: وحدة الكوشوك، والطائرات الورقية والبالونات الحارقة، ووحدات قص السلك، ووحدات إطفاء الغاز المسيل للدموع".

ولفتت إلى أن المشاركة الواسعة في فعاليات مسيرات العودة، هي دليل على أن "شعبنا ما زال لديه من المخزون الثوري ما يمكنه من الاستمرار في الدفاع عن حقوقه الثابتة، ومواصلة مسيرات العودة".

وأضافت: "الشباب الثائر في مسيرات العودة والذي حمل مشاعل الحرية في انتفاضة الأقصى، ها هو يواصل انتفاضته المجيدة ويبدع في المقاومة الشعبية وأدواتها المختلفة، بما أرعب الاحتلال وأثلم قوة ردعه".

ودعت الهيئة جماهير الشعب الفلسطيني للمشاركة "دون توقف أو تردد" في فعاليات اليوم، عقب صلاة العصر في جميع مخيمات العودة المنتشرة بالقرب من الخط العازل شرق قطاع غزة.

تصاعد الفعاليات

بدروه، شدد عضو الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة ماهر مزهر، على أن "مسيرات العودة لن تتراجع ولن تتوقف حتى كسر الحصار وتحقيق العودة إلى الديار التي شردنا منها وتقرير المصير".

وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21": "سنقتحم الحواجز وفي مقدمتها موقع زكيم البحري (شمال القطاع)، أو ما يسمى بحاجز معبر بيت حانون (إيرز)"، لافتا أن المشاركين في مسيرات العودة وعبر الوحدات المختلفة "يبتدعون أشكالا جديدة في الميدان لمواجهة الاحتلال".

وأكد مزهر، أن "وحدة الإرباك الليلي، باتت تشكل هاجسا للمستوطنين ولقناصة وجنود العدو"، مضيفا: "سنستمر في تطوير كل فعاليات مسيرة العودة من أجل رفع كلفة الاحتلال وتقليل خسائرنا".

 

اقرأ أيضا: 93 إصابة باعتداء الاحتلال على مسيرة بحرية بغزة (شاهد)

وكشف أن الهيئة الوطنية، تعمل على "تنظيم فعالية ضخمة الأسبوع القادم مقابل موقع زكيم، تأكيدا على أن شعبنا لن يسمح بتطبيق الصفقة المشؤومة (صفقة القرن) ولا باستمرار هذا الحصار الظالم".

وذكر أن "الهيئة ومعها شعبنا الفلسطيني حسمت خياراتها، وهذا الحصار سيكسر شاء من شاء وأبى من أبى، ومهما كلف ذلك من ثمن"، لافتا إلى أن "الهيئة ستكون وفية لدماء الشهداء التي نزفت في الميدان ولن نخذلها، كما أننا لن نخذل آهات أطفالنا وأمهاتنا الذي يكتوون بنار الحصار".

وتابع: "نقول لمن يلوح بفرض المزيد من الإجراءات الظالمة بحق شعبنا، غزة لن تركع ولن ترفع الراية البيضاء وستواجه العدوان بكل قوة"، مضيفا: "يجب أن نكون على ثقة، أن النصر قاب قوسين أو أدنى".

ونوه عضو الهيئة، أن مسيرات العودة "ستكون أمام تصعيد في كافة الوحدات وبكافة الأشكال، إضافة للاشتباك مع قوات الاحتلال، مع الحفاظ على سلمية وشعبية هذه الفعاليات باتجاه فضح كافة أشكال القمع والقتل التي يمارسها العدو المجرم بحق أطفالنا ومختلف أبناء شعبنا".

حالة تأهب قصوى

وتشهد المناطق الشرقية لقطاع غزة القريبة من السياج الفاصل، مواجهات ليلية يوميه مع قوات الاحتلال تشرف عليها وحدة "الإرباك الليلي" التابعة للهيئة الوطنية، إضافة للمسير البحري الأسبوعي شمال غرب قطاع غزة.

وحول استعدادات قوات الاحتلال لمواجهة مسيرات العودة الشعبية، عقد وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان مساء الخميس، جلسة لتقييم الأوضاع الأمنية في القطاع، وأوعز إلى قادة الجيش بـ"الحفاظ على حالة تأهب قصوى تحسبا لأي سيناريو"، وفق ما أوردته قناة "مكان" الإسرائيلية.

وشارك في اللقاء كل من؛ رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي آيزنكوت ورئيس هيئة الاستخبارات ومنسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق والعديد من كبار القادة العسكريين وجهاز "الشاباك"، وفق القناة.

وفي إطار تعزيز قوات الاحتلال، أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أنه "تم الدفع بقوات عسكرية ضخمة إضافية نحو الحدود مع قطاع غزة ونشر منصات إضافية من "القبة الحديدية" خشية تدهور الأوضاع الأمنية في القطاع، مع تصعيد الأوضاع خلال المظاهرات المتوقعة عند السياج الأمني الجمعة".

 

اقرأ أيضا: نصف عام على انطلاق مسيرات العودة.. أين أخفقت وأين نجحت؟

ولفت المتحدث،إلى  أنه تم "نقل قوات مدرعة وقناصين ومقاتلين بهدف التصدي لمحاولات خرق السياج الأمني والدخول إلى إسرائيل".

وأدى القمع الدموي من قبل قوات الاحتلال للمشاركين في مسيرات العودة بغزة إلى ارتفاع عدد الشهداء لأكثر من 195 شهيدا، والجرحى لأكثر من 21 ألفا، وفق إحصائية وصلت "عربي21" نسخة عنها، صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.

وانطلقت مسيرات العودة في قطاع غزة يوم 30 آذار/ مارس الماضي، تزامنا مع ذكرى "يوم الأرض"، وتم إقامة خمسة مخيمات مؤقتة على مقربة من الخط العازل الذي يفصل قطاع غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة.

التعليقات (0)