ملفات وتقارير

عدم حسم بوتفليقة ترشحه يرفع درجة الاحتقان السياسي بالجزائر

يرى مراقبون أن انتخابات الرئاسة فتحت داخل النظام صراعا بين المؤيدين لترشح بوتفليقة والمعارضين له- وكالة أنباء الجزائر
يرى مراقبون أن انتخابات الرئاسة فتحت داخل النظام صراعا بين المؤيدين لترشح بوتفليقة والمعارضين له- وكالة أنباء الجزائر

هاجم كل من رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري (البرلمان) سعيد بوحجة ورئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ، الاثنين، بشدة معارضي ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية خامسة، واتهم الرجلان خصوم بوتفليقة بإنكار منجزاته طيلة قرابة 20 سنة بسدة الحكم.

وقال رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، وهو ثاني رجل بالدولة بمقتضى الدستور الجزائري، في خطابه لدى اختتام الدورة البرلمانية، الاثنين: "إن من ينتقد حصيلة الرئيس ناكر للتحولات التي شهدتها البلاد".

ودعا بن صالح بوتفليقة إلى الترشح لولاية خامسة، موضحا أن "الشعب يدرك أيضا أن هذه المكاسب على كثرتها تحتاج لمواصلتها والزيادة، وأن الجزائر لا تزال في حاجة إلى تقوية أمن شعبها واستقرار مؤسساتها".


وتابع: "الشعب يعرف حقائق الأشياء وجوهرها، ويعرف من كان له شرف تبنيها".

بدوره، هاجم رئيس البرلمان الجزائري، سعيد بوحجة، بالمناسبة ذاتها "المشككين في قدرة الرئيس بوتفليقة على ممارسة مهامه"، موضحا أن "بوتفليقة يضطلع بمهامه، ويشرف بعناية كبيرة على كل ما يجري في البلاد "، وأن "المؤسسات الدستورية تقوم بمهامها بتوجيه منه وتحت رعايته وسلطاته وتعليماته".

مبادرة المواطنة

ويأتي موقف الرجلين ردا على تكتل للمعارضة يضم قادة أحزاب سياسية وشخصيات وطنية وسياسية وإعلامية واقتصاديين، دعوا بوتفليقة في رسالة وجهوها إليه أواخر شهر حزيران/ يونيو المنقضي، يدعونه فيها إلى عدم الترشح لولاية خامسة.

وطرحت تلك الشخصيات والأحزاب المعارضة "مبادرة المواطنة"، مؤكدة في الرسالة "ضرورة التخلي عن الترشح لانتخابات ربيع 2019، والسماح بفتح حقبة سياسية جديدة في البلاد".

ووقع الرسالة، التي فتحت لإمضاءات المواطنين، كل من: رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، ورئيس حزب "جيل جديد" جيلالي سفيان، والوزير الأسبق للخزانة علي بن واري، ورئيسة الاتحاد من أجل التغيير زبيدة عسول، وحقوقيون وإعلاميون واقتصاديون.

وأفاد أصحاب المبادرة في بيان التأسيس بأنه "تم ضبط خطة عملية لمواصلة الضغط من أجل منع حصول الولاية الخامسة".

ويرى مراقبون أن انتخابات الرئاسة في الجزائر فتحت داخل النظام صراعا بين المؤيدين لاستمرار بوتفليقة في الحكم والمعارضين له، في إطار صراع نخب داخل السلطة، ظهر من خلال قرارات صادرة عن الرئاسة.

بشأن ذلك، يرى المحلل السياسي الجزائري، موسى جغلالي، أن " قضية الساعة بالجزائر المتمثلة في ضبط كمية معتبرة جدا من الكوكايين (7 قناطير) بميناء وهران يوم 29 أيار/ مايو، أكدت وجود صراع بأعلى هرم السلطة يتصل بانتخابات الرئاسة المقبلة".

