شكك عدد من السياسيين
والنشطاء الأكراد بجدوى المحادثات التي يجريها "مجلس
سوريا
الديمقراطية"، الواجهة السياسية لقوات سوريا الديمقراطية- قسد، مع النظام
السوري، معتبرين أن الأخير في غير وارد التفاوض مع أحد من الأطراف السورية.
ولقي اجتماع دمشق
التفاوضي مع الأكراد قبل يومين، والذي جاء بدعوة من
النظام السوري ـبحسب بيان قسد-
حملة تشكيك واسعة، ووصف ممثل المجلس الوطني الكردي في سوريا وعضو وفد هيئة التفاوض
السورية، عبد الحكيم بشار، ما جرى بـ"الاستدعاء وليس الحوار".
خضوع مباشر
واعتبر بشار على
صفحته الشخصية "
فيسبوك"، أن ما جرى في دمشق "إعادة توزيع المهام
بعد أن أنجز حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" المهام السابقة التي كلّف
بها، وقد آن الأوان أن يعيد للنظام ما استلمه منه من مناطق".
وأضاف أن النظام
"يضع خطة العمل للمرحلة المقبلة، ولن يهمه كثيرا أن يحفظ -ولو قليلا- ماء
الوجه "ب ي د" لأن النظام لم يعطه أي وعد سياسي أو إداري، و كل ما فعله
هو إعطاء السلاح لقوات "ب ي د" وتكليفها بمهام محددة".
وعن ملامح المرحلة
المقبلة، رجح بشار أن يخضع حزب الاتحاد الديمقراطي بشكل مباشر للنظام، إلى جانب
دمج قسم من قواته مع جيش النظام، وتسريح بعضها وفق حاجة النظام.
مسألة وقت
وعلى خلفية الاجتماع
ذاته، عدّ الأكاديمي والسياسي الكردي
فريد سعدون، أن "عودة الدولة إلى شرق
الفرات مسألة وقت".
ورأى أن على الأكراد
نسيان الشعارات التي رفعوها مثل الفيدرالية، مؤكدا عبر "فيسبوك"، أن
دستور سوريا الجديد "لن يتضمن أي إشارة إلى الفيدرالية أو اللامركزية
السياسية، بل سيؤكد على مركزية الدولة والنظام الرئاسي، مع توسيع قانون الإدارة
المحلية، أي اللامركزية الإدارية، وغير ذلك فهو مجرد أوهام".
نهاية مشروع PYD
الباحث السوري ساشا
العلو قال بدوره، إن "قوات سوريا الديمقراطية أتفه من أن تأخذ قرار الانفتاح على النظام
والروس عبر المفاوضات المباشرة دون ضوء أخضر وموافقة أمريكية".
وأضاف في تدوينة على
صفحته الشخصية "
فيسبوك": "لا شيء سوى تمرير "الورقة
الكردية" من يد واشنطن إلى يد موسكو والنظام، وبالتالي فوجهة الأتراك الجديدة
للمفاوضات تغيرت، والروس باتوا يمتلكون أوراق لعب أكثر تجاه تركيا، الأمر الذي
يدعو للقلق خاصة تجاه مستقبل إدلب وملف اللاجئين في تركيا".
واعتبر العلو بالمقابل
أن "لا شيء يدعو للتفاؤل في كل ذلك، سوى أن مشروع "ب ي د" انتهى
بشكل كامل في سوريا بصيغته العابرة للحدود أو المحلية الساعية لفرض شكل إداري جديد
للدولة أو حتى أدواته القائمة على التغيير الديموغرافي، وذلك مع نهاية دوره الوظيفي".
وعلى المنوال ذاته،
قال الإعلامي الكردي شيرزان علو إن "مصير المناطق التي تسيطر عليها قسد هو
بيد الولايات المتحدة، صاحبة الصوت الأعلى في المفاوضات الحالية".
ويعتقد خلال حديثه
لـ"
عربي21": أن الأمريكان "لا يرغبون بوجود النظام في مناطق
الأكراد بدون فرض حل سياسي شامل لسوريا يرضي كل الأطراف ويضمن حقوق الجميع
بالإضافة إلى ضمان مصالح واشنطن".
ورأى علو أنه "ما دامت واشنطن متفاهمة مع أنقرة فإن أي حديث عن
دخول النظام وإيران من خلفه إلى هذه المنطقة هو حديث بعيد التحقق".
يذكر أنه وبخلاف
التصريحات الإعلامية الصادرة عن مسوؤلين أكراد، وحديثهم عن التوصل في دمشق مع
النظام إلى اتخاذ قرارات بتشكيل لجان على مختلف المستويات لتطوير الحوار
والمفاوضات، فإن مصادر إعلامية كردية كشفت عن فشل مبدئي في عملية التفاوض مع
النظام، بسبب خلافات كبيرة تتعلق بنزع السلاح وتركيبة وهيكلية الإدارة الكردية.