هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد أهالي المعتقلين السياسيين أن ذويهم يعانون في السجون المصرية من
أزمات مزدوجة خلال الاحتفال بالأعياد.
وأشار الأهالي، في حديث لـ"عربي21"، إلى
ثلاث مشكلات رئيسية، الأولى عدم السماح لهم بالخروج من زنازينهم، والثانية متعلقة
بحديث الذكريات والشوق للأهل والأبناء، يضاف إلى ما سبق أزمة ثالثة للقيادات منهم،
وهي التعنت الذي يحدث بين الحين والآخر من إدارة السجن تجاههم.
وكشفوا
عن أن "السجون تمنع دخول كعك وبسكويت العيد؛ بحجة تطبيق قرار منع دخول
المخبوزات؛ لاستغلالها من قبل المساجين الجنائيين في تهريب المواد المخدرة، وهي
القاعدة التي يتم تنفيذها حسب مزاج ضباط المباحث المعنيين بالتفتيش، إلا أن
اللائحة ألزمتهم أيضا بتوزيع الكعك على المساجين في العيد، وكما هي العادة فإنه
يتم تسجيل توزيع الكعك بالدفاتر الرسمية فقط، بينما أرض الواقع شيء مختلف"،
بحسب كلامهم.
وتروي
السيدة إيمان إسماعيل، زوجة أحد المعتقلين بسجن العقرب، مأساتها مع السجن في
العيد، موضحة أن الأصل في زيارات العقرب أنها ممنوعة حتى في الأيام العادية،
وبالتالي فالزيارة الاستثنائية التي يقررها وزير الداخلية لا تسري على العقرب.
وأكدت
في حديثها لـ "عربي21" أن زوجها مر عليه ثمانية
أعياد بالسجن، ولم تتمكن من زيارته في أي عيد منها، وحتى المرة التي وافقوا فيها
على زيارة استثنائية، سمحوا بدخول 10 أسر فقط، ورفضوا دخول باقي الأهالي، خلاف ما
يحدث في باقي السجون، التي تستمر فيها الزيارة الاستثنائية لمدة شهر.
وتضيف
إسماعيل أنها اعتادت الاحتفال مع باقي أسر المعتقلين بالعيد أمام بوابة السجن
الرئيسية، حيث ينظمون صلاة العيد، ويوزعون الحلوى والبالونات على الأطفال، وهي
البالونات المكتوب عليها أسماء المعتقلين، مشيرة إلى أن المعتقلين غالبا لا يعرفون
بهذه الاحتفالات إلا بعد مرور عدة أسابيع أو أشهر عليها، عندما يسمحوا لهم
بالزيارة.
ويتحدث
المعتقل السابق بسجن الاستقبال عبد الحليم أبو الخير لـ "عربي21" عن
أجواء العيد بالسجن، قائلا: "لأن السجن عبارة عن عنابر كبيرة بها زنازين
واسعة تسع الواحدة لعدد يتراوح من 150 إلى 25 معتقل حسب سعة الزنزانة، وفي غير
أوقات التكدير فإن إدارة السجن تسمح بإدخال زينات يتم تزيين الزنازين بها، كما
تبدأ الزيارة الاستثنائية من يوم الوقفة، وتستمر لثاني يوم العيد، ثم تستمر لباقي
الشهر بعد انتهاء إجازة العيد".
وبالرغم
من قصر مدة الزيارة، التي لا تستغرق سوى خمس دقائق، إلا أنها تمثل لأبو الخبر دعما
نفسيا كبيرا، خاصة أنه يرى أهله بمثل هذه المناسبة التي ينتظرها بشوق.
ويضيق أبو الخير أنه يحمد الله أنه كان في زنزانة جماعية؛ "لأن
المعتقلين يخففون عن بعضهم البعض، ويقومون بتنظيم حفل ترفيهي يتم فيه تكريم حفظة
القرآن الكريم والفائزين بالمسابقات التي يتم تنظيمها طوال شهر رمضان، ولكن في
النهاية يذهب كل معتقل لـ"فرشته" لتعاوده ذكرياته".
وعن
صلاة العيد، يؤكد أبو الخير أن إدارة السجن ترفض أداءها باعتبار أن السجن مغلق،
ولكنهم يتغلبون على ذلك بتنظيمها داخل الزنازين، ويبدأون بالتكبير من الساعات
الأولي لفجر يوم العيد.
بدوره، يروي
المعتقل السابق أحمد علاء مأساة العيد بسجن العقرب، قائلا إنه "يتم غلق السجن
طوال فترة الإجازة الرسمية، سواء كانت يوما أو ثلاثة، وتكون المأساة أكبر لو كان
العيد يوم سبت؛ لأن يوم الجمعة الذي قبله يكون إجازة، وفي بعض الأوقات يكون الخميس
الذي يسبق الجمعة يوم تفتيش تكديري، وبالتالي يظلون داخل الزنازين لمدة 5 أيام
متواصلة، رغم أن لائحة السجون تنص على أنه لا يجوز غلق الزنازين لثلاثة أيام
متواصلة".
ويشير
علاء إلى أنه قضي بالعقرب ستة أعياد، منها ثلاثة للفطر، ومثلها للأضحى، وفيها كلها
لم يتغير أي شيء حتى مع تغيير إدارة السجن، حيث يتم غلق الزنازين طوال فترة العطلة
الرسمية أيا كان أيامها، وبغلق السجن تمنع العيادات والمستشفيات.
كما أنه وفقا لعلاء، "لا يسمح لهم بصلاة العيد خارج الزنازين، ما
يدفعهم لأدائها داخل زنازينهم الانفرادية، ورغم ذلك فهو يعتبر أيام العيد المفضلة
لديهم؛ لأنه غالبا لا يحدث فيها تفتيش مثل باقي الأيام العادية".
ويقول
علاء إن "هذه الإجراءات لا تمنعهم من تنظيم حفلات ترفيهية لمدة ساعة أو
ساعتين في اليوم، وهي حفلات تشمل الأناشيد وتذكر الذكريات الطريفة للمعتقلين
وفقرات أخرى، حسب مواهب المتواجدين مع بعضهم البعض".
ويتذكر
المعتقل السابق بالعقرب أنه تم تكديرهم بالمخالفة للقانون خلال إجازة العيد، حيث
قامت إدارة السجن عام 2016 بعمل تجريدة عليهم بعد صلاة العصر، وتم تجريدهم من بعض
متعلقاتهم، وعندنا اعترضوا على هذا الإجراء رد عليهم الضابط المسؤول قائلا:
"السجن سجننا، واللائحة بتعتنا، ومحدش له حاجة عندنا".