ويعتقد جغلالي أن" إقالة المدير العام للأمن الوطني، عبد الغني هامل، المقرب من الرئيس بوتفليقة، يعدّ قرارا ناتجا عن تلك الفضيحة"، معتبرا أن "التصريحات التي أدلى بها هامل بقوله إن من يحارب الفساد يجب أن يكون نظيفا، في معرض حديثه عن فضيحة الكوكايين، هو مسعى لإبعاد هامل عن حلم الترشح لانتخابات الرئاسة".

غير أن الدكتور موسى بنور، رئيس مركز البحوث الإستراتيجية للمغرب العربي في باريس، لا يعتقد أن هناك علاقة بين إقالة هامل وانتخابات الرئاسة، موضحا في تصريح لـ"عربي21" أن "إقالة هامل مرتبطة بتصريحاته التي أظهرت قلقا من عدم وجود انسجام حكومي بين كبار المسؤولين بالدولة".

وأطلق هامل تلك التصريحات، الأحد الماضي، بمناسبة مشاركته بحملة للتبرع بالدم، بعد يوم من تصريح وزير العدل الطيب لوح بالبرلمان، الذي قال فيه إن "كل متورط بفضيحة الكوكايين لن يفلت من العقاب".

صراع

ويرى جغلالي أن "ما يؤشر على اشتداد الصراع داخل سرايا الحكم، وقوف الرئيس بوتفليقة ضد وزيره الأول أحمد أويحي، من خلال إلغاء الرئيس لقرار فرض رسوم على استصدار وثائق الهوية للجزائريين بموجب قانون المالية التكميلي". وتابع: "أعتقد أن بوتفليقة أراد تقليم أظافر أويحي، الطامح هو الآخر باستخلافه، حيث إنه يمثل جناحا مضادا للرئاسة".

ولم يعلن بوتفليقة نيته بالترشح لولاية خامسة حتى الآن، مبقيا على غموض المشهد السياسي في البلاد، ويرى مراقبون أن عدم حسم بوتفليقة الترشح من عدمه زاد من حالة الاحتقان داخل السلطة.

لكن مخاوف جمة عبر عنها سياسيون واقتصاديون من مآلات هذا الوضع "الموسوم بالانسداد"، مثلما أفاد عضو مبادرة المواطنة، جيلالي سفيان لـ"عربي21"، الاثنين.

وقال جيلالي إن "ظروف الجزائر تغيرت عما كانت عليه في 2014 من كل الجوانب، والبلد يعيش اليوم أزمة اقتصادية كبيرة، فبعد أن كان المسؤولون في 2014 يقولون للمواطنين لا تستمعوا للمعارضة التي تهول من الوضع، أصبحوا هم من يقرون بخطورة ما أوصلوا البلاد إليه".

لكن، يبدو -بحسب محللين- أن الوضع السياسي في الجزائر بات يثير اهتمام مؤسسة الجيش أكثر من أي وقت مضى، حيث أفاد الفريق قايد صالح، قائد أركان الجيش بالجزائر: "لا خوف على الجزائر ولا على مستقبلها مهما اشتدت التحديات والرهانات".

وتابع قايد صالح عشية حفل التخرج السنوي للدفعات بأكاديمية شرشال العريقة، غربي العاصمة، السبت: "إن ما عجز الاستعمار عن تحقيقه على أرض الجزائر، لم ولن يصل إليه غيره، فالجزائر أعظم من أي تحد وأكبر من أي رهان".

التعليقات (1)
طارق ليدر
الثلاثاء، 03-07-2018 11:25 ص
الحثالة و الصعاليك هي من تحكم الجزائر من بوتفليقة المعوق الى رئيسي المجلس الوطني و الامة كلهم حثالة و لصوص و انتهازين لا يوجد واحد منهم لديه ذرة حب للوطن كلهم فاسدون و حسابهم عند الله العزيز الجبار القوي