سياسة عربية

معركة التجاذبات تتصاعد إثر هجوم تونس.. ما علاقة لطفي براهم؟

تمت صباح اليوم الإثنين مراسم تأبين الأمنيين الستة الذين سقطوا في الهجوم - جيتي
تمت صباح اليوم الإثنين مراسم تأبين الأمنيين الستة الذين سقطوا في الهجوم - جيتي

خلف الهجوم الذي تبناه تنظيم الدولة شمال غرب تونس، وأسفر عن مقتل ستة عناصر الحرس وجرح ثلاثة آخرين، ردود فعلا متباينة بين الأوساط الأمنية والسياسية والشعبية لم تخل من اتهامات متبادلة.


وسارعت أحزاب لنشر بيانات إدانة للهجوم "الإرهابي" لم تخل في مجملها من السقوط في معركة التجاذبات السياسية، والصراع بين رئيس الحكومة ووزير الداخلية المقال لطفي براهم من جهة، واتحاد الشغل وأحزاب معارضة ليوسف الشاهد من جهة أخرى، بحسب ما قدره مراقبون.


وحمل أمين عام مشروع تونس محسن مرزوق في بيان "المسؤوليّة الكاملة للأطراف المتسبّبة في حركة النُّقل والإعفاءات التي تمّت أخيرا واستهدفت عناصر قوة الحرس الوطني الاستخباراتية والعملياتية لمكافحة الإرهاب وتتبّع العناصر الإجراميّة".


وكانت وزارة الداخلية قامت في 17 حزيران/ يونيو 2018 بسلسلة تغييرات وصفت بأنها الأكبر في تاريخ الوزارة شملت كبار القيادات الأمنية من الشرطة والحرس على خلفية ما وصف بـ "عملية الانقلاب السعودي الإماراتي الفاشلة الذي قادها الوزير المقال براهم".

 

اقرأ أيضا: تنظيم الدولة يتبنى هجوم تونس

 

ودعا رئيس الهيئة التأسيسية لحزب "تونس أولا " رضا بلحاج رئيس الجمهورية إلى إعادة وزير الداخلية المقال لطفي براهم إلى منصبه.


وشن بلحاج هجوما على رئيس الحكومة يوسف الشاهد، محملا إياه مسؤولية الهجوم من خلال إقالته لطفي براهم واصفا الأخير بـ"الوزير الناجح".

وحذر الرئيس السابق المنصف المرزوقي في تدوينة له على الفيسبوك "من توظيف دماء الشهداء وعذابات الجرحى لتصفيات حسابات خسيسة بين أطراف آخر همها مصلحة الوطن أو لتهديد دولة الديمقراطية ومؤسساتها الدستورية"


ونبهت وزارة الداخلية في بيان لها، من التعاطي الإعلامي لبعض المؤسسات الإخبارية مع العملية وتداول معلومات من شأنها الإضرار بمجهودات الداخلية في ملاحقة "الإرهابيين".


ودعت جميع الأطراف إلى "تحمّل مسؤولياتهم الوطنية والنأي بالمؤسسة الأمنية عن أي تجاذب"، وعدم إقحامها في أي نوع من الصراعات التي قد تنعكس سلبا على أمن البلاد.

 

اقرأ أيضا: قتلى وجرحى من الحرس الوطني التونسي بهجوم والنهضة تندد

 

واستنكر الناطق الرسمي باسم الداخلية سفيان الزعق في تصريح لـ"عربي21"، التعاطي الموجه لبعض القنوات التلفزيونية وبعض الأحزاب، لخدمة أجندات سياسية وحزبية.


وتابع:" الداخلية ليست رهينة لطفي براهم ولا غيره من الوزراء ونحن على قدر من المسؤولية لتأمين البلاد من أي خطر إرهابي".


الناطق باسم الداخلية، أكد أن التغييرات التي شملت قيادات أمنية في سلك الحرس والأمن اقتضتها الضرورة ولم تؤثر على مردود الجهاز الأمني كما يريد أن تروج لذلك بعض الأطراف.


وشدد على استقرار الحالة الصحية للجرحى الثلاثة من الأمنيين مع تواصل تمشيط المنطقة الجبلية الحدودية مع الجزائر لتعقب "الإرهابيين".

 

من جهتها كشفت مديرة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية، بدرة قعلول لـ"عربي 21" أنها كانت على علم بتحركات مجموعة إرهابية في جهة عين سلطان على الشريط الحدودي مع الجزائر تخطط لعملية إرهابية.

وتابعت:" أعلمني مصدر أمني من فرق الإرشاد بوزارة الداخلية  قبل أيام بوجود نية لمجموعة إرهابية القيام بهجوم  بتلك المنطقة ونصحته بإعلام القيادات الأمنية في الوزارة بالمعطيات المتوفرة لديه".

قعلول أكدت أن المصدر الأمني أبلغ يوم 2 تموز/ يوليو 2018  وزارة الداخلية بوجود مخطط "إرهابي" يستهدف عناصر من الحرس بتلك المنطقة.

ولكنها رفضت بالمقابل اتهام قوات الأمن بالتقصير أو تحميلهم المسؤولية.

وأضافت:" لم أقل أن هناك تقصير أمني بل أكدت عن وجود معلومة أمنية تم إيصالها لقيادات في الداخلية في غاية الأهمية ولم يتم التعامل معها بجدية وسرعة".

ونبهت لوجود "عناصر إرهابية بذات المنطقة تتحرك بأريحية وتقوم بشراء مؤونتها من السوق الأسبوعية وتزور قبر الإرهابي كمال القضقاضي المتهم الرئيسي بعملية اغتيال القيادي اليساري شكري بلعيد  كل يوم إثنين أو أحد" حسب قولها.

قعلول كشفت أيضا عن إمكانية وجود مخطط لاستهداف مناطق في الساحل التونسي دون الكشف عن تفاصيل أخرى، وأكدت على دعوتها يوم غد صباحا للمثول أمام فرقة الأبحاث والتفتيش حول قضايا الإرهاب بمنطقة الأمن "القرجاني" بالعاصمة كشاهدة.


من جانبه، أكد الناطق الرسمي باسم الحرس الوطني حسام الجبابلي لـ"عربي 21" أن المعلومات الأمنية تصل للوزارة بشكل دائم ويقع التعامل معها بكل جدية وسرعة.

 

اقرأ أيضا: سياسي تونسي يتحدث عن إقالة براهم ويهاجم الرياض وأبو ظبي

وكان الاتحاد العام التونسي للشغل الذي لايزال متمسكا برحيل يوسف الشاهد ضمن تحوير حكومي شامل قد جدد في بيان دعوته لتغيير رئيس الحكومة وإلى " النضال من أجل النأي بالمؤسستين العسكرية والأمنية عن التجاذبات والصراعات السياسية".


وتمت صباح اليوم الإثنين، بثكنة الشرطة والحرس بـ"العوينة"، مراسم تأبين الأمنيين الستة الذين سقطوا في الهجوم الذي تبناه تنظيم الدولة، بمنطقة غار الدماء شمال غرب البلاد.

 



التعليقات (0)