هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تشهد عدد من السجون المصرية انتهاكات متواصلة ضد المعتقلين المعارضين لرئيس الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، حيث أكد أهالي المعتقلين بسجن ليمان المنيا الجديد (300 كم جنوب القاهرة) أن ذويهم يتعرضون لانتهاكات متواصلة منذ عدة أسابيع على يد مسؤولي السجن.
وطبقا لاستغاثة أطلقها أهالي المعتقلين، وصلت "عربي 21" نسخة منه، فقد قامت القوات الخاصة التابعة لتأمين السجن باقتحام عنبر 3 يوم 29 آب/ أغسطس الماضي، وتم الاعتداء على المعتقلين في الزنزانة رقم 8، بالعصي والهراوات، ما أدى لإصابتهم بجروح وكسور، وتم تجريدهم من ملابسهم والأطعمة والأدوية التي كانت معهم، ما أدى لتعرض أحد المعتقلين لغيبوبة تامة بعد منع دواء السكري عنه.
وخطفت إدارة السجن، بقيادة الضابط أحمد جميل، ثلاثة من المعتقلين وتم نقلهم لمكان غير معلوم وهم أبو المجد عبد الناصر، وأحمد علاء الدين، وسعد طعيمة، ونقل 5 آخرين للتأديب والتشهيل بعد تعذيبهم أمام باقي المعتقلين ومن بينهم صبري صلاح محمد الجندي، وناصر محمد، كما تعرض نزلاء الزنازين 5 و6 لتجريد كامل من الملابس والطعام والدواء.
اقرأ أيضا: "الباب الدوار".. معتقلو مصر يخرجون من السجن إلى السجن
وقامت إدارة السجن بفصل كبار السن عن الشباب حتى لا تحدث وفيات بين كبار السن خلال عمليات التعذيب والتأديب التي أصبحت تتم بشكل شبه يومي.
ويؤكد الأهالي تعرضهم لمعاملة مهينة أثناء الزيارة، بتفتيشهم بشكل ذاتي ومهين، وإجبار السيدات على الخضوع لكشف النسا، بحجة التأكد من عدم تهريب أي شيء للمعتقلين.
وفي سجن العقرب بالقاهرة، مازالت الزيارة ممنوعة عن كل معتقلي السجن منذ شباط/ فبراير 2018، دون سبب، وهو ما أدى لمنع دخول الأدوية للمرضى، فضلا عن غلق "كافتريا" السجن التي تقدم طعاما إضافيا من فترة لأخرى لإجبار المعتقلين (من 850 إلى 1000 معتقل) على تناول أكل السجن الذي يتم طبخه بكميات قليلة لا تكفي النزلاء خاصة وأن قوة السجن الحقيقة (320 نزيلا)، كما تم منع تحويل المرضى للمستشفيات الخارجية سواء التابعة لمصلحة السجون مثل مستشفى ليمان طرة أو مستشفى المنيل الجامعي، لعدم وجود إمكانيات في عيادة السجن المغلقة معظم الوقت.
وطبقا لياسر سلحوب، شقيق المعتقل الإعلامي خالد سحلوب المسجون بالعقرب، فإن شقيقه مضرب عن الطعام منذ شهر تموز/ يوليو الماضي بسبب سوء المعاملة ومنع الزيارة عنه لأكثر من عام، وتعرضه لإهمال طبي نتج عنه تشوهات في العظام، ومشاكل عديدة بالعمود الفقري نتيجة تشخيص خطأ من طبيب عيادة السجن، والذي صرف له أدوية خطأ نتجت عنها المشاكل التي تعرض لها، وقد تم تحويله لمستشفى ليمان طرة لإجراء فحوصات وتحاليل طبية لتشخيص حالته بشكل صحيح، إلا أن إدارة السجن ترفض نقله حتى ينهي إضرابه عن الطعام.
اقرأ أيضا: كيف تحول الاختفاء القسري لعقوبة "إعدام" بمصر؟ خبراء يجيبون
من جانبه، يؤكد المحامي والحقوقي أسامة علي لـ "عربي 21" أن هناك حالة من التصعيد تحدث ضد المعتقلين في عدد من السجون، بالإضافة لعزل سجن بكامله مثل العقرب عن العالم الخارجي، لأكثر من سبعة أشهر متصلة، وبالتالي فإن ما يتعرض له المعتقلين، ومعظمهم من قيادات الإخوان البارزين، من إجراءات عقابية يتم التكتم عليها.
ويضيف "علي" أنهم تقدموا بشكاوى عديدة للمجلس القومي لحقوق الإنسان، ورفع عدد من الأهالي قضايا أمام محكمة القضاء الإداري لتمكينهم من زيارة ذويهم، إلا أنه لا يتم الاستجابة لكل هذه التحركات بحجة أنها قرارات من وزير الداخلية تخولها له لائحة السجون.
ويشير المحامي والحقوقي المصري أن التكتم على ما يحدث داخل السجون وخاصة ضد الشباب الذين رفضوا الانصياع لضغوط إدارة السجون بالتوقيع على إقرارات توبة، أمر في منتهى الخطورة، خاصة وأن كثير من وسائل الإعلام التي تواصل معها الأهالي ردوا بأن هناك "أوامر عليا" صدرت لهم بعدم الحديث عما يحدث في السجون.
وتؤكد الناشطة في ملف المعتقلين نور عبد المجيد لـ "عربي 21" أن سجون العقرب، والاستقبال بالقاهرة، ووادي النطرون بمحافظة البحيرة، وليمان المنيا الجديد، شهدوا العديد من الانتهاكات خلال الأسابيع الماضية تمثلت في الحرمان من الزيارة، وعزل السجن بشكل كامل كما يحدث في العقرب، وتغريب عدد من المعتقلين لسجون أخرى في الوادي الجديد وجمصة كما حدث مع نزلاء سجن وادي النطرون والمنيا، وسجن عدد من المعتقلين في التأديب كما جرى في سجن الاستقبال.
وتشير عبد المجيد أن غياب الرقابة من النيابة العامة والمجلس القومي لحقوق الإنسان على السجون، أدى لحرية إطلاق يد وزارة الداخلية في التنكيل بالمعتقلين، دون وجود سبب لذلك، إلا أنه تنفيذا لأوامر الوزير، أو لرغبة من مسؤولي جهاز الأمن الوطني بالضغط على المعتقلين، في إطار سياسة الموت البطيء التي تتم ضد قيادات الإخوان الموجودين بسجني العقرب وملحق الزراعة بطرة، ومعظمهم من كبار السن مثل المرشد العام الدكتور محمد بديع، ونوابه خيرت الشاطر، ورشاد البيومي، ورئيس البرلمان السابق محمد سعد الكتاتني، وقبلهم رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي.