سياسة عربية

موريتانيا تغلق مسجدا للشيعة.. هل عاد التوتر مع إيران؟ (شاهد)

المسجد يوفد مبتعثين إلى إيران ولبنان ويوزع منحا دراسية للتكوين على المذهب الشيعي ـ يوتيوب
المسجد يوفد مبتعثين إلى إيران ولبنان ويوزع منحا دراسية للتكوين على المذهب الشيعي ـ يوتيوب

أغلقت موريتانيا "حسينية" شيعية بالعاصمة نواكشوط، بعد ذلك بساعات استقبل وزير خارجيتها سفير إيران، حيث تضاربت الروايات حول أسباب اللقاء بين فريق يقول بأنه "استدعاء" للاحتجاج، وفريق يقول بأن السفير سلم رسالة من طهران.


وقال عدد من المنابر الإعلامية الموريتانية، إن "وزارة الشؤون الإسلامية في موريتانيا صادرت الإثنين 28 أيار/ مايو الجاري، مجمع الإمام علي في مقاطعة دار النعيم بولاية نواكشوط الشمالية".


وتابعت المصادر أن الوزارة "أبلغت إمام المسجد الموجود في المجمع بعزله من الإمامة وتعيين إمام آخر".


وأضحت أن القرار جاء بعد قيام "بعثة من وزارة الشؤون الإسلامية خلال عطلة الأسبوع بزيارة للمجمع الذي يتبع لجمعية تسمى (آل البيت)، وفتشته تفيشا دقيقا كما فتشت ملحقاته، قبل أن تبلغ إمامه بالعزل من الإمامة، وتمهله أسبوعا لمغادرة سكنه داخل المجمع".


وسجلت أن هذا المجمع بمثابة حسينية في نواكشوط، يتبع لجمعية (آل البيت)، ويوفد مبتعثين إلى إيران ولبنان ويوزع منحا دراسية للتكوين على المذهب الشيعي.


ونشر موقع "أغشوركيت"، الأربعاء 30 أيار/ مايو، تقريرا تلفزيونيا عن إغلاق المسجد، يظهر صور المسجد، نقلا عن قناة "إمام حسين" الشيعية.

 

                                     


ساعات بعد ذلك أعلنت الوكالة الموريتانية للأنباء (رسمية)، أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون، إسلك ولد أحمد إزيد بيه، استقبل صباح الثلاثاء بمكتبه في نواكشوط، سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية المعتمد لدى بلادنا، محمد عمراني.


وتابعت في الخبر المقتضب: "جرى اللقاء، الذي تناول القضايا ذات الاهتمام المشترك، بحضور السيدة مريم أوفى السفيرة مديرة الشؤون الأمريكية والآسيوية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون".


وعلى خلاف الرواية الرسمية، ذهب موقع "صحراء ميديا" الموريتاني، إلى أن استدعاء السفير الإيراني جرى يوم الجمعة الماضي، وأن نواكشوط غاضبة من الدعاية للتشيع.

 

اقرأ أيضا: المغرب يكشف استغلال إيران للبوليساريو للتدخل بشمال أفريقيا

 
وقال "صحراء ميديا": "استدعت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الموريتانية، يوم الجمعة الماضي، السفير الإيراني بنواكشوط محمد العمراني، وأبلغته بأن موريتانيا لم تعد تقبل بأي نشاط تقوم به السفارة -أو جهات مرتبطة بها- من أجل تغيير مذهب المجتمع الموريتاني أو عقيدته".


وأضاف نقلا عن مصادره الخاصة، أن "الموريتانيين أبلغوا السفير بأنهم اتخذوا جملة من الإجراءات لمنع أي نشاط لنشر الفكر الشيعي في البلاد".


وذهب إلى أن من ضمن هذه الإجراءات عزل إمام (مجمع الإمام علي)، وتعيين إمام جديد له، ووضعه تحت وصاية وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصيل.


وزاد أن "الجهات الرسمية الموريتانية أبلغت السفير الإيراني بالتوقف عن مثل هذه الأنشطة، وأنها لم تعد مقبولة لأنها تهدد وحدة المجتمع وعقيدته".


من جهتها سارعت وسائل الإعلام الإيرانية إلى التقليل من أهمية لقاء الوزير والسفير، معتبرة أن العلاقات بين البلدين طبيعية وعادية.


ونقلت قناة "العالم" الإيرانية، في تقرير نشرته الأربعاء 30 مايو/ أيار الجاري، نفي مصدر بالخارجية الموريتانية خبر "استدعاء" السفير الإيراني، ومعتبرا أن "العلاقات الدبلوماسية الموريتانية الإيرانية طبيعية".


وسجلت نقلا عن مصدرها، أن "عملية استدعاء السفراء لا تجرى عادة في السر وإذا حصلت يتم الإعلان عنها عبر وسائل الإعلام الرسمية نظرا لأهميتها، وأن ذلك لم يحصل مع السفير الإيراني".

 

وشددت على أن السفير الإيراني في نواكشوط محمد عمراني، سلم الثلاثاء، رسالة وزير الخارجية محمد جواد ظريف إلى نظيره الموريتاني حول نكث العهد الأمريكي تجاه الاتفاق النووي وتطورات المنطقة.


هذا وسبق أن اتخذت موريتانيا إجراءات صارمة ضد الأحزاب السياسية والهيئات التي ترتبط بإيران وحزب الله، ومنعت جميع الأنشطة الداعمة للحزب في الأراضي الموريتانية.


وكانت موريتانيا قد قلصت مستوى تمثيلها الدبلوماسي في طهران منذ عدة سنوات إلى مستوى قائم بالأعمال فقط، وكثيراً ما انتقدت التدخل الإيراني في الشؤون العربية الداخلية.

 

ويعد هذا "التوتر" الثاني بين إيران ودولة في المغرب العربي، بعد الرباط التي قطعت علاقاتها نهائيا مع إيران في الأسابيع القليلة الماضية.

التعليقات (0)