كتاب عربي 21

أتموا الثورة لله

أحمد عارف
1300x600
1300x600

أكتب داخل قفص المحاكمة في قضية "فض رابعة"، وذلك قبل دقائق من إسدال الستار وإصدار ما يسمى بالأحكام، فالبراءة والإعدام كلاهما باطل ولا محل لهما عند العقلاء من الإعراب، فالقصة معروفة.. بدأت بالخيانة والبطلان في 3/7 (2013) حتى وصلنا الآن إلى أقصى درجات الفشل ومراحل الهذيان، ويظل أنصع ما في المشهد المصري هو هذه الدماء التي سالت من الآلاف منذ 25 يناير مرورا بميدان رابعة وحتى الآن، وكأن لسان حالها يقول "أتموا الثورة لله".

إن حياة الأمم وبقاء الشعوب هو المنعة والمقاومة.. لا في دفقة واحدة بل بدفقات، ولا في محاولة وحيدة بل سيل من المحاولات، وانظروا معي كيف استشف داهية من دواهي العرب هذا الأمر وماذا قال عن سر البقاء؟! فقد قال أحد الصحابة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقوم الساعة والروم أكثر الناس فقال له عمرو أبصر ما تقول، قال أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالا أربعا: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ظلم الملوك.

إن مواجهة الظلم ومقاومة الاستبداد جزء أصيل من حركة الحياة، فالله خلق الكون على مبدأ الزوجية (ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون) الذاريات (49)، فلا يزال الصراع بين الحق والباطل، والعدل والظلم، ما بقيت السماء والأرض، وتعاقب الليل والنهار، وكلما خرجت الزفرات من صدور الفاسدين، ترددت الأنفاس بين ضلوع المجاهدين.

وأنادي كل مصري حر أبي مهيب الجناح.. نداء القريب لا البعيد، فأقول: اخلع عنك ثياب المظلوم!، فهذه هي البداية.. أن تعيش بثوب الغالب لا المغلوب.. أن تنطلق كصخر جلمود لا أن تنحني بظهر مجلود.. أن تبسط كفك عاليا، فالعليا خير من السفلى. أن تسري الروح في الجسد حاملة الفأل الصالح لا أن تتعزى بعين الفاجر والمستبد والطالح.. هذا قليل من كثير تجلى بعد 25 يناير، فلماذا نعود إلى الوراء؟!.. "أتموا الثورة لله".

لا.. لا لن أقبل أبدا بولاية ظالم.. (لا تقولوا للمنافق سيدنا؛ فإنه إن يك سيدكم فقد أسخطتم ربكم) "حديث حسن"، فندائي.. أن نستمر.. أن نبقى.. أن نواصل.. على ما بدأناه وسرنا فيه وخضنا من أجله كل هذه المسيرة للوصول إلى حكم رشيد، قال الشافعي: (إني رأيت وقوف الماء يفسده.. إن سال طال وإن لم يسل لم يطب).

أعلم أن ما قدم من تضحيات هو كثير، واعلم أن كثيرا ممن فشلوا لم يدركوا كم كان النجاح قريبا منهم عندما استسلموا!!.. "أتموا الثورة لله".

هذه بضع كلمات سطرتها وعهدي إليكم بأنني من أجل مرضاة ربي، فلن أهدأ أبدا.. وللخائن نهاية سوء... لله در القائل (ومن يتحرش بالردى يكرع الردى.. زعافا ومن يستنبث النار يحرق) والسلام.

 

الناطق باسم جماعة الإخوان في مصر، المسجون حاليا

التعليقات (2)
مصري جدا
الأحد، 09-09-2018 05:17 م
بكل يقين متعاطف معك ومع اخوانك ومع كل مسجون سياسي ،،، بكل يقين انت ومن معك في ظلم عظيم ،،، لكن ان كنت تقول ان البراءة والاعدام كلاهما باطل ، فلما ترضون بالمشاركة في هذه المهازل المسماة زورا احكاما ومحاكم ،،،، كان الاولى رفض المشهد كاملا وليفعلوا ما شاءوا وما كانو يفعلوا اكثر مما هو قائم ،،، رفض المحاكمات ورفض المثول امام القضاء وليكن الحكم غيابيا ،، انتم في اقفاص حديدية محاطه بسلك وزجاج عازل ،، انتم فعلا غيابيا ،،، لا انتظر اجابة واعذرك في معاناتك ،،، لكن القيادة التي اخذت قرار المشاركة في المحاكمات عي نفسها التي اخذت قبل ذلك قرار الترشح للرئاسة وقرار اغلبية البرلمان وقرار تعيين السيسي وزيرا للدفاع وقرار الاعتصام مجهول الهدف في رابعة وقرار وقرار ،،، لك الله يا احمد عارف انت وكل مسجون سياسي ،،، اعذرني انه نقد المحب لمن احب ،،، وانا كنت وما زلت وسابقى احب الاخوان ،،،
حسن علي
الأحد، 09-09-2018 01:37 م
لكم الله يا اهلنا في مصر العزيزه وفكه الله اسركم من قبضت الفرعون