سياسة عربية

أونروا لـ"عربي21": لن ننهار وهذه خياراتنا لجلب التمويل

أبو حسنة قال إن القرار الأمريكي بوقف التمويل جرى تطبيقه عمليا مطلع العام الجاري- عربي21
أبو حسنة قال إن القرار الأمريكي بوقف التمويل جرى تطبيقه عمليا مطلع العام الجاري- عربي21

تحدثت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، عن تداعيات الأزمة التي سببتها القرارات الأمريكية المتتابعة بشأن تمويل المؤسسة الدولية، والبدائل والخيارات المتاحة أمامها للخروج من هذه الأزمة التي تهدد استمرار عملها.

العجز المالي

وأوضح المتحدث الرسمي باسم "الأونروا"، عدنان أبو حسنة، أن القرار الأمريكي الأخير، بشأن وقف تمويل وكالة الغوث بشكل كلي، "تم تطبيقه بشكل عملي منذ بداية 2018".

وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21": "كان من المفترض أن تدفع الإدارة الأمريكية مبلغ 360 مليون دولار، وهي المساهمة السنوية الأمريكية في موازنة الأونروا التي تبلغ مليارا ومئتي مليون دولار".

وأشار أبو حسنة، إلى أن ما "وصلنا من أمريكا هو 60 مليونا فقط لهذا العام، وهذا بدوره تسبب بعجز قدره 446 مليون دولار؛ لأن هناك عجزا مرحلا من العام الماضي بحوالي 146 مليونا".

 

وذكر أنه تم عقد مؤتمر روما "وحصلت فيه الأونروا على 100 مليون دولار، ومن ثم مؤتمر القمة العربي بمدينة الظهران بالسعودية؛ وحصلت أيضا على 100 مليون أخرى، وبعده تم عقد مؤتمر التعهدات وجرى جلب 38 مليون دولار، إضافة لتوجيه نداء طوارئ من غزة وفر أيضا 10 ملايين دولار".

وأكد أن سبب الأزمة الأساسي هو القرار الأمريكي بمنع دفع 300 مليون دولار هذا العام"، لافتا إلى أن وكالة الغوث افتتحت العام الدراسي في موعده رغم أنها "لا تملك تمويلا إلا لشهر أيلول/ سبتمبر الحالي".

وفي ظل هذا الواقع، كشف المتحدث باسم الأونروا، أن "هناك مؤتمرا سيعقد في نيويورك بعد ثلاثة أسابيع، دعت إليه كلا من الأردن واليابان والسويد والاتحاد الأوروبي وبمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة، وستحضره العديد من الدول، وسيتم عرض قضية الأونروا والعجز المالي الذي تعاني منه، والسبل للخروج من هذه المشكلة".

خيارات متاحة

وأعرب عن أمله في أن "تحصل الأونروا على تبرعات جديدة خلال هذا المؤتمر"، منبها إلى أن "الأونروا لا تملك تمويلا لإكمال هذا العام".

وحذر من خطورة الإعلان الرسمي الأمريكي الجديد، وقال: "سيكون له واقع أكبر العام القادم؛ لأن ما سيصلنا من واشنطن صفر، بمعنى أن الولايات المتحدة لن تعطينا أي شيء".

وحول البدائل والخيارات المتاحة أمام المنظمة الدولية للخروج من هذه الأزمة الخانقة والمتصاعدة، لفت أبو حسنة، إلى أن وكالة الغوث "تتحرك في عدة اتجاهات؛ منها توسيع قاعدة المانحين التقليدين والعاديين، كما أنه جرى إطلاق الحملة العالمية "الكرامة لا تقدر بثمن"؛ والتي تستهدف مؤسسات القطاع الخاص في العالم العربي والإسلامي والفلسطيني".

 

اقرأ أيضا: فلسطين تبحث عن تمويل بديل لـ"الأونروا" بعد قرار واشنطن

وتابع: "كما أننا نستهدف مؤسسات الزكاة في تركيا وإندونيسيا وماليزيا"، مؤكدا أن "الأونروا حصلت على شهادات من مؤسسات إسلامية تؤهلها لتسلم الزكاة، مثل بقية منظمات الأمم المتحدة التي تعمل بهذا الموضوع منذ زمن بعيد".

