هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
صرح خبير العلوم العسكرية البارز في مركز الدراسات العسكرية والسياسية في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، البروفيسور فلاديمير كوزين، لوكالة "سبوتنيك"، اليوم الخميس، أن الولايات المتحدة قامت بنشر 19 قاعدة عسكرية في سوريا، يتم تدريب المسلحين على أراضيها، ويتم توفير إمداداتها من خلال 22 قاعدة عسكرية خارج ذلك البلد.
وكانت مصادر إعلامية متطابقة، أكدت قيام قوات التحالف بقيادة واشنطن بإنشاء قاعدة عسكرية متقدمة، في ريف دير الزور الشرقي، لتسهيل عمليات إمداد ما تسمى "قوات سوريا الديمقراطية- (قسد)" ذات الغالبية الكردية، التي تخوض معارك ضد تنظيم الدولة.
اقرا أيضا : قاعدة أمريكية جديدة بدير الزور.. والحشد العراقي يؤازر "قسد"
وفي هذا الإطار، أوضح الصحفي في شبكة "فرات بوست" صهيب الجابر لـ"عربي21" أن مهمة القاعدة التي يتم العمل على تشييدها في بادية الشغفة بريف دير الزور الشرقي، تسهيل وصول الدعم اللوجستي لـ"قسد" بعد تجدد المعارك ضد تنظيم الدولة في المنطقة.
وأضاف، أن "قسد" بدأت في مطلع الشهر الجاري بحملة "عاصفة الجزيرة" التي تهدف إلى إنهاء تواجد تنظيم الدولة في ريفي دير الزور الشرقي والحسكة الجنوبي، والمناطق الممتدة على الشريط الحدودي العراقي-السوري.
وقال الخبير العسكري كوزين إن البنتاغون نشر 19 قاعدة عسكرية ومركز إسناد في سوريا، بالإضافة إلى 22 قاعدة عسكرية في الدول المجاورة لسوريا من أجل ضمان الإمداد المستمر للأسلحة والذخائر والوقود ومواد التشحيم والمواد الغذائية لمسلحي المنظمات الإرهابية".
وأتى كوزين، كمثال، بمدينة التنف، الواقعة جنوبي البلاد، والتي أعلن البنتاغون إغلاق مجالها الجوي بدون إذن من دمشق، وذلك في دائرة نصف قطرها 50 كيلومترا، كمثال على القواعد التي تستخدمها القوات الأمريكية ومخابراتها لإعداد الإرهابيين.
وأشار كوزين إلى أن "الولايات المتحدة تسعى للحفاظ على أدوات التأثير على الوضع العسكري السياسي في سوريا بمساعدة الجماعات الإرهابية المسلحة".
ووفقاً للخبير العسكري، فإن الدعم العسكري والتقني المباشر من قبل واشنطن لتشكيلات العصابات المسلحة في سوريا، هو تناقض واضح، ليس فقط لميثاق الأمم المتحدة ، ولكن أيضاً مع الاتفاقيات الخاصة بتشكيل مناطق خفض التصعيد في سوريا. يدعمون المسلحين من أجل الحفاظ على التأثير على العمليات داخل سوريا.
وقال كوزين أيضاً: "إن الهدف الرئيسي للولايات المتحدة في سوريا لم يتغير خلال السنوات السبع الماضية، وهو تجميد عملية التسوية السياسية والإطاحة بالسلطة الشرعية في سوريا من أجل تنصيب دُمية تحكم سوريا".
وما زال النزاع المسلح مستمراً في سوريا منذ آذار/مارس عام 2011. ووفقا لإحصاءات الأمم المتحدة، يتراوح عدد ضحايا العمليات العسكرية في البلاد بين 300 ألف نسمة وحتى نصف مليون نسمة. وتجري عملية التسوية للأزمة السورية على ساحتي أستانا وجنيف.