هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحسرت صحيفة "واشنطن بوست" في مقالها الافتتاحي على غياب صوت أمريكا في العالم، مشيرة إلى غلاف تقرير وزارة الخارجية الأمريكية المتعلق بالعنف الذي مارسته حكومة ميانمار ضد الروهينغا، الذي قالت إنه يقدم "توثيقا".
وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن هذا التقرير يحتوي على توثيق واسع، من خلال تجربة 1024 لاجئا مسلما إلى بنغلاديش، بالإضافة إلى صور فضائية، التي قدمت صورا عن الهجمات الوحشية التي تعرضوا لها العام الماضي على يد قوات الأمن في ميانمار المعروفة أيضا ببورما.
وتورد الصحيفة نقلا عن التقرير، قوله إن "هناك حملة متطرفة، وعلى قاعدة واسعة، وتبدو موجهة نحو إرعاب السكان وطرد الروهينغا"، مشيرة إلى أن "التقرير يتوقف وكأن الولايات المتحدة فقدت صوتها".
وتلفت الافتتاحية إلى أن "الجيش الميانماري مارس حملة أرض محروقة ضد الروهينغا المضطهدين في ولاية راكين في شمال البلاد، وهي حملة موثقة جدا، رغم منع الحكومة الصحافيين والمراقبين الدوليين من الدخول إلى مناطق راكين".
وتفيد الصحيفة بأن لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية كشفت أنه بعد مهاجمة عدد من المتشددين مراكز للشرطة والجيش، فإن جيش بورما قام بحملة قمع بدأت في 25 آب/ أغسطس 2017، وتم استهداف الروهينغا بشكل واضح كما جاء في تقرير وزارة الخارجية، وتم تدمير البيوت والممتلكات، و"قتل أعداد من الروهينغا وهم يفرون من قراهم".
وتقول الافتتاحية إن "هناك تعمدا في القتل، ففي حالة واحدة، استدعى قادة الجيش والشرطة المحليين 25 مسلما من القرى المجاورة، وأخبروهم بمغادرتها أو مواجهة القتل أو الحرق، وهرب حوالي 700 ألف من الروهينغا إلى بنغلاديش، حيث يعيشون الآن منسيين في المخيمات".
وتنوه الصحيفة إلى أن حكومة ميانمار، التي تديرها فعليا أنغ سان سوتشي، التي اعتبرت ذات مرة أيقونة في الكفاح ضد الحكم العسكري الديكتاتوري، فشلت في محاسبة قادة الجيش الذين شاركوا في الهجوم.
وتنقل الافتتاحية عن لجنة تقصي الحقائق، قولها إنه يجب "التحقيق ومحاكمة المسؤولين عن الجرائم أمام محكمة الجنايات الدولية بارتكاب جرائم إبادة ضد الإنسانية وجرائم حرب".
وتورد الصحيفة نقلا عن وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، قوله في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017: "من الواضح أن الوضع في شمال راكين يمثل تطهيرا عرقيا ضد الروهينغا"، فيما قال وزير الخارجية مايك بومبيو في 25 آب/ أغسطس، إن ما جرى هو "تطهير عرقي بغيض".
وتذكر الافتتاحية أن الأمم المتحدة فرضت عقوبات على بعض قادة الجيش والكيانات الأخرى؛ بسبب الدور الذي قاموا به في الهجمات، مشيرة إلى أن تقرير وزارة الخارجية هو فرصة ذهبية لقول الكثير ولعمل ما هو أكثر.
وتعلق الصحيفة قائلة إنه "على أقل احتمال كان على الخارجية تصنيف المذابح باعتبارها جرائم ضد الإنسانية، واستخدمت منظمة (أمنستي) و(هيومان رايتس ووتش) ولجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة، و(فورتيفي رايتس) المصطلح، وقالت إن هناك تحضيرات لارتكاب جرائم".
وتشير الافتتاحية إلى أن بعضهم ذهب أبعد، فقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية إدوارد أر رويز، الجمهوري عن ولاية كاليفورنيا: "من الواضح أن هذه المذابح تصل إلى درجة الإبادة"، فيما قال النائب الديمقراطي عن ولاية نيويورك إنها "بشكل واضح جريمة ضد الإنسانية ومن المحتمل أنها إبادة".
وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالقول إنه "من المؤسف أن الإدارة لم تستطع التحدث بنوع من الوضوح، وكان عليها اقتراح عملية محاسبة، وكان عليها ألا تخاف من قول الحقيقة عن المذبحة".
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا