ملفات وتقارير

تنافس إيطالي فرنسي محموم على الكعكة الليبية.. من يفوز؟

ضغط فرنسي على برلمان طبرق للتصويت على قانون الاستفتاء على الدستور ومن ثم القوانين الانتخابية- جيتي
ضغط فرنسي على برلمان طبرق للتصويت على قانون الاستفتاء على الدستور ومن ثم القوانين الانتخابية- جيتي

شهدت ليبيا عدة زيارات دولية خلال الأيام القليلة الماضية، منها ثلاث زيارات لوزراء إيطاليين لأول مرة وزيارة لوزير خارجية فرنسا، وسط تساؤلات عن أهداف وتداعيات هذا التكرار في هذا التوقيت.


وبدأت وزيرة الدفاع الإيطالية، إليزابيتا ترينتا، زيارة رسمية إلى ليبيا قادمة من تونس، هي الأولى لها، لبحث التعاون الدفاعي والأمني المشترك ومتابعة تنفيذ خطة وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سالفيني، الخاصة بدعم القوات البحرية الليبية، وفق تلفزيون إيطاليا الحكومي.


وتعد هذه هي الزيارة الثالثة لوزير في الحكومة الإيطالية الجديدة إلى ليبيا، خلال شهر، بعد وزير الخارجية إنزو موافيرو ميلانيزي ووزير الداخلية، ماتيو سالفيني، وجاءت الزيارة عقب لقاء جمع "ترينتا" بالرئيس التونسي ولقاء جمع "سالفيني" لعبد الفتاح السيسي.

 

اقرأ أيضا: فرنسا تضغط على الأطراف الليبية لإجراء الانتخابات.. هل تنجح؟

ضغط "فرنسي"


في سياق آخر، ذكرت أنباء متداولة عن ضغوطات قام بها وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، على الأطراف السياسية في ليبيا خلال زيارته الأخيرة والتي التقى فيها عدة أطراف منهم رئيس الحكومة ورئيس مجلس الدولة ورئيس البرلمان واللواء المتقاعد خليفة حفتر.


وطالب لودريان خلال لقائه برئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح بضرورة أن يقوم "البرلمان بالتصويت على قانون الاستفتاء على الدستور ومن ثم القوانين الانتخابية"، مشيرا إلى أن "صالح" أكد له عزمه وإصراره على أن يصوت المجلس على هذه القوانين المطلوبة للانتخابات حسب ما نص عليه اتفاق باريس الأخير.


ورأى مراقبون للوضع أن تكرار هذه الزيارات الدولية تؤكد على وجود تنافس دولي على رسم المشهد السياسي في ليبيا، وأنها ستستمر من أجل الضغط على الجميع لإجراء الانتخابات في موعدها بعد التلويح بعقوبات دولية لمن يعرقل ذلك.


والسؤال: ما وراء تكرار هذه الزيارات الدولية خاصة حالة التنافس الإيطالي الفرنسي على التحكم في الملف الليبي؟ وهل سيفرض المجتمع الدولي شخصيات معينة في الانتخابات المقبلة أو دعمهم بطرق غير مباشرة؟

 

اقرأ أيضا: نائب بالرئاسي الليبي يعلن خروج برقة من الاتفاق السياسي

"النتائج هي الأهم"


من جهته، أكد الرئيس السابق للجنة المركزية لانتخابات المجالس البلدية في ليبيا، عثمان القاجيجي أن "هناك اختلافا واضحا في خطة العمل الخاصة بليبيا بين فرنسا وإيطاليا، وانعكس ذلك على العلاقة بين الأطراف الليبية وآلية الحل لكل منهما، وإيطاليا تهتم بالغرب الليبي بينما فرنسا تلتقي الجميع.


وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أن "الانتخابات البرلمانية مطلوبة من الجميع ولكن هناك مطلب أساسي يعتمد عليه نجاح هذه العملية وهو القبول بالنتائج من جميع الأطراف، وهذا ليس متاحا الآن، وكذلك ضرورة وجود الإطار التشريعي وحرية الدعاية الانتخابية وحرية الناخب بدون ضغوطات مختلفة"، وفق وصفه.


"مستعمرة دولية"


وقال الإعلامي من الشرق الليبي، أيمن خنفر إن "الصراع حول ليبيا صراع قديم متجدد وعندما نرجع إلى التاريخ سنجد أن ليبيا كانت مستعمرة دولية أصلا، والكل يخاف على مصالحه في ليبيا، وزاد هذا التخوف بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى طرابلس وطبرق وما دار في الاجتماعات المغلقة".


وبخصوص تصريحات "لودريان" عن موقف رئيس البرلمان الليبي من الانتخابات، قال خنفر لـ"عربي21": "الحقيقة "عقيلة صالح" يحاول منذ فترة الخروج من تحت عباءة القيادة العامة (حفتر)، وكان ذلك واضحا في عدة مواقف"، حسب رأيه.

 

اقرأ أيضا: وزيرة دفاع إيطاليا تزور ليبيا لبحث تنفيذ "خطة سالفيني"

دور "مشاكس"


وأشار المحلل السياسي الليبي المقيم في كندا، خالد الغول إلى أن "الأصل في هذه الزيارات هو بحث ملف الهجرة غير الشرعية والتدفق الحاصل لإيطاليا وأوروبا وعبئه على الاقتصاد والحكومة هناك، ومن الصعب أن تخرج إيطاليا من الملف الليبي لعدة أسباب ومنها معرفة إيطاليا بطبيعة الليبيين وكذلك وقوف أميركا خلفها".

وفي تعليقه على الضغوط الفرنسية الأخيرة، خاصة على عقيلة صالح، أوضح الغول أن "فرنسا الآن تلعب في ليبيا دور "المشاكس" فقط، أما "صالح" فهو يبحث عن مصلحته فقط وسيأتي وقت سيتنصل فيه من الجميع، لكن خروجه أو صدامه مع "حفتر" ليس بالسهل"، وفق تصريحه لـ"عربي21".


لكن الناشط السياسي الليبي، محمد خليل أكد أن "تكرار الزيارات الإيطالية إلى ليبيا تأتي للتأكيد على دعم روما للحل السياسي وعبر مسار الأمم المتحدة فقط وترفض المسار الموازي الذي تنتهجه فرنسا والذي يبطل العملية الدستورية في البلاد".


وأضاف لـ"عربي21": "وإيطاليا تحظى بدعم أمريكي أوروبي لذلك لن تستطيع فرنسا إخراجها من الملف الليبي، أما فرنسا فهي تضغط من أجل إنجاز الانتخابات وتنصيب حلفائها على رأس السلطة بدون لا دستور ولا شيء، لكن غالبية الشارع الليبي يرفض ذلك ويطالب بالاستفتاء على الدستور أولا".

التعليقات (2)
ابن منظور الطرابلسي
الإثنين، 10-01-2022 09:13 م
الا وصفها بالكعكة افاق وكداب والاهم اللي خطر عليه الكعك انه جعان ياكل كن الكناسة البترول بترولنا والخير خيرنا واحنا اسياده يانور يا مرتزق
السوري
الأربعاء، 25-07-2018 08:44 ص
سؤال جيد وعبقري من يفوز من هاتين الدول الاستعمارية؟ لو لم يكن هناك الاتحاد الاوروبي لقلنا فرنسا لانها أقوى عسكريا لكن المعروف طالما ان العدو المشترك لهاتين الدولتين الكافرتين هي دولة مسلمة فيقسمون الغنيمة بهدوء وصمت على مبدآ لا مين شاف ولا مين دري!!!