هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طرحت المكالمة الهاتفية بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي قبيل قمة دولية حول ليبيا غدا، عدة تساؤلات وتكهنات حول دور مصري في القمة التي ترعاها فرنسا.
وناقش الطرفان آخر مستجدات الساحة الليبية، مشددين على "ضرورة إجراء انتخابات في ليبيا خلال العام الجاري بعد الإعداد الجيد لها، وأن البلدين متفقان في هذا الأمر"، وفق بيان للرئاسة المصرية.
"حفتر" كلمة السر
ورأى مراقبون أن "التواصل بين الطرفين طبيعي كون مصر لاعب قوي في الملف الليبي، وخاصة في قربها من اللواء خليفة حفتر، أحد المدعوين لقمة باريس، والذي ربما تقوم بدور في إقناعه بعدم التعنت أو العرقلة، لكن البعض يرى أنها خطة "فرنسية –مصرية" لتمكين حفتر وفرضه على المشهد".
وتستضيف العاصمة الفرنسية باريس، غدا الثلاثاء، مؤتمرا دوليا حول الأزمة الليبية بحضور قادة المؤسسات الرئيسة في ليبيا: رئيس البرلمان ورئيس مجلس الدولة ورئيس حكومة الوفاق الليبية بالإضافة إلى حفتر الذي دعته فرنسا بصفته "قائد عام للجيش الليبي".
هجوم "إيطالي"
وتعرضت القمة الفرنسية حول ليبيا لهجوم من الصحافة الإيطالية والتي اعتبرت مبادرة ماكرون خطة لسرقة ليبيا بعدما أبعدت الزخم الإيطالي، وفق صحيفة "ilgiornale" الإيطالية.
ورأت الصحيفة أن "ماكرون يسعى إلى الاستحواذ على ثروات الطاقة في المستعمرة الإيطالية السابقة مستغلا الفوضى الليبية والفراغ السياسي الانتقالي الحالي في روما، وأن قمة باريس غدا محاولة لانتزاع دور إيطاليا السياسي والاقتصادي في ليبيا"، كما ذكرت.
وبخصوص مكالمة "ماكرون –السيسي"، طُرحت بعض التساؤلات، من قبيل: هل اتفق الطرفان على تمرير بنود معينة وفرضها على الحضور؟ أم هو تحرك فرنسي للضغط على مصر من أجل إقناع حفتر بقبول المبادرة وإبداء مرونة؟
رؤية واحدة
من جهته، أكد الأكاديمي المصري والخبير في الملف الليبي، خيري عمر، أن "رؤية فرنسا ومصر بخصوص الأزمة الليبية وآليات الحل السياسي هناك، هي رؤية موحدة، وكل المبادرات التي طرحتها باريس تتقارب مع مبادرات القاهرة بخصوص الملف الليبي، لذا التواصل قبيل القمة طبيعي جدا"، حسب تعبيره.
وبخصوص علاقة الأمر بحفتر، قال لـ"عربي21"، إن "المنظور المصري والفرنسي يقوم بالتنسيق في الملف الليبي بشكل عام ولا يتحدثون عن شخص بعينه مثل "حفتر" والدليل أن قمة غد تم دعوة كل الأطراف لها، كما أنه إذا توافقت الأطراف الدولية على حل معين ستتجاوب معه الأطراف المحلية بدون تعنت أو عرقلة".
اقرأ أيضا: قوات حفتر توضح أسباب مشاركته في اجتماع باريس
واستدرك قائلا: "لكن المشكلة الحقيقية ستكون بوجود اختلاف واضح بين الأطراف الدولية بخصوص الحل في ليبيا، أما بخصوص شروط مجلس الدولة لحضوره، فهي من باب رفع سقف التفاوض، فكل طرف يضع الشروط كما يراها وليست كما يناسب الواقع"، كما صرح.
دعم "فرنسي" للعسكر
ورأى وزير التخطيط الليبي الأسبق، عيسى تويجر أن "فرنسا تنجح في عقد المؤتمرات الدولية بخصوص ليبيا كونها تدعم الطرف المتعنت وتعمل لصالحه (يقصد حفتر)، بينما يجد الطرف الآخر نفسه منساقا لهذه المبادرات والمؤتمرات لضعفه وقلة حيلته"، حسب كلامه.
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "سيناريوهات قمة باريس المرتقبة تتلخص في: إما أن يرضخ الطرف الضعيف لانتخابات بدون دستور تأتي بحفتر إلى السلطة، أو يصر على ضرورة الاستفتاء على الدستور أو على الأقل إجراء انتخابات برلمانية أولا ثم الاستفتاء على الدستور ومن ثم انتخاب الرئيس".
وتابع: "لكن السيناريو الأخير لن يحقق أهداف المعسكر الداعم لـ"حفتر"، وقد يعيد الأمور إلى ما هي عليه، لكن كل هذا يعتمد على مواقف الدول الأخرى الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا".
دلالة توقيت المكالمة
وأشار الأكاديمي الليبي، محمود منصور، إلى أن "توقيت الاتصال قبيل القمة يؤكد أن له علاقة بالضغط على "حفتر" حتى لا يعرقل المبادرة، لأنه لو فشل المؤتمر سيعني ذلك دور أقل لفرنسا في ليبيا، ومن ثم ظهور دول أخرى".
اقرأ أيضا: هل ستنجح فرنسا في حلحلة أزمات ليبيا خلال مؤتمر دولي؟
وأكد أنه "في الوقت ذاته سيتلخص الدور المصري فقط في عدم السماح بوجود دولة مجاورة بها ديمقراطية ومنها ليبيا، لذا لازالت تدعم "حفتر" وهي من أقنعت "فلول" القذافي بالإنخراط مع حفتر والعمل تحته، كما أنه ربما يكون هناك طمع اقتصادي لمصر لكنه مؤجل حاليا"، حسب تصريحات لـ"عربي21".
لكن الناشط السياسي الليبي، عبدالناصر بلخير، قال إن "فرنسا تعلم بأن مفاتيح خليفة حفتر عند السيسي، وفرنسا تريد انتخابات في ليبيا قبل الدستور لكي تتمكن من فرض "حفتر" في المشهد السياسي، كون الأخير وعد فرنسا بقاعدة عسكرية في الجنوب وبعقود تنقيب علي الغاز حال فوزه"، حسب رأيه.