وبين أن المنظمة الدولية، "حصلت على قرار من منظمة المؤتمر الإسلامي، بشأن وقفية تدر بصفة سنوية لصالح الأونروا"، كاشفا أن "هناك محادثات مع البنك الدولي من أجل دعم قطاع التعليم، في الوقت الذي تجرى فيه أيضا عملية ضبط النفقات داخل الأونروا، وهذا وفر الكثير".

ونوه المتحدث باسم الأونروا، إلى أن "هناك تحركا آخر، عبر التوجه للأمم المتحدة من أجل الحصول على جزء ثابت من ميزانيتها لصالح وكالة الغوث".

وحول كيفية مواجهة الأونروا للضغوط الأمريكية التي تسعى وفق مراقبين إلى "تصفية" عملها، قال: "بلا شك أن القرار الأمريكي هو قرار سياسي، وقطع أحد المانحين (أمريكا) لن يعمل على انهيار الأونروا".

العمل مستمر

ونبه أبو حسنة، إلى أن "الأونروا ستتحرك بكثافة وبجهود كبيرة، وهذا ما حدث في الستة أشهر الأخيرة"، موضحا أن "هناك الكثير من طرق التمويل المختلفة لدى الأونروا".

وقال: "رغم أن الوضع صعب، فإن الأونروا لن تنهار ولن تستسلم لهذا الوضع ولن ترفع يديها، فالقضية تتعلق بتفويض من الأمم المتحدة، ونحن ملتزمون به، وسنواصل الحفاظ عليه، وسنستمر في تقديم الخدمات لللاجئين الفلسطينيين حتى حل قضيتهم".

ومضى بقوله: "إذا حلت قضية اللاجئين الفلسطينيين، فلن يكون هناك لزوم للأونروا"، مؤكدا أن "المساعدات الأمريكية ليست قدرا محتوما لإنهاء وكالة الغوث".

وحول وجود تخوفات لدى الأونروا، من قدرة الإدارة الأمريكية على التأثير على المانحين، فقد استبعد المتحدث باسم الأونروا في حديثه لـ"عربي21"، حصول ذلك، ولفت إلى أن "ردود الفعل من مختلف دول العالم على القرار الأمريكي كانت واضحة، كما أن كل دول العالم تحركت برسائل تأييد كبرى للأونروا".

وقال: "هناك تأييد سياسي ساحق وحاسم لصالح وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين"، مبينا أن "167 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة أيدت الأونروا العام الماضي".

 

اقرأ أيضا: قلق وترقب بالمخيمات الفلسطينية بالأردن بعد أزمة "الأونروا"

وحول موقف الدول العربية من تلك الأزمة، أشاد أبو حسنة بموقف دول الخليج العربي صاحبة الموقف "الممتاز"، منوها إلى أن ما تريده وكالة الغوث من الدول العربية، أن "يرتفع حجم مساهماتها في ميزانية الأونروا المنتظمة إلى 7.5 بالمئة وذلك بحسب قرارات جامعة الدول العربية"، وأضاف: "نحن لا نريد تعريب الأونروا".

وأسست "الأونروا"، وهي مؤسسة دولية تعنى بإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، عقب صدور قرار 302 من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، على إثر النكبة الفلسطينية وما نتج عنها من تهجير الفلسطينيين من مدنهم وقراهم على يد العصابات الصهيونية، حيث وُزّع اللاجئون إلى خمس مناطق هي: الضفة الغربية، وقطاع غزة، والأردن، وسوريا، ولبنان.

التعليقات (1)
حق العودة مع إسرائيل
الأربعاء، 05-09-2018 02:21 م
لماذا لا تصلح الإنروا نفسها وذلك بتوطين وتجنيس الفلسطيني بالبلاد العربية والغربية،الكاتب حسن البطل بمقالة ذكر أنه تغير أو سيتغير من لاجئ فلسطيني إلى لاجئ فلسطين أي على 67 ومن ثم الكنفدرالية مع الأردن والله أعلم أين،اليهود جعلوا منظمة التحرير توقع على 67 أي خلاص تنازل،أليس حق العودة مقرون الإعتراف بإسرائيل،أفهموا الأمم المتحدة هي سياسة وليست مبادئ بخصوص فلسطين،بإمكان الإنروا أن تصلح نفسها أو السلطة تنهي أوسلوا وتطالب بفلسطين كاملة،ولن يقبل الإثنين.لكن العملاء يضحكون على الشعب المسكين.