هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وضع الحوثيون ثلاثة شروط مسبقة قبل وصولهم للمشاركة في المحادثات التي أعلنت عنها الأمم المتحدة في جنيف بين أطراف النزاع باليمن.
وأكد عضو الوفد الحوثي، حميد عاصم، للوكالة الفرنسية، الخميس، أن الشروط هي "تأمين طائرة عمانية، تقل الوفد الممثل لهم، ونقل عدد من الجرحى، ومنحهم ضمانات بالعودة إلى صنعاء".
وكان الحوثيون، قد أعلنوا عدم تمكنهم من مغادرة صنعاء، واتهموا التحالف العربي بعرقلة مغادرتهم.
ودفع تأخر جماعة الحوثي، بالمبعوث الأممي مارتن غريفيث، إلى عدم بدء المشاورات الخميس، بحيث تبدأ بعد وصول الوفد.
وحضّ مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، الأطراف اليمنية على "القيام بخطوة أولى نحو إنهاء النزاع".
وقال المبعوث الأممي مارتن غريفيث في مؤتمر صحفي، الأربعاء: "حان الوقت للبدء بعملية جديدة، لإحياء عملية يؤمل أن تؤدي إلى حل هذا النزاع" الذي تسبب بأسوأ كارثة إنسانية في العالم.
وأضاف أن "الشعب اليمني بحاجة ماسة إلى مؤشر أمل، نود الاعتقاد بأن العمل الذي سنقوم به معا الأيام المقبلة سيشكل بداية لنوجه إليهم بارقة أمل".
اقرأ أيضا: وفد هادي يصل إلى جنيف.. و"الحوثي": منعنا من مغادرة صنعاء
لكن آمال الأطراف اليمنية متواضعة للغاية، حتى إن غريفيث أكد أن الأمر لا يعدو كونه "مشاورات" بهدف "وضع أسس المفاوضات الرسمية التي ستبدأ لاحقا".
وفي مؤشر إلى الهوة بين الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية والحوثيين المدعومين من إيران، فإنها لن تُعقد أية لقاءات مباشرة خلال هذه المباحثات التي يجريها موفد الأمم المتحدة الجديد الذي تم تعيينه في شباط/ فبراير.
عالقون في صنعاء
وصرح مصدر من وفد الحوثيين بحسب قناة "المسيرة" المقربة لهم، بأن "الأمم المتحدة لم تستطع استخراج ترخيص من دول العدوان بتوفير طائرة عمانية لنقل الوفد والجرحى والعالقين".
ولم يوضح الحوثيون من هم الجرحى والعالقون، الذين أرادوا نقلهم، أو عددهم، وإلى أي بلد كانوا يودون نقلهم على متن طائرة الوفد المشارك في المحادثات.
وكتب المتحدث الرسمي باسم حركة أنصار الله، محمد عبد السلام، الثلاثاء في تغريدة، أن الأمم المتحدة "تماطل" في وعود "بشأن تسهيل عودة الجرحى والعالقين في الخارج".
وسئل غريفيث عن هذا الموضوع فأجاب: "إننا نعمل في شأنه".
اقرأ أيضا: هذه توجيهات الرئيس اليمني لوفد الحكومة بمفاوضات "جنيف 3"
تحديات المباحثات
وأوضح المسؤول الأممي، أن أحد تحديات هذه المشاورات هو محاولة بناء "إجراءات ثقة" بين الأطراف مثل تلقيح الأطفال وتبادل السجناء، معتبرا أن "ثمة فرصة لتقدم ملموس" على هذا الصعيد.
ورأى دبلوماسي أمريكي أن هذه العملية الجديدة "قد تؤدي إلى أمر ما" إذا عمد الوسيط الأممي إلى تسهيل "إجراءات الثقة" مثل الإفراج عن سجناء، واستئناف الرحلات إلى صنعاء وإقامة تعاون تقني مع المصرف المركزي.
من جانبه اتهم المتحدث باسم التحالف السعودية للحرب في
اليمن العقيد تركي المالكي الخميس وفد الحوثيين بـ"عدم الجدية" في
المشاركة في مشاورات جنيف، التي كان مقررا لها أن تنطلق، اليوم الخميس.
وأشار المالكي لقناة "الإخبارية"
السعودية أن "ما تداوله إعلام مليشيا الحوثي بشأن تعطيل التحالف مغادرة وفدهم
المشارك بمفاوضات جنيف غير صحيح إطلاقا".
وأوضح أن الأمم المتحدة قدمت طلبا للتحالف لمنح
طائرة وفد الحوثيين تصريحا بالسفر إلى جنيف، وتم منح التصريح بالفعل، لكن التحالف
تلقى الأربعاء، طلبا آخرا من الأمم المتحدة بإلغاء تصريح نقل الوفد الحوثي.
وعلق المالكي على ذلك قائلا: "على ما يبدو
هناك مماطلة وعدم جدية من الميليشيا الحوثية في المشاركة (بمشاورات جنيف)، فضلا عن
رغبة في تعطيل العملية السياسية".
وأضاف: "على ما يبدو هناك شروط كانت من
المليشيا في هذا الجانب حسب التصريحات التي صدرت يوم أمس من المبعوث الأممي إلى
اليمن في هذا الجانب".
ومنذ قرابة أربعة أعوام، يشهد اليمن حربا بين قوات الجيش الحكومي مدعومة من التحالف العربي من جهة، ومسلحي جماعة الحوثي من جهة أخرى.
وتصاعدت مع تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية، في آذار/ مارس 2015 دعما للحكومة المعترف بها دولياً بعد سيطرة الحوثيين على مناطق واسعة بينها صنعاء.
وقتل في اليمن نحو 10 آلاف شخص غالبيتهم من المدنيين، بينهم أكثر من ألفي طفل لقي 66 منهم مصرعهم في ضربات جوية للتحالف في آب/ أغسطس الماضي وحده.
اقرأ أيضا: ما هي فرص نجاح مشاورات "جنيف 3" بين الأطراف اليمنية؟
مطالب الأطراف
ويتمسك التحالف بقيادة السعودية والقوات الموالية للحكومة اليمنية التي يدعمها، بالقرار رقم 2216 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، والذي يعترف بـ"شرعية" الرئيس عبد ربه منصور هادي ويفرض انسحاب الحوثيين من الأراضي التي يسيطرون عليها وتسليم أسلحتهم الثقيلة.
من جهتها تطالب جماعة الحوثي، بوقف ما تسميه "العدوان السعودي الإماراتي" قبل أي تنازل.