نظمت جماعة
الإخوان المسلمين المصرية،
مساء السبت، حفل إفطارها السنوي
بمناسبة شهر رمضان، في أحد فنادق مدينة إسطنبول التركية، بحضور عدد كبير من الشخصيات
والعلماء والإعلاميين يتقدمهم مستشار الرئيس التركي، ياسين أقطاي.
وحدد الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين،
محمود حسين، مجموعة من "الثوابت التي تراها الجماعة مهمة في تحديد رؤيتها تجاه
الانقلاب العسكري في مصر".
وقال، في كلمته بحفل الإفطار السنوي،
إن "الإخوان أعلنوا منذ اللحظة الأولى رفضهم للانقلاب العسكري؛ وظل هذا موقفهم
ثابتا لم يتغير، وواضحا لم يلتبس، ولا ترى الجماعة في غير الخلاص منه سبيلا لحل الأزمة
المصرية وإنهاءِ الانقسام المجتمعي وإعادة اللحمة بين أبناء الوطن الواحد".
وأضاف الأمين العام لجماعة الإخوان:"
نحن مع أي جهود مُخلصة تعيد للمجتمع لُحمته ووحدته، وتعيد للشعب كل حقوقه المهدرة،
وتعيد الجيش إلى ثكناته للقيام بدورِه في حماية البلاد والدفاع عن أراضيها".
وأكد أن "أي مساع من أي طرف كان،
لا يتزامن معها الإفراج عن جميع المعتقلين ظلما في سجون الانقلاب هي مساعٍ غير جادة،
ولن يلتفت إليها الإخوان".
واستطرد قائلا:" لن نُعطي شرعية
للانقلاب بأي حال، ولن نضع أيدينا في الأيادِي المُلطخة بدماء المصريين"، مشدّدا
أن "الشرعية الحقيقية هي للرئيسِ المنتخب من الشعب الدكتور محمد
مرسي، ولا يملك
أحد التنازل عن حقوق الشهداء والمصابين والمعتقلين والمطاردين أو التفريط فيها، وهي
لا تسقط بالتقادم".
وأردف:" لن نتوقفَ عن رفض الانقلاب،
ولن ندخر جهدا أو طاقة – بإذن الله– لمناهضة الظلم والظالمين بكافة الوسائل السلمية
التي تتفق مع منهجِنا، وبعيدا عن العنف أو الاستدراج إليه، مُوقنين أن الباطل زائل
وزاهق بإذن الله سبحانَه وتعالى".
واستطرد "حسين" قائلا
:"في سبيل خلاص مصر وحرية شعبها نمُد أيديَنا للوقوف مع كل القُوَى الشريفة الرافضة
للانقلاب، حول راية واحدة ونحو هدف واحد لتخليص البلاد من هذا الانقلاب".
ووجه رسالة لمن وصفهم بشعوب العالم الحر
وللمنظماتِ الحقوقية والإنسانية والدولية المعنية، محذرا "من مأساة حقيقية تَجرِي
داخل السجونِ المصرية بحق آلاف الأبرياء، وهناك مئات المُختفين قسرا لا يدري ذووهُم
عنهم شيئا، كما أن هناك عشرات الأبرياء مُهددون بتنفيذ أحكام الإعدام التي أصدرتها
محاكم الانقلاب ظلما وعدوانا".
وتابع:" في الوقت الذي تتعرض فيه
هذه الطليعة الصامدة لممارسات العسكرِ الوحشية تتعرض كافة شرائح المجتمع المصرِي لمأساة
كبرى بعد أن حوّل الانقلاب حياة الناس إلي ضنك وحرمان وإفقار، ولم يتورع منذ تموز/
يوليو 2013 حتى الآن عن ارتكاب أبشع المجازرِ التي لم يشهد المصريون مثيلا لها عبر
تاريخِهم".
وأضاف:" ما زالت حملات العسكرِ
ضد أهلِنا في سيناء مستمرة في هدم البيوت واعتقال وقتل الأبرياء بمزاعم مُفتعلة تحتَ
اسم محاربة الإرهاب، والحقيقة أن صانع الإرهاب هو الانقلاب ذاته، والذي يعمل بكل الحيل
على بث الفُرقة والضغينة بين مكونات المجتمع، وقد ذاق ويلاتِها الشعب المصري بكافة
فصائله وطوائِفه، ونسأل الله أن يُزيل هذه الغمة عن شعبِنا الصابرِ الأبيّ".
وجدد إعلان موقف الإخوان "الثابت
الداعم لكفاح الشعبِ الفلسطيني حتى تحرير كامل أرضه، كما نجدد رفضَنا لكل الخُطوات
التطبيعيةِ التي تصدر من عواصم عربية على حساب الحقِ الفلسطيني، ونندد باحتفال السفارة
الصهيونية في قلبِ القاهرة وعلى مقربة من ميدان التحرير - ميدانِ الثورةِ المصرية
– في ذكرى نشأة الكيانِ الصهيونِي الغاصب ذكرى النكبة".
ورأى أن جماعة الإخوان حققت خلال مسيرتها
ما اعتبره إنجازات، والتي منها "ترسيخ الفكرة الإسلامية الوسطية والشاملة، والإسهام
في دعوة الشعوب إلى صحيح دينِهم، وقيادة صحوة إسلامية راشدة وإيقاظ وعي الشعوب في المطالبة
بحقوقِها، وإرساء مفهوم جديد للتغيير في المجتمعات على هدي من منهَجها السلميّ، وتقديمِ
صور غيرِ مألوفة في التكافل الاجتماعي".
من جهته، نوه عضو مجلس الشورى العام
لجماعة الإخوان، همام علي يوسف، إلى "حرص جماعة الإخوان طوال تاريخها على تطوير
وسائلها وآلياتها ومسارات عملها بما يتناسب مع روح العصر تحت مظلة ثوابتها الإسلامية
السامية، ما جعلها بفضل الله وكرمه، تستمر في العطاء رغم المحن والابتلاءات، ورغم ما
يكاد لها من قوى عالمية وإقليمية".
واستطرد قائلا:" إننا لن نكون إلا
دعاة خير وحق وحرية، ولا نقر أبدا ما نراه أحيانا على صفحات التواصل الاجتماعي من شماتة
في الشعب المصري بعد ما جره عليه الانقلاب العسكري من غلاء وبلاء ومتاعب"، مضيفا:"
هذا السلوك لا نقره، فهو انحراف عن منهج القرآن وعن خلق النبي محمد عليه الصلاة والسلام".
وقال "يوسف" إن "الإخوان
يؤكدون أن وحدتهم ضمن وحدة الأمة الكبيرة وإطارها الجامع هي أحد ضمانات استكمال الثورة
على الظلم والاستبداد والتأسيس لمشروع يعيد لهذه الأمة مجدها ويعلي مكانتها".