هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال جنرال إسرائيلي السبت، إن "الفرضية الملائمة للتعامل مع الأزمة الناشبة في قطاع غزة تتمثل بمواصلة إضعاف حماس دون اللجوء لإعادة احتلال القطاع، وحين تستمر المواجهات مع حماس بين حين وآخر، في قطاع غزة أو الضفة الغربية، مهم أن تحدد إسرائيل عنوانا مركزيا لأي نقاش يجري داخل أروقتها السياسية والعسكرية، وهو: لن يكون هناك اتفاق أبدا مع حماس".
وأضاف عاموس غلعاد الرئيس السابق للدائرة الأمنية
والسياسية بوزارة الحرب الإسرائيلية في مقاله بصحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته
"عربي21" قائلا: "صحيح أن هناك فلسطينيين يمكن الحديث معهم، لكننا
أمام حماس نواجه حركة فلسطينية دينية سنية، هدفها القضاء على إسرائيل، ولأجل ذلك فهي تستثمر كل قدراتها العسكرية وإمكانياتها القتالية".
خطط عسكرية
وأشار إلى أنه "يمكن إعادة السيطرة الإسرائيلية
على قطاع غزة، وهناك خطط عسكرية لتحقيق ذلك، وربما نضطر لذلك في نهاية الأمر"،
مستدركا بقوله: "لكن يجب أن نفهم ابتداء ما هي حيثيات إعادة الاحتلال، فهناك
مليونا إنسان على مساحة 364 كيلومترا مربعة، كان فقط عددهم 250 ألف نسمة عند
احتلالها في 1967".
وتابع: "ليس هناك مصانع أو عمالة، وفي حال تمت إعادة الاحتلال فستضطر إسرائيل لتوفير الطعام والغذاء لكل الغزيين، وإدارة شؤونهم وحدها، ولن تتقدم أي منظمة دولية لمساعدة إسرائيل في كيفية إدارة أوضاع
الفلسطينيين الإنسانية والمعيشية".
وأكد غلعاد، وهو الجنرال الأكثر خبرة في الشؤون
الفلسطينية في السنوات الأخيرة، أن "هناك من الإسرائيليين من يرى أننا نذهب
في الطريق لهذا الخيار، وهو إعادة احتلال غزة، لكني أرى أن البديل المفضل هو
الاستمرار في إضعاف حماس، أكثر وأكثر، طالما أنها تسيطر على غزة اليوم، وهو ما
تفعله إسرائيل اليوم".
اقرأ أيضا: وثيقة عسكرية تكشف التهديدات المركزية لإسرائيل ومواجهتها
وزعم غلعاد، الذي شارك في مفاوضات التهدئة مع حماس
عدة مرات، وعمل في قسم الأبحاث التابع لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية
"أمان"، أن "لدينا سلسلة نجاحات واضحة للعيان، فقد كانت إسرائيل
الدولة الأولى التي عرفت كيفية مواجهة أنفاق حماس على حدود غزة التي أرادت
استخدامها في إدخال عشرين مسلحا للتسلل إلى تجمع استيطاني فيه أربعمائة إسرائيلي".
وأضاف أن "حماس تحاول إطلاق صواريخها باتجاه تل
أبيب، والأخيرة تمنعها، وتسعى حماس لتنفيذ عمليات مسلحة كبيرة في مدن إسرائيلية من
خلال إخراج خلايا عسكرية من قطاع غزة، لكن التفوق الأمني لجهاز الأمن العام الشاباك
يحبط هذه المحاولات مبكرا".
ورأى أنه "ربما حاولت الحركة أخيرا استغلال
المظاهرات الشعبية على حدود غزة في توجيه هجمات مسلحة واختطاف جنود إسرائيليين،
لكن ذلك لم يحصل، كل ذلك يؤكد أن الطريقة الملائمة لمواجهة حماس هي إضعافها أكثر
فأكثر من خارج غزة، وليس في داخلها".
الخيار المصري
غلعاد، الذي شارك في الغزو الإسرائيلي للبنان عام
1982، وعين في 1996 متحدثا باسم الجيش الإسرائيلي، ومنسقا لأنشطة الحكومة بالأراضي
الفلسطينية حتى عام 2003، قال إنه "ليس لدينا إمكانيات لمساعدة الفلسطينيين
في غزة، لأنه طالما أن حماس تسيطر هناك، فلن يطرأ أي تغيير إيجابي على أوضاعهم، لن
تقوم هناك سنغافورة، ولذلك ستنحصر المساعدات الإسرائيلية في الجانب الإنساني من
خلال توفير الكهرباء والمياه والصرف الصحي والصحة انطلاقا من مصالح إسرائيلية بحتة".
يطرح غلعاد في مقاله، الذي يتقن اللغة العربية،
ويعرف العالم العربي عن قرب، وأدار ملفات حساسة تتعلق بالعلاقات مع مصر والأردن،
"إمكانية الحديث عن خيار آخر يفضله البعض في إسرائيل على سواه من الخيارات،
وهو أن تتحمل مصر مسؤولية قطاع غزة، وربما السيطرة عليه، كما كان عليه الوضع قبل
1967".
واستدرك قائلا إنني "أعلم أن المصريين ينظرون
لقطاع غزة على أنه مشكلة متفاقمة، ولن يأخذوه من جديد تحت سيطرتهم، ربما يوافقوا
على إقامة منطقة صناعية للفلسطينيين في غزة، وهو أمر ممكن الحدوث، عدا ذلك ترى مصر
أن قطاع غزة جزء من حل الدولتين للشعبين بين الفلسطينيين وإسرائيل، ولذلك فإن مصر
أبعدت نفسها عن قطاع غزة، بكل الطرق، ولا تريد التفكير بمساعدة حماس".