صندي تايمز: من هو "المجهول" وراء مقال "نيويورك تايمز"؟

نشرت صحيفة "صندي تايمز" مقالا للكاتب توم هاردين، يقول فيه إن بوب وودورد وكارل برنستين يلاحقان الرئيس، مشيرا إلى أن واشنطن في حالة اضطراب، واحتمال محاكمة الرئيس وهو في منصبه يلوح في الأفق. 

ويقول هاردين إن "الرئيس المصاب بجنون العظمة يعذب مسؤولا (مجهولا)، هدد بالإطاحة به، فمنذ فضيحة (ووترغيت) التي مضى عليها 45 عاما، حيث مات (الحلق العميق/ المصدر الذي اعتمد عليه بوب وودورد في الكشف عن فضيحة ووترغيت)، وريتشارد نيكسون، حيث يمكن المغفرة للرئيس دونالد ترامب إن تساءل كيف عادت هذه الشخصية لتلاحقه، وكيف تحولت رئاسته لنسخة مقاربة من فيلم (كل رجال الرئيس)". 

ويشير الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "الرجلين اللذين لاحقا نيكسون، وأطاحا به قبل كتابة كتاب كان أساسا للفيلم، متقدمان في العمر، وبدلا من كونهما شخصين خارجين على المؤسسة، ويسبحان خارج التيار فهما في داخلها ولديهما الكثير من المصادر". 

ويلفت هاردين إلى أن "وودورد (75 عاما) أدى دوره الممثل المعروف روبرت ريدفورد في عام 1976، وهو كاتب سير الرؤساء، ويحظى باحترام وتقدير كبيرين، فيما يعمل رفيقه كارل برنستين(74 عاما)، الذي أدى دوره داستن هوفمان، معلقا في شبكة (سي أن أن)، التي يكرهها ترامب، ويعد من الناقدين الأشداء للرئيس، وفي الأسبوع الماضي أصدر وودورد كتابه الأخير، ويحكي فيه قصة البيت الأبيض في ظل ترامب، وأثار غضب الرئيس؛ لأنه صور البيت الأبيض في المدينة المجنونة يحاول فيها المسؤولون الكبار حماية البلد من خلال منعه وإزالة الأوراق المهمة من على مكتبه".

ويفيد الكاتب بأنه "تزامنا مع تسريبات كتاب الصحافي المعروف فإنه ظهر من الظلال مقال كتبه مسؤول (مجهول الهوية)، ونشرته صحيفة (نيويورك تايمز)، التي يكرهها ترامب أكثر من (سي أن أن)، وصف فيه الرئيس بـ(الطائش والمخاصم والتافه والعاجز)، ولا تنس أنه (متهور) و(متقلب)، والأخطر من هذا كله هي زعم الكاتب أنه جزء من (مقاومة) داخل البيت الأبيض، الذي يحاول العقلاء فيه، وهو واحد منهم، إحباط أجندة ترامب والسيطرة على ميوله السيئة، وهذا يتناسب مع كتاب وودورد الذي يفتتح بالقول: (انقلاب في داخل الإدارة)، حيث يقوم مستشار الرئيس السابق للشؤون الاقتصادية غاري كوهين، بإزالة أوراق من مكتب الرئيس لمنعه من الخروج من اتفاقية للتجارة مع كوريا الجنوبية، في وقت تصاعد فيه التوتر مع كوريا الشمالية".

ويعلق هاردين قائلا إن "من سوء حظ الذي يتآمرون ضد الرئيس فإن الكتاب والمقال يؤكدان مزاعمه بوجود (دولة عميقة)، تعمل على تقويض إرادة الناخب الذي انتخبه، وبالضرورة تقوية قاعدة الموالين له، من أن (الإعلام المزيف) و(مستنقع واشنطن) يعملان ضده".

وينوه الكاتب إلى أن "وودورد عانى من انتقاد الإعلام، وأنه في جيب ترامب؛ لأنه انتقد حساسية الإعلام ضد الرئيس والطريقة المتعجرفة في تغطية شؤون البيت الأبيض، وتكهن البعض بوجود خلاف مع برنستين، ويبدو أنه يحاول أن يلعب بالطريقة ذاتها التي قدم فيها مايكل وولف ترامب في كتابه (النار والغضب)".

ويذكر هاردين أن برنستين عبر عن دعمه لزميله القديم، فقال: "لدينا الآن رواية متماسكة لا شك فيها، وهي مثيرة للقشعريرة بهذه الطريقة: الرجال المقربون من رئيس الولايات المتحدة في بيته الأبيض وفي إدارته يقولون إن وظيفتهم هي حماية الولايات المتحدة من رئيس الولايات المتحدة.. هذا خطر على الجمهورية، أي نص الكتاب، وكل لقاء يكتب عنه بوب، أي النص المضمن، وليست جملة بأن شخصا يقول عن آخر إنه أحمق، بل التفاصيل التي تتراكم فوق بعضها"، وأضاف: "هذه صورة لا يمكن دحضها بسبب طريقة بوب وودورد".

ويرى الكاتب أن "فرصة بقاء الكاتب المجهول مجهولا بعيدة، فمصدر وودورد وبرنستين كشف عنه عام 2005، بأنه عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي أي) مارك فيلت، أما كاتب نص الفيلم الساخر من بيل كلينتون جوي كلاين فكشف عنه سريعا، وكذلك مايكل شوير، عميل الـ(سي آي إيه) المخضرم الذي استخدم اسما مستعارا لكتابة كتب (الغطرسة الإمبريالية) عن الحرب على الإرهاب".

ويقول هاردين: "أما بشأن كاتب المقال الأخير فإن النظريات تعددت، حيث نسبه بعضهم إلى نائب الرئيس مايك بنس؛ نظرا لاستخدام كلمة (لودستار)، التي تعني (النجم الهادئ)، كما اتهم آخرون فيونا هيل المولودة في بريطانيا، وتعمل مستشارة الرئيس للشؤون الروسية، وهناك أيضا المستشارة الرئاسية كيليان كونوي، التي يعد زوجها من المعادين للرئيس، والمسؤولة الإعلامية سارة هاكبي- ساندرز، التي نفت بشدة وأكثر من البقية". 

ويبين الكاتب أن "ترامب يدرس النفي الصادر من مسؤوليه، وقدمت له يوم الجمعة قائمة بأسماء المشتبه بهم، حيث طلب من وزير العدل التحقيق في الأمر، ومن بين الأشياء التي يفكر بها لمواجهة الموضوع هو تعريض المشتبه بهم لامتحان كذب، أو التوقيع على شهادة يمكن استخدامها في المحكمة".

ويشير هاردين إلى أن مدير طاقم البيت الأبيض جون كيلي، الذي وصف الرئيس بالأحمق والغبي يتهم أيضا، وكذلك وزير الدفاع جيمس ماتيس، الذي وصف الرئيس بأنه يتصرف بعقلية ولد في صف خامس ابتدائي، وقال له إن القوات الأمريكية موجودة في كوريا الجنوبية لمنع حرب "عالمية ثالثة"، لافتا إلى أن ترامب يفكر في التخلص منهما، و"ربما سرعت أحداث الأسبوع الماضي رحيلهما". 

ويختم الكاتب مقاله بالقول إن "الأثر الأكبر للكتاب سيكون على ترامب نفسه، فهو وإن اعتبر كتاب وودورد (غشا كاملا)، لكنه أجاب يوم الجمعة على سؤال يتعلق بثقته بمن حوله، قائلا: (نعم، لكن ماذا أفعل الآن، انظر إلى من هم حولي في الغرفة)".

لقراءة النص الأصلي اضغط هنا